قال الفنان محمد الدويسان إن فن صناعة الحلي من الزجاج يحتاج إلى ممارسة وشغف للتعلُّم، مؤكداً أن زجاج المورانو الإيطالي يتطلب دقة متناهية في التعامل معه، ليتشكَّل بكل سهولة ويُسر.

وعبَّر الدويسان عن سعادته بتعاونه مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ 16، مبيناً أن ورشة صناعة الحلي من زجاج المورانو الإيطالي، التي أشرف عليها في بيت العثمان، هي الأولى على مستوى الخليج، والكويتيون من الأوائل في هذا المجال، ويأمل مستقبلاً أن يشغل هذا الفن حيزاً أكبر على الصعيد المحلي.

Ad

شغف التعلُّم

وذكر أن المتدربين الذين شاركوا في الورشة لم يكن لديهم أي خلفية أو فكرة عن هذا الفن، لكن شغف التعلُّم واستغلال فترة الصيف بما يفيد جعلهم ينضمون لمعرفته، لافتاً إلى أنه ركَّز من خلال الورشة بالدرجة الأولى على تعليم المتدربين إرشادات الأمن والسلامة.

ورشة تجريبية

وبيَّن أن هذه الورشة تجريبية، حتى يأخذ المتدربون فكرة عن هذا الفن، لكن هناك سلسلة من الورش تتراوح مدتها من يومين إلى أشهر تصل إلى الاحترافية، ومن الممكن للمشاركين الذين وصلوا إلى درجة الاحترافية أن يعطوا دورات تدريبية مستقبلاً، وأن تكون مصدر دخل لهم، وتابع: «حالياً نقوم بإعداد كوادر، حتى يتمكنوا في المستقبل من فتح مواقع أخرى تعلِّم هذا الفن، وهذا المشروع أصبح كمشروع دولة».

وأضاف: «المتدربون الذين شاركوا في هذه الورش يحتكون بالفنانين الكبار الذين نستضيفهم من خلال ورشنا، حتى يتأهلوا لدخول السوق. وننصح بالتروي قليلاً في حال فكَّر المتدرب في فتح مشروع بهذه المجال، حتى يكتسب الخبرة الكافية بالممارسة، وتبادل الخبرات، ومن ثم البدء بخطوة فتح مشروع خاص».

زجاج المورانو

وأشار الدويسان إلى تعدد تسميات الزجاج، منها: زجاج الصودا، والبيركس، وغير ذلك، وكل نوع يحتاج إلى تخصص، ودرجة حرارة، وخطوات معينة. أما زجاج المورانو، فله استخدامات عدة، منها صناعة الحلي والمزهريات، وهذا الزجاج يتم تصنيعه في جزيرة مورانو بمدينة البندقية شمال إيطاليا، ويسمى أيضاً الزجاج الإيطالي أو البندقي.

وبيَّن أن هذا الزجاج يُصنع من السيليكا والصودا والجير والبوتاسيوم المُذابة معاً في فرن خاص على 1500 درجة مئوية، ليصل إلى الحالة السائلة، ويتم تصنيعه في مكان خاص باستخدام تقنيات خاصة، لافتاً إلى أن زجاج المورانو يختلف عن الزجاج الموجود في ألواح النوافذ.

وأوضح الدويسان أن زجاج المورانو له تاريخ طويل، حيث يعود تاريخ عملية نفخ الزجاج الخاصة به إلى أكثر من ألف عام، وقد أعاد الحرفيون اكتشافه عندما عثروا على أوانٍ زجاجية رومانية قديمة في نهاية الألفية الأولى، وأصبحت حرفة صناعة زجاج المورانو في نهاية المطاف واحدة من الصناعات الرئيسية في البندقية، وتطورت بشكل مستمر على مر القرون، حتى وصلت إلى الشهرة العالمية، وتحولت إلى الشكل الفني الذي يُعرف به اليوم.

وأضاف: «بدأت بمشروع زجاج المورانو منذ سبع سنوات، لكنه استغرق وقتاً وجهداً كبيرين في نقل المعلومة والتكنولوجيا الحديثة إلى الكويت، للوصول إلى ما وصلت إليه في الفترة الحالية، وقُمنا بتبسيط الأمر للمتدربين، حتى يصل هذا الفن إلى أكبر شريحة ممكنة».

فن تقني

وعن خلفيته الفنية، قال إنه فنان تشكيلي في مجال الزجاج، وتتلمذ على يد مختصين في هذا المجال، وزار العديد من الدول لاكتساب الخبرة، لافتاً إلى أن هذا الفن يحتاج إلى ممارسة وشغف في التعلم، متابعاً: «هذا النوع من الفن تقني من الدرجة الأولى، وله طريقة وطابع خاص».

وذكر أنه يقوم حالياً بتدريب خمسة أو ستة تخصصات فنية، منها فن إعادة التدوير، الذي يسلط الضوء على علاقة الفن بالبيئة، مُعلقاً: «لدينا خطة كاملة في مسألة تدوير النفايات، واستغلالها بصورة صحيحة، خصوصاً نفايات الزجاج، وتحويلها إلى قطع فنية يمكن الاستفادة منها».