الإرهاب يضرب عُمان

مقتل 9 وإصابة العشرات بهجوم استهدف مسجداً بالوادي الكبير في مسقط
• الشرطة تعلن انتهاء التعامل مع الحادث وتصفية الجناة وتبدأ جمع الأدلة
• تأكيد انقلاب ناقلة نفط قبالة ساحل ولاية الدقم وفَقْد جميع أفراد طاقمها

نشر في 17-07-2024
آخر تحديث 16-07-2024 | 20:53
عماني على قمة تل الوادي الكبير غرب مسقط (أرشيف)
عماني على قمة تل الوادي الكبير غرب مسقط (أرشيف)

في اختراق أمني نادر الحدوث بواحدة من أكثر الدول استقراراً بالشرق الأوسط، شهدت سلطنة عمان، ليل الاثنين ــ الثلاثاء، عملية إطلاق نار في محيط أحد المساجد بولاية مطرح في العاصمة مسقط، أسفر عن مقتل تسعة أشخاص بينهم شرطي، وإصابة العشرات معظمهم باكستانيون.

وبعد ليلة طويلة حبس فيها العمانيون أنفاسهم، أعلنت الشرطة والأجهزة العسكرية والأمنية إنهاء التعامل مع حادثة إطلاق النار بمنطقة الوادي الكبير في محافظة مسقط، موضحة أنها أسفرت عن وفاة 5 أفراد واستشهاد أحد رجال الشرطة ومقتل الجناة الثلاثة، إضافة إلى إصابة 28 شخصاً من جنسيات مختلفة، بينهم 4 أثناء تأدية واجبهم الوطني من رجال الشرطة ومنتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف، تم نقلهم إلى المؤسسات الصحية لتلقي العلاج.

وفي بيان مقتضب سابق، أكدت الشرطة السلطانية أنها «تعاملت مع حادثة إطلاق النار، وتم اتخاذ كل التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع الموقف، وستستكمل إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق» في الواقعة.

بدورها، أفادت وزارة الخارجية الباكستانية عن «استشهاد 5 باكستانيين وإصابة 30 نتيجة إطلاق النار عليهم في الهجوم الإرهابي الغادر على مسجد علي بن أبي طالب في منطقة الوادي الكبير»، مشيدة بتمكّن السلطات العُمانية من «تحييد المهاجمين».

وبينما تتأهب باكستان لاستقبال الضحايا، عرض رئيس وزرائها شهباز شريف مساعدة السلطات العمانية في التحقيقات، موجّهاً سفارته إلى تقديم كل المساعدة الممكنة للمصابين.

وقال السفير الباكستاني لدى السلطنة عمران علي: «زرتُ ثلاثة أو أربعة مستشفيات ومعظم المصابين بخير، ونحن على تواصل مع السلطات والمستشفيات، وموظفونا على أهبة الاستعداد للتبرع بالدم في حالات الطوارئ».

وأشار علي إلى أنه تم إنشاء خط ساخن لتلقي اتصالات من الجرحى وأقاربهم، داعياً الجالية الباكستانية إلى التعاون مع السلطات العمانية وتجنّب الذهاب إلى موقع الحادثة.

ونقلت وكالة شينخوا عن مصادر، أن الواقعة وراءها أشخاص من جنسية آسيوية كبيرة العدد في السلطنة، وأن عدد الوفيات قد يتزايد نظراً لخطورة حالات بعض الجرحى.

بدورها، أصدرت السفارة الأميركية في مسقط تحذيراً أمنياً عقب إطلاق النار، وأعلنت إلغاء كل المواعيد للحصول على تأشيرات دخول أمس، وحثت مواطنيها على توخي الحذر، ومتابعة الأخبار المحلية، والامتثال لتعليمات السلطات العمانية.

وتزامن الحادث المأساوي مع يوم عاشوراء، الذي يحيي فيه الشيعة ذكرى استشهاد الإمام الحسين، رضي الله عنه، في معركة كربلاء في 10 المحرم سنة 61 هجرية.

ونشرت حسابات ووسائل إعلام عدة مقاطع فيديو تُظهر أشخاصاً يتفرّقون وسط دوي طلقات نارية قرب مسجد الإمام علي، وهم يهتفون «يا حسين».

وبينما تُمزق صراعات طائفية ومذهبية دولاً قريبة، يُنظر إلى عُمان، التي ينتمي سكانها إلى المذاهب السنية والشيعية والإباضية، على أنها الأكثر انفتاحاً واعتدالاً في السياسة والدين والمجتمع، وتُعتبر هذه الحوادث نادرة جداً فيها بخلاف الوضع في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. وينص القانون العماني على التقيد بهذا النهج، وهو ما يساهم في إرساء السلام في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة، أكثر من 40 في المئة منهم أجانب.

وحافظت السلطنة، التي تقع ضمن منطقة استراتيجية مطلة على مضيق هرمز تعبرها 30 في المئة من النفط المنقول بحراً في العالم، على حيادها، وتوسطت في نزاعات أبرزها بين الولايات المتحدة وإيران.

إلى ذلك، أعلن مركز الأمن البحري العماني انقلاب ناقلة النفط برستيج فالكون، التي ترفع علم جزر القمر، على بعد 25 ميلاً بحرياً جنوب شرق رأس مدركة بولاية الدقم، مشيراً إلى أن طاقمها المكون من 13 هندياً و3 سريلانكيين لا يزال في عداد المفقودين، وأنه يقوم حالياً بعمليات البحث والإنقاذ بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وأظهرت بيانات شحن صادرة عن شركة مجموعة بورصات لندن، أن وجهة الناقلة المنكوبة كانت عدن باليمن، موضحة أن طولها 117 متراً وصُنعت في عام 2007، وعادة ما تُستخدم في الرحلات القصيرة فقط.

back to top