وزير الخارجية: الكويت دائماً وأبداً في صفوف المناصرين للقضية الفلسطينية
اليحيا ترأس وفد البلاد بجلسة مجلس الأمن الخاصة بالحالة في الشرق الأوسط
• «نطالب المجتمع الدولي بتعزيز السبل لوقف الكارثة الإنسانية في غزة»
أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا، أمس، موقف الكويت الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولي إلى تعزيز السبل لوقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة جراء استمرار الاحتلال باستهداف الأبرياء من المدنيين.
جاء ذلك في تصريح للوزير اليحيا لـ «كونا»، في ختام زيارته الى نيويورك للمشاركة بالمنتدى السياسي حول التنمية المستدامة وجلسة مجلس الأمن الخاصة بالنظام الدولي القائم والجلسة المفتوحة للمجلس لمناقشة القضية الفلسطينية.
ولفت اليحيا إلى المعاناة التي يعيشها أهالي غزة، والتي تجاوزت حدود اللغة والتعبير، مجددا دعوة الكويت للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإلزام قوات الاحتلال بالانصياع للقرارات الدولية ذات الصلة.
حذّرنا مراراً من تبعات ازدواجية تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية
وشدد على ضرورة استنهاض المجتمع الدولي مسؤوليته نحو بلورة تصورات واضحة المعالم لإغاثة أهل غزة من دون قيد أو شرط، ووضع حد لهذه الانتهاكات الصارخة للقوانين والصكوك الدولية التي تكفل حق الشعوب في الحصول على المساعدات الإنسانية أثناء النزاعات.
وقال اليحيا إن الكويت لن تتوانى عن مد يد العون للشعب الفلسطيني الشقيق، وستستمر بدعمه في ظل ما يتعرض له من ظلم وعدوان.
خيار السلام
وأضاف أن الكويت ستكون دائماً وأبداً في صفوف المناصرين للقضية الفلسطينية، متمسكة بخيار السلام العادل والشامل وفقاً للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
وحول مشاركته في جلسة مجلس الأمن الخاصة بالنظام الدولي القائم، جدد الوزير دعوة الكويت لإصلاح مجلس الأمن، باعتباره إحدى ركائز الإصلاح الشامل للأمم المتحدة.
وعن المشاركة بالمنتدى السياسي حول التنمية المستدامة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، قال إن الصندوق الكويتي للتنمية ساهم في تنفيذ مشاريع إنمائية بأكثر من 100 دولة.
وأشار الى أن «أكثر من 23 مليون شخص في العالم يعيشون في حالة فقر شديد، وأكثر من 100 مليون يواجهون مجاعات وسوء تغذية، وأن غالبية هؤلاء الضحايا من الأقاليم الأقل نموا».
مواجهة التحديات
وطالب اليحيا أيضا الدول المتقدمة بنقل خبراتها لبناء قدرات الدول الأقل نموا لمواجهة التحديات العابرة للحدود.
وفيما يتعلق باللقاءات التي قام بها على هامش زيارته مع عدد من مسؤولي المنظمات والدول الشقيقة والصديقة، أفاد بأن مثل هذه اللقاءات يتم خلالها استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة، إضافة إلى بحث الموضوعات والقضايا المشتركة والاستحقاقات المقبلة والتنسيق حيالها.
وأكد أن تطورات القضية الفلسطينية والأحداث المأساوية في غزة كانت على رأس تلك الموضوعات المطروحة لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
تطورات القضية
وعلى صعيد متصل، ترأس اليحيا، أمس، وفد الكويت المشارك في جلسة مجلس الأمن الخاصة بالحالة في الشرق الأوسط وتطورات القضية الفلسطينية، التي عقدت في مقر مجلس الأمن الدولي بنيويورك.
وألقى اليحيا كلمة الكويت في أعمال الجلسة، استذكر فيها مآسي العمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأشقاء الفلسطينيين ودخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره العاشر، مخلّفا وراءه مشهدا قاتما من الدمار وما خلّفه من حصيلة قتلى قاربت الـ 40 ألف شخص وإصابة أكثر من 88 ألفا جلّهم من الأطفال والنساء، ويبقى عدد غير معلوم من الضحايا تحت الركام.
الاحتلال يمارس تدميراً ممنهجاً لتصفية وجود الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم... وهو عمل غاشم يستنزف كل معاني الإنسانية
وأضاف أنه علاوة على الخسائر البشرية المروعة، شهد قطاع غزة مستوى من الدمار لم يسبق له مثيل، حيث أسفرت توغلات سلطة الاحتلال وقصفها الذي يفتك بكل بقعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عن تحوّل المنازل إلى أنقاض، والمدارس إلى ساحات للمعارك، والمستشفيات إلى مشاهد من الألم والعجز، وبالرغم من تكرار النداءات العالمية لوقف هذا العدوان السافر تظل سلطة الاحتلال متجاهلة كل الأصوات الداعية لوقف إطلاق النار، ومستمرة بحصد الأرواح دون تفرقة أو تمييز، حتى بات جليا أن ما تقوم به ليس مجرد عمليات ذات أهداف عسكرية، بل هو تدمير ممنهج لترويع الفلسطينيين وتشريدهم وتصفية وجودهم وإنهاء قضيتهم، وهو عمل غاشم يستنزف كل معاني الإنسانية.
وأكد الوزير أن استمرار العدوان الاسرائيلي وتجاهله المطلق لجميع القوانين والمواثيق الدولية، لا سيما القانون الدولي الإنساني، يهدف إلى وضع الشعب الفلسطيني المحاصر أمام واقع مأساوي، وهو إما الخضوع لهذا البطش والتنازل عن أرضه وعن حقوقه الوطنية المشروعة، وإما الإبادة الجماعية والتصفية العرقية، وصولا للتصفية النهائية للمشروع الوطني الفلسطيني بما يشكّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وجدد إدانة الكويت لتلك الجرائم والاعتداءات، مؤكدا دعمها لثبات الشعب الفلسطيني على أرضه، ومطالبتها المستمرة للمجتمع الدولي باتخاذ كل التدابير الرامية لوقف العدوان الذي راح ضحيته عشرات آلاف الأرواح البريئة ووقف تهجير السكان، والسماح بإغاثة أهل غزة دون قيد أو شرط، مشددا على أهمية دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا).
معايير مزدوجة
وأضاف أن الكويت حذرت مراراً من تبعات تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية وفق معايير مزدوجة وتخلّفه عن إيجاد حل عادل وشامل ونهائي لهذه القضية وردعه لسلطة الاحتلال من ممارساتها الاجرامية وانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي واتخاذها لإجراءات وقرارات أحادية تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأراضي المحتلة، وسط عجز مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته وتنصّل المجتمع الدولي من قراراته، فكل ذلك وأكثر خلق حالة من الإحباط وفقدان الأمل في ضمير أجيال متعاقبة من الشعب الفلسطيني لا تريد سوى حقها بعيش حياة كريمة وآمنة في وطنها كبقية شعوب العالم.
اليحيا بحث مع «إسكوا» تعزيز التعاون
التقى الوزير اليحيا وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا)، د. رولا دشتي، على هامش المنتدى السياسي الرفيع المستوى حول التنمية المستدامة المنعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وبحث الجانبان خلال اللقاء أطر تعزيز التعاون بين الكويت و«إسكوا» على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية المتعددة الأطراف، ومناقشة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية وآفاق العمل المشترك بين الجانبين في هذا الإطار.