وسط توقعات بلجوئه إلى حل الكنيست والدعوة لانتخابات برلمانية جديدة بحلول نوفمبر المقبل في ظل استعصاء الأزمات المرتبطة بالعدوان المتواصل على غزة منذ 10 أشهر، سربت أواسط عبرية فحوى اجتماع عاصف تعرض فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لانتقادات لاذعة من قادة الجيش والوفد المفاوض بمباحثات التهدئة وتبادل إطلاق سراح المحتجزين مع حركة حماس، أمس.
وذكرت «القناة 12» أن الانتقادات جاءت خلال اجتماع عقد ليل السبت ـ الأحد للتنسيق بشأن المستجدات قبل توجه رئيس الموساد دافيد برنياع إلى الدوحة لمواصلة المحادثات، غير المباشرة مع «حماس»، التي تراهن عليها الولايات المتحدة لتبريد الحرب المتواصلة في منذ 10 أشهر ومنع تحولها إلى صراع إقليمي يشمل لبنان وجبهات أخرى. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن نقطة الخلاف الرئيسية هي رفض نتنياهو «عودة السكان لشمال غزة وبقاء الجيش في محور فيلادلفيا» بينما يرى رئيس الأركان هرتسي هاليفي وفريق التفاوض وقادة الأجهزة الأمنية رجوعهم والتعامل مع المحور الفاصل مع مصر بطرق أخرى.
في غضون ذلك، جدد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش أنه لن يوافق على أي صفقة مع «حماس» لو كان الثمن مسيرته السياسية، متهماً المؤسسة الأمنية بأنها «قررت المضي نحو صفقة غير شرعية بأي ثمن ستؤدي إلى إعادة 20 رهينة والتخلي عن الباقين ووقف الحرب دون خطوط حمراء».
مهاجمة وحل
وفي وقت يخشى نتنياهو على مستقبله السياسي بحال قبوله الصفقة دون الحصول على تنازلات كبيرة من «حماس» وهو ما قد يقود إلى تفكيك الائتلاف اليميني الحاكم، هاجم نجله يائير دور الدوحة بمفاوضات التهدئة، على غرار والده سابقاً.
وذهب يائير إلى حد اتهام قطر بأنها «أكبر ممول للإرهاب بعد إيران». وزعم أنها تقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأميركية.
وأثارت تصريحات يائير توبيخاً من دبلوماسي قطري، محذراً من أنها قد تضرّ بمحادثات التهدئة التي تلعب الدوحة دوراً بارزاً بها.
ورأى الدبلوماسي القطري، أن تصريحات نجل نتنياهو «منسوخة من نقاط حوار الجماعات المتطرفة المعادية لأي حل سلمي بغزة»، مشيراً إلى أن الادعاءات الكاذبة لن تخفف الضغط على «الذين يفضلون مواصلة شن الحرب».
وتزامن ذلك، مع توقع وزير الخارجية الأسبق عن حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان أن يقوم نتنياهو بحل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة، بحلول نوفمبر المقبل، وسط تراكم الأزمات المستعصية وفي مقدمتها الميزانية السنوية التي تأخرت حكومته في طرحها في ظل المجهود الحربي الضخم والممتد منذ السابع من أكتوبر الماضي.
على الجهة المقابلة، نفى القيادي الكبير في «حماس» عزت الرشق انسحاب الحركة من محادثات وقف إطلاق النار بعد الهجمات المكثفة على مناطق القطاع خاصة بالمواصي ومخيم الشاطئ.
وكان مصدران أمنيان مصريان مطلعان على محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها الدوحة والقاهرة قالا السبت الماضي، إن المفاوضات توقفت بعد محادثات مكثفة استمرت ثلاثة أيام. وعلى صعيد الأوضاع الميدانية، انسحبت قوات الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من مناطق تل الهوا والشيخ عجلين وشارع الصناعة الواقعة جنوب غربي مدينة غزة، لكنها بقيت بالقرب من دوار النابلسي وفي محيط محور نتساريم، بعد 7 أيام من التوغل.
وواصل جيش الاحتلال قصف مناطق متعددة في القطاع بالطائرات والمدفعية وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر حركتي «حماس» و«الجهاد»، إذ كشفت السلطات الصحة أن حصيلة ضحايا الحرب ارتفعت إلى 38664 قتيلاً من بينهم 80 سقطوا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأمس، أعلن جهاز الدفاع المدني انتهاء عملية البحث في منطقة المواصي التي تعرضت لقصف إسرائيلي غير مسبوق، بزعم استهداف قائد الجناح العسكري لـ«حماس» محمد الضيف قبل 3 أيام، وطال خيام النازحين، مؤكداً أن طواقمه انتشلت 400 شخص بين قتيل ومصاب. وأوضح أن القصف دمر 1200 خيمة ومقر لتوزيع مساعدات خيرية ومحطة تحلية مياه.
وأتى ذلك في وقت وصف أربعة ضباط ومسؤولين استخباراتيين إسرائيليين محاولة اغتيال قائد «كتائب القسام» بأنه «تبقى شك ضئيل جداً بالنسبة لموت الضيف بعد المصادقة على تصفية يده اليمنى وقائد لواء خان يونس، رافع سلامة بالضربة التي استهدفتهما بمنزل عائلة الأخير في المواصي». وبحسب تسريبات عبرية، فإن جهاز الأمن ينتظر بحذر كي يتأكد إذا كان الضيف قد قُتل في الهجوم الذي تدعي إسرائيل أنه أدى إلى مقتل سلامة بالفعل. وأمس الأول، اتهم رئيس أركان الجيش «حماس» بمحاولة إخفاء نتائج الضربة التي استهدفت الرجل الذي خطط لهجوم «طوفان الأقصى».
اضطرابات الضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، نفّذت القوات الاسرائيلية مداهمات واعتقالات تخللها اشتباكات مسلحة.
وجاء ذلك بعد ساعات من لقاء وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بمحمد مصطفى رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ في لقاءين منفصلين بمدينة رام الله.
وضغط لامي بأول زيارة له إلى الأراضي المحتلة وإسرائيل بهدف وقف فوري لإطلاق النار بغزة، معتبراً أن «الخسائر في الأرواح والكارثية الإنسانية خلال الأشهر القليلة الماضية أمر مروع، ويجب أن يتوقف».