لم تسلط محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يوم السبت على منصة خطابه في باتلر بولاية بنسلفانيا الضوء على «الفشل التاريخي» لجهاز الخدمة السرية فقط، بل أعطت دفعة ملهمة لحزبه الجمهوري في مستهل تثبيت ترشحه بمؤتمره السنوي رسمياً، في حين اضطرت منافسه الديموقراطي إلى تغيير استراتيجيته، بعد أن أطفأت نيران دعوات قادة حزبه للانسحاب من السباق.
ومع انطلاقة مؤتمر الحزب، عزز ترامب موقعه بالكشف عن مرشحه لمنصب نائب الرئيس، واجتيازه قضية التعامل مع الوثائق السرية. وقبل تسميته لنائبه، دعا ترامب الى إسقاط كل الدعاوى بحقه بعد قرار قاضية فلوريدا آيلين كانون حفظ دعوى الوثائق، واعتبار تعيين المدعي الخاص جاك سميث مخالفاً للقانون.
وقبل هذه الأخبار السارة، أكد ترامب أن محاولة الاغتيال، التي نجا منها «بسبب الحظ والرب، تمثل فرصة لتوحيد لأميركا بأكملها بل العالم كله»، مشيراً إلى أن خطابه المقرر خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي انطلق أمس الاثنين ويستمر أربعة أيام «سيكون مختلفاً كثيراً»
وقال ترامب، الذي أطلقت محاولة قتله على المنصة سيلاً من نظريات المؤامرة «سأحاول توحيد بلادنا، لكنني لا أعرف إذا كان ذلك ممكناً. الناس منقسمون جداً».
وفي توافق نادر، نصح كل من ترامب وبايدن بالتحلي بالهدوء والوحدة بهدف خفض التوتر في بلد أصبح الانقسام السياسي العميق فيه أكثر حدة ووضوحاً.
وأقر بايدن بأن «الخطاب السياسي أصبح مشتعلاً وحان الوقت لتهدئته». وأكد أنه أمر بتعزيز إجراءات تأمين منافسه ترامب، وتكثيف التدابير الأمنية الخاصة بالمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. وكشف مسؤولون من حملة بايدن عن تبني «استراتيجية انتخابية جديدة» تشمل قراراً بعدم مهاجمة ترامب في الوقت الحالي. كما أوقفت حملة بايدن الإعلانات التلفزيونية بعد ساعات من حادثة المنصة، وعلقت الاتصالات السياسية التي تسلط الضوء على إدانة ترامب جنائياً بدفع أموال لنجمة إباحية للتستر على فضيحة جنسية قبل انتخابات 2016. وقال مسؤولون إن البيت الأبيض والحملة لن يهاجما ترامب في الأيام المقبلة، معتبرين أن محاولة الاغتيال «غيرت كل شيء، وإقامة الحجج على ترامب ستكون أكثر صعوبة».
وتوقع مسؤولو حملة بايدن أن تؤدي محاولة الاغتيال إلى تخفيف الضغوط التي يمارسها الديموقراطيون في الكونغرس على بايدن (81 عاماً) للتنحي.
غير أن خبراء سياسيين رجحوا أن تؤدي محاولة الاغتيال إلى زيادة إقبال الناخبين الجمهوريين وتصويتهم لمصلحة ترامب، لاسيما أنها حدثت بولاية بنسلفانيا التي تمثل ساحة معركة انتخابية، وفاز بها بايدن في 2020 بفارق ضئيل.