لحضرة معاليك ومعاليكم: لتكن هناك عدالة في توزيع الثقوب
خلاص، والله العظيم «مصدقينك»، ماذا تريد بعد؟ ماذا تتوقع من ردود منّا يا معالي الوزير؟ المقصود أنت د. أنور المضف، ماكو غيرك، ومعاك طبعاً مجلس الوزراء بشيوخه أهل الحل والعقد والكلام النافذ واللي «موعاجبه يشرب ماي البحر»، هذا اللي كنتم تفعلونه وتنفذونه الآن وبالأمس، الآن صراحة وعلى المكشوف، وبالأمس كنتم خلف ستارة مجالس «نمى إلى علمي» التقدمية الثورية في السنوات الأخيرة من أيام «الصوت الواحد» وقبله بسنوات.
لماذا يا دولة الوزير تردد كلاماً عن العجز الرهيب في الميزانية وأن الاحتياطي العام انخفض إلى أقل من المليارين في هذه السنة المالية؟! لماذا تعيد كلاماً مأخوذة زبدته عن النمو غير المستمر وغير المبرر في البدلات من علاوة أطفال وغيرها؟! في وقت مضى كان أهل البخاصة يشجعون الشعب على العمل «الإنجابي» البنّاء في الظهيرة والمساء، فبقدر ما تنجب تأخذ - وليس بقدر ما تنتج - في دولة «يا رب لا تغير علينا»... ما هو المطلوب منا الآن؟!
آلاف المرات كان جاسم السعدون ومروان سلامة ومحمد البغلي وغيرهم من الاقتصاديين والمهتمين بالمستقبل ومجاري الهدر يكتبون ويناشدون العقلانية في الصرف وترشيد الاقتصاد، وكانت «الجماعة» في البلكونات العالية «أذن من طين وأذن من عجين»، فبقدر ما كان يتم النصح وتكرار الكلام عن إجازة الاقتصاد والسياسة في الدولة كانت السلطة تزيد البدلات والكوادر المالية لفئات تسترضيها، كان الناس في ديرة «يا رب لا تغير علينا... والله يحفظ الحكومة ما قصرت» تعتقد بتأثير إعلام استهلاكي مدمر أن تلك الخيرات والثمرات المباركات كانت من «حاتمية» السلطة ومن جيبها، والنتيجة أنكم اليوم تولولون علينا يا حزب البشوت والتبريكات وتوزيع التهاني في صحف أم أحمد العجافة عن خطر الأيام القادمة، وتطلبون من الناس أن يتوقعوا الأسوأ بنهاية دولة الدلال والرفاهية.
أوكي، افعلوا ما شئتم، ليس بيد الناس أن يصنعوا شيئاً، فكان لكم بالأمس الخيط والمخيط، ولم يتغير الأمر اليوم، وصلت الرسالة يا معالي الوزير، نتمنى، وليس لنا غير التمنّي من جنابكم وجناب الحكومة غير الحصافة والدراسة العقلانية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في الاقتصاد، وبالتأكيد سيمس ويثقب جيب المواطن بألف ثقب، لكن يا ليت تكون هناك عدالة في توزيع الثقوب ما بين الجيوب العميقة والجيوب السطحية المثقوبة أساساً.
كلامك جاء متأخراً قليلاً يا معالي الوزير، لم يتأخر كثيراً، فقط تأخّر ستين عاماً تقريباً! والّا يمكن أكون غلطان وأنتم الصح، هذا ما تعلمناه منكم من زمان، أنتم دائماً صح، ونحن نردد بعدكم مثل الببغاوات حكمكم الرائعة.