بعد 8 سنوات من الفوضى، تقاتلت خلالها شخصيات حزبية في العلن والسر حول شخصية دونالد ترامب وسياساته المثيرة للانقسام، وحّد الجمهوريون صفوفهم خلف الرجل مع انطلاق المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في مدينة ميلووكي، وفق ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».

وبدا المندوبون والمشرعون الجمهوريون كأنهم يخوضون جولة النصر في سباق انتخابي حفزته رصاصة قاتل محتمل أخطأت ترامب السبت الماضي، وفي ظل فوضى وانقسامات تجتاح الحزب الديموقراطي المنافس.

Ad

وبعد أن نافساه بشراسة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، أعلنت كل من نيكي هيلي، وورون دي سانتيس دعمهما لترامب. وقالت هيلي في المؤتمر الوطني بميلووكي «سأبدأ توضيح أمر ما تماماً. دونالد ترامب يحظى بدعمي القوي»، مضيفة «أنا هنا الليلة لأننا لدينا دولة يجب أن نعمل على إنقاذها، ووجود حزب جمهوري موحد يعد أمراً أساسياً لإنقاذها».

من جهته، قال دي سانتيس للجماهير إنه حان الوقت «لإرسال بايدن إلى قبوه، وإعادة ترامب إلى البيت الأبيض»، في تطور كان من الصعب تصوره قبل أشهر، عندما كان الحزب الجمهوري يتعافى من منافساته التمهيدية المؤلمة.

في هذا السياق، قال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، مايكل واتلي، مستشهداً بحضور هيلي في المؤتمر «أعتقد أن هذا الحزب متحد تماماً الآن، وبصراحة، متحد بشكل لم نشهده منذ أجيال»، فيما أصبحت مدينة ميلووكي تجمعاً للمحافظين المحليين والأجانب، بعد أن وصل إليها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لحضور المؤتمر الجمهوري.

وهاجم المتحدثون في اليوم الثاني من المؤتمر نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، وانتقدوا تكليفها بملف الهجرة، ووصفوها بأنها «قيصر الحدود»، في محاولة لوضع أساس لهجماتهم المستقبلية إذا ما قرر بايدن الانسحاب من السباق الانتخابي ومنح التذكرة الديموقراطية لنائبته، وفق ما ذكرت صحيفة (بوليتيكو).

وقال النائب الجمهوري السابق مايك روجرز إنه «لم ير قط شيئاً مثل سياسة الحدود المفتوحة التي اتبعها بايدن-هاريس»، فيما اتهمها السيناتور إريك شميت بفتح الحدود «أمام الإرهابيين والمجرمين»، بينما أطلق عليها السيناتور الجمهوري ديف ماكورميك لقب «قيصر الحدود»، في إشارة إلى تكليفها عام 2021 بمهمة دبلوماسية لمعالجة «الأسباب الجذرية» التي تدفع الهجرة من الهندوراس والسلفادور وغواتيمالا.

وتمثل الهجرة والحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك أحد المواضيع التي يركز عليها الجمهوريون في مؤتمرهم الوطني، الذي يقام تحت شعار «اجعل أميركا آمنة مرة أخرى»، حيث سعى معظم المتحدثين إلى ربط سياسة الحدود بمجموعة من المشاكل الأخرى، بما في ذلك تهريب المخدرات، وانتشار الجريمة في المدن الكبرى.