اختار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الاثنين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، السيناتور جي.دي فانس مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، حال فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر.

وقال ترمب، على منصته «تروث سوشيال»، إن فانس هو «الشخص الأنسب» ليكون النائب المحتمل، مشيراً إلى خدمته في سلاح البحرية ومذكراته.

وأضاف أنه يعتقد أن «فانس هو بطل للناس العاملين، خاصة العمال والمزارعين في عدد من الولايات المتأرجحة الرئيسية».
Ad


ويعتبر فانس، المدافع المتحمس عن ترمب، الذي ذهب إلى أبعد من العديد من حلفائه، ناسباً بشكل مباشرة محاولة الاغتيال، إلى خطاب الرئيس الحالي جو بايدن، منافسه في الانتخابات، وحملته، حتى في الوقت الذي دعا فيه ترمب وحملته إلى الوحدة.
من هو «نائب ترمب»؟

ولد فانس ونشأ في ميدلتاون، في ولاية أوهايو، وهي مدينة صناعية أميركية كانت مزدهرة يوماً ما، وكان يُمكن لسكان الولاية أن يعيشوا حياة راضية وحياة الطبقة المتوسطة على دخل واحد، لكن بمرور الوقت، اختفت العديد من الوظائف الجيدة، وعانت عائلة فانس من آثار هذا الاختفاء مع عائلات أخرى.

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال فانس يعيش في ولاية أوهايو مع زوجته أوشا، وأطفالهما الثلاثة.

وأفاد موقع جي دي فانس الرسمي، بأنه نشأ في منزل مضطرب، وساعدته جدته، التي تُدعى ماماو، في إنقاذه، وساهم حرصها وقسوتها وانضباطها في إبقائه على الطريق المستقيم، وتوفيت عام 2005، بعد وقت قصير من تجنيده في قوات مشاة البحرية الأميركية.

ذهب فانس للخدمة في حرب العراق، ثم تخرّج في جامعة ولاية أوهايو، وكلية الحقوق بجامعة «ييل».

وصدر له في عام 2016 الكتاب الأكثر مبيعاً Hillbilly Elegy (مرثية هيلبيلي)، وهو العمل الذي تحوّل إلى فيلم على منصة Netflix، ويحكي فيه عن نشأته في ظروف فقيرة، وأنه كان محاطاً بالعنف والإدمان.

وأسس فانس مشروعاً تجارياً مخصصاً لـ«تنمية الوظائف والفرص في قلب أميركا»، كما عمل أيضاً محامياً لعدد من الشركات، ثم عمل في صناعة التكنولوجيا كرأسمالي مغامر، وظهر على الساحة العامة قبل 8 سنوات بفضل كتابه.

من العداء إلى الدعم

دخل فانس، البالغ من العمر 39 عاماً، المعترك السياسي، العام الماضي فقط، عندما فاز بعضوية مجلس الشيوخ، وجاء صعوده بشكل منهجي في الساحة المحافظة.

وكان في السابق ناقداً لاذعاً لترمب، وسبق أن وصفه بأنه «مقيت»، واعتبره «هيرويناً ثقافياً»، لكن رغم ذلك حصل على دعم ترمب في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2022 بـ«تبنيه الكامل لسياسته، ومزاعمه بشأن سرقة الانتخابات الرئاسية»، وهو التأييد الذي رفع من شأنه في ساحة مليئة بالمرشحين، وفي النهاية إلى مجلس الشيوخ، وفقاً لـ«نيويورك تايمز».

ويُعد فانس أول مرشح من جيل الألفية، إذ هناك قرابة 40 عاماً تفصل بينه وترمب، لكن في ظل قلق الناخبين من عمر بايدن وترمب، يكون الاختيار لفانس- سواء عن قصد أو لا-، كأكثر الجمهوريين احتمالاً لحمل الإرث الإيديولوجي لترمب إلى ما بعد فترة ثانية محتملة في البيت الأبيض.

وفي السابق، كان فانس يُجادل بأن ترمب يقود «الطبقة العاملة البيضاء إلى مكان مظلم جداً»، خاصة بسبب تصريحاته الهجومية بشأن الهجرة وجهوده لإلقاء اللوم على المهاجرين في المشكلات الاقتصادية.

إلّا أن فانس قال إن «وجهات نظره تغيّرت خلال رئاسة ترمب».

وعندما خاض الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لمجلس الشيوخ في أوهايو عام 2021، تبنى رسائل ترمب المتشددة، وتبرأ من آرائه السابقة بشأن الهجرة والتجارة.

وانضم فانس في النهاية إلى الرئيس السابق، وأشاد بالفترة التي قضاها في منصبه، واعتذر عن هجماته عليه خلال مقابلة مع قناة FOX NEWS في يوليو 2021، وجاء اعتذاره في نفس الوقت تقريباً الذي دخل فيه فانس السباق على مقعد مجلس الشيوخ المفتوح في ولاية أوهايو.

وقال فانس «لقد كنت منفتحاً للغاية بشأن حقيقة أنني قلت تلك الأشياء المهمة، وأنا نادم عليها، ويؤسفني أن أكون مخطئاً بشأن الرجل».

وبموافقة ترمب في اللحظة الأخيرة، فاز فانس في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ في ولاية أوهايو عام 2022، واستمر بالفوز في الانتخابات العامة، متغلباً على الديمقراطي من ولاية أوهايو تيم رايان.

أوجه التشابه.. «نقطة ضعف»

وترى «نيويورك تايمز» أنه من الممكن اعتبار «أوجه التشابه» بين الرجلين «نقطة ضعف»، إذ أسس فانس حياته المهنية على التحدث نيابة عن الطبقة العاملة ضد النخب، ولكن في محاذاة نفسه مع ترمب، ليس من الواضح ما إذا كان بإمكانه جلب الناخبين الذين ليسوا بالفعل على نفس الوجهة.

ورجحت الصحيفة أن يتماشى فانس تماماً مع ترمب في كل قضية تقريباً، وربما لا يكون لديه الكثير ليقدمه للناخبين المعتدلين أو المستقلين غير المتحمسين لسياسات ترمب أو المنزعجين من أفعاله قبيل وفي يوم 6 يناير 2021، عندما اقتحم حشد من أنصاره مبنى الكابيتول في محاولة لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية 2020.

ويُعد فانس جزءاً من مجموعة تضم حوالي 10 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين حاولوا دفع المجلس نحو إيديولوجية (MAGA) الخاصة بترمب، خاصة مع وجهات النظر الانعزالية بشأن السياسة الخارجية، كما تنازع دون جدوى مع ماكونيل لمنع حزمة مساعدات خارجية إلى أوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار.

وفي ملف المحاكمات، انضم فانس، في مايو، إلى داعمي ترمب خلال محاكمته الجنائية في مانهاتن، إذ عقد خارج قاعة المحكمة مؤتمراً صحافياً هاجم فيه الشاهد الرئيسي للادّعاء، مايكل دي كوهين، بينما كان ترمب مقيداً بأمر قضائي يمنعه من ذلك.

ومنذ بدء فعاليات الحملة الانتخابية في 2024، كان فانس بديلاً نشطاً لترمب، إذ شارك في أحداث الحملة، وساعده في حملات جمع التبرعات، وكان آخرها في أوهايو وكاليفورنيا، وفقاً لـABC.