تزامناً مع يوم الإعاقة العالمي، أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ورشة الأكريليك لطلبة «فريق عبير 2» لذوي الإعاقة، قدمها الفنان التشكيلي محمود أشكناني في المرسم الحر، وحضرتها النائبة في مجلس الأمة عالية الخالد وعدد من المهتمين في هذا الشأن.

وبهذه المناسبة، شكر أشكناني مسؤولة المرسم الحر سارة خلف والفنانة ابتسام العصفور على توفيرهما كل مستلزمات الورشة وأيضا د. عبير الصفران لاشرافها على المعلمات المرافقات للطلبة ولمساعدتها منتسبي الورشة من ذوي الاحتياجات الخاصة لتنفيذ أعمالهم الفنية.

Ad

وقال أشكناني: «فكرة عمل الورشة كانت تراودني منذ فترة ما قبل جائحة كورونا، وقد تناقشنا بهذا الخصوص مع الزملاء في المرسم الحُر، لكن تأجلت بسبب الجائحة، والفنانة ابتسام العصفور، مشكورة، ذكرتني بهذه المبادرة مجدداً».

وأضاف: «هذه الفئة من أفراد المجتمع يشعرون داخل أنفسهم بأنهم مهمشون، وأنهم لا ينتمون إلينا، وإقامة فعاليات وورش عمل ومشاركتهم، حتى نستطيع كسر هذا الحاجز لديهم. هم قد لا يحبذون الكتابة أو القراءة بشكل جيد، لكن الله، سبحانه وتعالى، عوَّضهم بمهارات قد تفوق مهارات الإنسان السوي، وهذه نعمة من نعم الله».

وتابع: «بالنسبة لنا كفنانين لدينا الإمكانيات التي تؤهلنا لدمجهم معنا بين فترة وأخرى، وعمل ورش جماعية تكسبهم مهارات. أيضاً تقنيات استخدام اللون، والفرش وأنواعها في عملية التلوين، وتوزيع المساحات اللونية على الكانفاس، واختيار الألوان المناسبة للفكرة، كل هذه الخواص مجتمعة تجعلهم سعداء وراضين عن أنفسهم ومجتمعهم، وتكسبهم الثقة بالنفس».

مركز تطوعي

من جانبها، قالت منسقة الورشة الفنانة ابتسام العصفور إن ابنها منتسب إلى «فريق عبير 2» منذ كان عمره ثماني سنوات، مضيفة أن الفريق هو مركز تطوعي يقوم برعاية المعاقين ودعمهم وتسليط الضوء عليهم.

وعن أهمية هذا اليوم، أوضحت أن ذلك يكمن في أن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة لا تتجزأ عن المجتمع، لأنها فئة موهوبة ومنتجة، و«يتوجب علينا رعايتهم والاهتمام بهم».

واجب وطني

من جهتها، قدَّمت رئيسة «فريق عبير 2» التطوعي، التابع لمركز العمل التطوعي، د. عبير الصفران، الشكر للفنان محمود أشكناني والفنانة ابتسام العصفور على دعوتهما لذوي الإعاقة والاضطرابات الذهنية، واضطراب طيف التوحد، للمشاركة بورشة الاكريليك في المرسم الحُر، تحت رعاية ومباركة «الوطني للثقافة»، لافتة إلى أن المرسم الحُر، بمبناه المتميز، أخذ الطلاب المشاركين إلى الماضي.

وأكدت د. الصفران أن «الاهتمام بذوي الإعاقة، بجميع إعاقاتهم، الذهنية، والحركية، والبصرية، والسمعية، واجب وطني إنساني يحتم علينا الاهتمام بقضيتهم واحتياجاتهم وواجباتهم وحقوقهم التي نادت بها القوانين الدولية والمعاهدات والمواثيق حول تقرير المصير وحرية الاختيار، وتقديم أفضل الخدمات لهم، وتوظيفهم، ومنحهم فرصاً في المجتمع».

بدورها، قالت مسؤولة المرسم الحُر سارة خلف، إن «إشراك هذه الفئة العزيزة على قلوبنا والمبدعة مع المجتمع كفيلة بغرس روح التحدي والطموح والقدرة على الإنجاز. الورشة ساعدت المشاركين على تعلم تقنيات جديدة في الفن والتعبير عن الذات، فقد كانت بمنزلة وسيلة مهمة للتواصل، ودمجهم بالمجتمع، وتشجيعهم على تحدي الإعاقة، وتنمية الحس الجمالي، ورسم فن فريد ومليء بالمعنى».