محادثات مصرية - إسرائيلية... والصين تجمع فصائل فلسطين
في وقت شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة لتفادي توسع الصراع في غزة، والتوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التشيكي بيتر بافل، أمس، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن القاهرة وتل أبيب تجريان محادثات سرية بخصوص الانسحاب المحتمل لجنود الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، على الشريط الحدودي بين القطاع الفلسطيني المنكوب وسيناء المصرية.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسي غربي كبير أن من شأن الانسحاب أن يزيل واحدة من أهم العقبات في وجه إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و«حماس».
ولفتت إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار، التي تتوسط بها مصر وقطر، اكتسبت على ما يظهر زخماً أكبر خلال الأيام الأخيرة، رغم بقاء عدد من النقاط الخلافية، التي يظل على رأسها مدة وقف إطلاق النار، حيث تطالب الحركة الإسلامية بإنهاء الحرب بشكل دائم، فيما يصر الجانب الإسرائيلي على التمسك بوقف إطلاق نار مؤقت.
في غضون ذلك، هددت اوريت ستروك، وزيرة الاستيطان المنتمية للجناح اليميني المتطرف بالائتلاف الحاكم في الدولة العبرية، بتفكيك حكومة نتنياهو إذا أخرج الجيش من محور «فيلادلفيا» ومحور «نيتساريم»، الذي يقسم القطاع الفلسطيني إلى شمال وجنوب.
وأتى ذلك في وقت سربت تقارير أن إسرائيل تطالب القاهرة ببناء جدار عميق تحت الأرض لمنع «حماس» من حفر أنفاق تستخدم لتهريب الأسلحة داخل القطاع في حال تم الانسحاب، فضلاً عن إقامة أنظمة مراقبة عبر كاميرات تتحكم فيها على طول الحدود بين سيناء وغزة.
إلى ذلك، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بأن وزير الخارجية أنتوني بلينكن التقى في مقر الوزارة كلاً من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وأعرب لهما عن «قلقنا العميق إزاء الضحايا المدنيين الذين سقطوا» جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة بغزة، والتي زعم الاحتلال أنها استهدفت قائد الجناح العسكري لـ«حماس» محمد الضيف في المواصي بخان يونس.
وبين المتحدث أن المحادثات التي تأتي قبل زيارة مرتقبة سيقوم بها نتنياهو لواشنطن لإلقاء كلمة أمام الكونغرس بمجلسيه في 24 يوليو الجاري، ركزت على الجهود المبذولة راهنا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين والرهائن.
ميدانياً، أطلقت حركة الجهاد 3 صواريخ على مستوطنة سديروت بغلاف غزة، بينما تسبب قصف جوي إسرائيلي على مدرسة تأوي نازحين في سقوط 16 شهيداً وعشرات الجرحى بمخيم النصيرات وسط القطاع.
وفي الضفة الغربية، قتل فلسطيني برصاص سلطات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة البيرة، بينما أصيب 3 مستوطنين بجروح جراء تعرضهم لإطلاق نار شرق طولكرم.
من جانب آخر، تحدثت حركة فتح، التي يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس، عن لقاء يجمعها مع «حماس» في بكين الأسبوع المقبل، ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام الداخلي، بينما نفت الحركة الإسلامية وجود أي خطط لديها لعقد اجتماع ثنائي مع غريمتها التي تعول عليها واشنطن لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب.
وقال القيادي في «فتح» عبدالفتاح دولة إن اللقاءات تبدأ 20 يوليو الجاري، على مدى 3 أيام، بهدف «حل وتفكيك كل العقبات في طريق المصالحة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وحرب الإبادة على غزة».