غزة في وجدان د. فوزية أبو خالد

نشر في 16-07-2024
آخر تحديث 15-07-2024 | 19:50
 د. نجم عبدالكريم

تُعد د. فوزية من ألمع الأكاديميات في جامعة الملك سعود بالرياض، وهي صاحبة أول ديوان قصيدة نثر في المنطقة، وعندما قرأت قصائدها الجديدة التي نشرتها في «شُرفات»، وجدتها قد خصصتها لما يجري من أحداثٍ في غزة.

ليتني حرفٌ في اسم غزة

لكنت مُعلّقة الزمان

على صدر الشعر

وقد اكتشفت مفردات لغة شعرية جديدة، فأرسلت ما قرأته لأصدقاء شعراء كبار فوجدتهم يعبّرون عن إعجابهم، وطالبوني بإرسال المزيد.

ليتني حبّة في تراب غزة

كنت امتلكت كرامةً وكلمة

ليتني نجمة في سماء حريق غزة

كنت نازلت بضوء عزلتي حشود الظلام

ليتني نافذةً مخلوعةً في أنقاض بيوت غزة

كنت استطعت أن أكون شاهداً على وحشية الاحتلال

ليس شاهداً أعمى أمام الشاشات

ليتني كنت شجرةً على أرض غزة

كنت استطعت أن أرفع رأسي عالياً وسط الركوع العام

ليتني كنت طفولة على أرض غزة

كنت مرّغت أنف أدعياء الديموقراطية الغربية

والبطولات العربية

والعنتريات الإقليمية

في الوحل دفعة واحدة

كنت أموت بشرف

***

وتستمر الشاعرة فوزية في ملحمتها الغزاوية:

غزة

في هذه اللحظة الحارقة

نقف على حافة الحياة مُنكّسي الرؤوس

أعجاز نخل خاوية

نرقُب بعماءٍ الحياءَ ينسلّ من الأرواح

نفرّ إلى الموت الذي نفرّ منه

ونرتمي في القبور

***

ولأنها طويلة... سأختتمها بالتالي:

شرف البشرية المراق

يستعيدونه من أسفل سافلين

ويغسلونه بدمائهم الأبية

وقد كتبت في زاويتها:

الشعر يملك طاقات خلاقة للقيام بأفعال خارقة يُحرّك جبالاً يقطف نجوماً يستلهم خلجات الواقع ليس بشكل «مرآوي»، ولكن بحرية من أجنحة الخيال تعبّر عن المشتهى المنشود في حياة الفرد أو المجتمعات.

لم يحدث أن التقيت هذه الأديبة الشاعرة، لكنني أتابع معطياتها من خلال ما تنشره في الصحف السعودية، وأشعر أنها كاتبة وشاعرة من الطراز الرفيع في وطننا العربي تنطلق من أرضية صلبة في الفكر والثقافة والشعر.

back to top