أخذت الخلافات بين قادة الائتلاف اليميني الحاكم بالدولة العبرية منحىً تصاعدياً أكثر حدة أمس، مع دخول حرب غزة يومها الـ285، إذ اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيادة الصعوبات أمام التوصل إلى اتفاق مع «حماس» لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار رغم أن شروطه قد «نضجت».

ونقل موقع واينت الإخباري الإسرائيلي عن غالانت تحذيره في محادثات مغلقة بالقول: «إذا لم يتم التوقيع على اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين، فإن مصير الرهائن محسوم».

Ad

وأضاف أن «شروط التوصل إلى اتفاق مع حماس قد نضجت، لكن نتنياهو يزيد من الصعوبات حتى لا يخسر عضوي الائتلاف الحكومي إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش» اللذين هددا في وقت سابق بحل الحكومة، إذا تم التوصل لاتفاق يوقف الحرب، دون القضاء على الحركة الإسلامية.

وسعى غالانت إلى النأي بنفسه عن نتنياهو من خلال إبلاغ نظيره الأميركي لويد أوستن أن العمليات العسكرية في القطاع الفلسطيني «خلقت الظروف التي ستتيح التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى، وهو الأمر الذي يمثل أعلى ضرورة أخلاقية في الوقت الراهن».

وذكر مكتب الوزير الإسرائيلي، أمس، أن الوزير الإسرائيلي أدلى بهذه التصريحات، خلال اتصال هاتفي الليلة الماضية مع وزير الدفاع الأميركي.

ووفقاً لموقع واينت، فإن رئيس «الموساد» دافيد برنياع ورئيس «الشاباك» رونان بار ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي يعتقدون أن إسرائيل ستجد صعوبة في التوصل إلى اتفاقات مع «حماس» في ظل شروط نتنياهو الجديدة التي تضمنت المطالبة بوضع آلية لمنع عودة المسلحين في حال السماح بعودة السكان إلى شمال غزة، بالإضافة إلى الإصرار على إبقاء قوات إسرائيلية على محور فلاديلفيا الفاصل بين غزة وسيناء المصرية، وهو ما ترفضه القاهرة بشدة.

في غضون ذلك، استبعد مسؤولون أميركيون إمكانية التوصل لصفقة في الدوحة أو القاهرة إلا بعد زيارة نتنياهو لواشنطن.

هجوم نتنياهو

من جهته، زعم نتنياهو أن «زيادة الضغط على حماس تقودها لتنازلات أكثر».

وهاجم المعارضة التي تتهمه بقيادة أسوأ ائتلاف حاكم، معتبراً أنه «كلما تصاعد الضغط على حماس يتزايد جنونكم، وكلما لا تنجح حملة التظاهرات في الميادين والشوارع ترفعون الأكاذيب».

في سياق قريب، التقى رئيس حزب يسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، لمناقشة الإطاحة بنتنياهو خلال أشهر.

لندن وباريس

على الصعيد الدولي، استعجل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقف إطلاق النار بغزة خلال سلسلة اتصالات هاتفية أجراها مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى وأمير قطر تميم بن حمد أمس.

واستنكر ماكرون الهجمات الإسرائيلية على مدارس الأمم المتحدة ومخيم المغازي.

واعتبر أنه «لا يمكن تأخير وقف إطلاق النار أكثر، لأنه يجب وضع حد للمعاناة وتدهور الوضع»، مؤكداً معارضة جميع خطوات الاستعمار الجديدة لإسرائيل وإضعافها للسلام.

وفيما شدد ماكرون على التزامه بحل الدولتين مع الشركاء، أكد ملك بريطانيا تشارلز الثالث ضرورة «وجود إسرائيل في أمن وأمان بجانب دولة فلسطينية ذات سيادة وتتمتع بمقومات البقاء».

وأتى ذلك في وقت حث وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك على أهمية الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بوقف الحرب وإدخال المساعدات.

ميدانياً، تواصل القصف الإسرائيلي الذي تسبب في مقتل 81 وإصابة 198 بعموم غزة.

وأفادت صحيفة معاريف بأن تل أبيب تتحقق من معلومات أولية بشأن اغتيال أحد أشقاء قائد «حماس» بالقطاع، يحيى السنوار، خلال مجزرة المواصي.