بعد أيام فقط من نجاته من محاولة اغتيال، كشفت تقارير أميركية عن «خطة إيرانية» لقتل الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، انتقاماً لأمره بتصفية قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في تهمٍ رفضتها طهران، غير أنها أقرّت بنيتها مواصلة ملاحقته «قضائياً».
وتلقت واشنطن معلومات من مصدر مطلع بشأن خطة دبّرتها إيران ضد ترامب، في مسألةٍ اعتبرها مجلس الأمن القومي «ذات أهمية قصوى وتتعلق بالأمن القومي والداخلي»، بينما أكد جهاز الخدمة السرية أنه تم أخيراً تعزيز التدابير الأمنية لترامب بعد الكشف عن هذه «المؤامرة الإيرانية».
ورفضت طهران هذه الاتهامات «المغرضة»، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني: «نرفض بقوة أي ضلوع في الهجوم الأخير على ترامب»، مضيفاً أن بلاده «لا تزال عازمة على مقاضاته على دوره المباشر في اغتيال سليماني».
وفي تفاصيل الخبر:
كشفت وسائل إعلام أميركية أن الولايات المتحدة حصلت في الأسابيع الأخيرة على معلومات استخباراتية عن «خطة إيرانية» لاغتيال الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، انتقاماً لأمره بتصفية قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 3 يناير 2020 بمطار بغداد.
ورفضت إيران هذه المزاعم واعتبرتها «مغرضة ولا أساس لها من الصحة»، غير أنها أقرت بنيتها مواصلة ملاحقة ترامب «قضائياً»، انتقاماً لمقتل سليماني، مؤكدة أنه لا علاقة بين هذه «الخطة الإيرانية» ومحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترامب السبت الماضي.
وقالت شبكة «سي إن إن» إن السلطات الأميركية تلقت معلومات من «مصدر بشري» بشأن خطة دبرتها طهران ضد الرئيس السابق، مما دفع جهاز الخدمة السرية، المسؤول عن حماية كبار الشخصيات السياسية الأميركية، إلى رفع مستوى إجراءات الحماية المفروضة على الملياردير الجمهوري.
وعندما طُلب من السلطات الأميركية التعليق على هذه المعلومات، لم ترغب في تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة التهديد الذي يستهدف ترامب، واقتصر مجلس الأمن القومي على التأكيد، في بيان، أن «تهديدات إيران ضد إدارة ترامب السابقة مستمرة منذ سنوات».
وذكرت المتحدثة باسم المجلس، أدريان واتسون، التي أحالت الأسئلة حول «الإجراءات الإضافية التي تم اتخاذها في الأسابيع الأخيرة» إلى الخدمة السرية ووزارة الأمن الداخلي الأميركية، «نحن نعتبر هذه مسألة تتعلق بالأمن القومي والداخلي وذات أهمية قصوى»، مضيفة أن التحقيق في محاولة الاغتيال التي استهدفت ترامب خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا «لم يحدد أي صلات بين مطلق النار وشركاء أو متآمرين محتملين، أجانب أو محليين».
الخدمة السرية
من جهته، أوضح المتحدث باسم جهاز الخدمة السرية أنتوني غوغليلمي أن الجهاز ووكالات أمنية أخرى «تتلقى باستمرار معلومات حول تهديدات محتملة، وتتخذ خطوات لتكييف الموارد حسب الضرورة»، مضيفاً، في بيان، أنه «لا يمكننا التعليق على أي تهديدات سوى القول، إن جهاز الخدمة السرية يأخذها على محمل الجد، ويرد وفقاً لذلك»، لكنه أكد أنه «تم مؤخراً إضافة موارد وقدرات وقائية إلى التفاصيل الأمنية للرئيس السابق» ترامب.
وبينما رفض مكتب التحقيقات الفدرالي وحملة ترامب التعليق على «الخطة الإيرانية»، كشف مصدر مطلع لـ«سي إن إن» أن مسؤولي الخدمة السرية حذروا حملة ترامب مراراً وتكراراً من تنظيم تجمعات في الهواء الطلق، الأمر الذي يشكل مخاطر أكبر من الأحداث التي يمكن للوكالة التحكم في الوصول إليها بشكل أفضل، وأشار إلى أن الحملة قررت إلغاء بعض «الأحداث العفوية غير الرسمية، حيث لم يتم تفتيش الضيوف من الخدمة السرية مسبقاً بسبب مخاوف أمنية».
في هذا الصدد، أوضحت مصادر أنه لا يوجد ما يشير إلى أن توماس ماثيو كروكس، الذي حاول قتل الرئيس السابق السبت الماضي، كان على صلة بالمؤامرة الإيرانية، لكن وجود تهديد استخباراتي من وكالة استخبارات أجنبية معادية، وتعزيز الإجراءات الأمنية لترامب يثير تساؤلات جديدة حول الثغرات الأمنية في تجمع السبت في باتلر بولاية بنسلفانيا، لاسيما بعد أن تمكن رجل يبلغ 20 عاماً من الوصول إلى سطح قريب، لإطلاق أعيرة نارية أدت إلى إصابة الرئيس السابق في أذنه.
وذكر أحد المصادر، لـ«سي إن إن»، أن التحذيرات بشأن هذا التخطيط العملياتي تزامنت مع زيادة ملحوظة في الرسائل عبر الإنترنت من الحسابات الإيرانية ووسائل الإعلام المدعومة من الدولة التي تذكر ترامب، الأمر الذي أثار مخاوف أمنية بين المسؤولين الأميركيين.
انتقام سليماني
ولسنوات، لم تخف إيران رغبتها في الانتقام بعد مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي كان يشرف على العمليات العسكرية الإيرانية في الشرق الأوسط، ولقي حتفه في غارة أميركية بطائرة من دون طيار استهدفته خارج مطار بغداد عام 2020، بأمر ترامب.
وإضافة إلى الرئيس السابق، تعرض أعضاء آخرون في إدارته لتهديدات على مدى السنوات الأربع الماضية، حسبما ذكرت وسائل إعلام أميركية، مشيرة إلى أن وزارة العدل أعلنت في أغسطس 2022 توجيه اتهامات جنائية لعضو في الحرس الثوري حاول التخطيط لاغتيال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق خلال رئاسة ترامب.
وبحسب المدعين المسؤولين عن القضية، فإن هذه المؤامرة ضد بولتون، التي استهدفت أيضا وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وفقاً لعدة مصادر، «ربما تشكل انتقاماً» بعد اغتيال قاسم سليماني.
في المقابل، رفضت إيران الاتهامات «المغرضة» بضلوعها في مخطط لاغتيال ترامب، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني: «نرفض بقوة أي ضلوع في الهجوم الأخير على ترامب»، مضيفاً أن طهران «لا تزال عازمة على مقاضاته على دوره المباشر في اغتيال سليماني».
من جهتها، نفت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة وجود مؤامرة إيرانية لاغتيال الرئيس الأميركي السابق ترامب. واعتبر متحدث باسم البعثة في تصريح لـ«سي إن إن» أن «هذه الاتهامات خبيثة ولا أساس لها من الصحة»، مشيراً إلى أنه «من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترامب مجرم يجب محاكمته ومعاقبته في محكمة قانونية، لأنه أمر باغتيال الجنرال سليماني، وقد اختارت إيران المسار القانوني للمثول للعدالة».