«تعظيم الإيرادات غير النفطية» قضية حسب بيان مجلس الوزراء الأخير هي الشغل الشاغل للحكومة هذه الأيام. وكعادة مجلس الوزراء المعتادة، فقد تم تشكيل لجنة للعناية بهذا الموضوع... يعني انطر يا حمار إلى أن يأتي الربيع... وكلنا نعلم أن الكويت ليس فيها ربيع.
تعظيم الإيرادات غير النفطية، المصطلح الحكومي الجديد الذي حل محل تنويع مصادر الدخل، ليس مشكلة وليس من المفروض أن يكون. فكل شيء جاهز ومدروس وينتظر إرادة التنفيذ وعزيمة البناء... وأقصد خطة ومشروع كويت 2035.
خطة كويت 2035 أو مشروع الشيخ ناصر صباح الأحمد، الله يرحمه، أعتقد أنها مدروسة وجاهزة للتنفيذ. والحكومة لديها الفوائض من أموال... لسنا مثل الدول التي تستجدي صندوق النقد أو تنتظر أن يمنّ عليها الأثرياء بالتمويل... فوائضنا يحتار المبذر في تصريفها، وأموالنا شبه مجمدة هنا وهناك. ولدينا الكفاءات والخبرات المعطلة أو الفاضية، وحولنا الكثيرون ممن لديهم شغف التعاون. والشيء الوحيد الذي ينقصنا هو العزيمة والقرار... فيا مجلس وزرائنا قرر... ولا تُضع الصقلة بتشكيل لجنة أو تكليف هيئة لـ «النظر» في الأمر.
المسألة لا تحتاج إلى تفكير أو نظر، فقد فكرنا ونظرنا وأيضاً نظَرنا لسنوات، والوقت اليوم وقت قرار، فاتخذوا قراركم وبعدين شكلوا ما تشاؤون. والأفضل أنكم بدل أن «تشكلوا»، أن «تفتحوا» البلد اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
لقد تم خنق الكويت خلال السنوات السابقة، وتم وقف نمو كل شيء. إلا الخراب والتقهقر، فقد برعت حكوماتنا وتحالفها الرجعي، في وأد التقدم وتعطيل النمو، في الوقت الذي ابتكرت فيه طرق التقهقر وتفننت في جرنا إلى الوراء.
القضية كلها قضية قرار سياسي، فإما تلحقون العصر وتعيشون به وله، مثل الآباء والأجداد وأهل الكويت السابقين... أو أن تستمروا في رعاية التخلف والإنفاق على التقهقر والمضي بعناد في الغوص إلى الهاوية... ويا شيخ أحمد قلناها ونعيد... «كوتنا»... كوتنا وبس، وخلّ عنك اللجان والهيئات، فقد شبعنا من تشكيلها، وجعنا من تحمّل نفقاتها.