عرفت عادل منذ الصغر أيام كنا في شرق أوائل الستينيات، وزاملته في مدرسة المتنبي المتوسطة، وافترقنا أيام الدراسة الثانوية، ومن حسن المصادفات أننا تقابلنا في أميركا في لوس أنجلس في منتصف السبعينيات أيام الدراسة الجامعية.

وفي الغربة تعرف معدن صديقك، فقد كان، رحمه الله، مثالاً للصديق الوفي، كريم الطبع وذا خلق عالٍ، سباقاً لعمل الخير، ودوداً محباً للبهجة والفرح وحسن المعشر، وكان يحب السفر خلال العطلات، حيث تنقلت معه في سيارته الفورمولا الزرقاء إلى أكثر من مكان في ولاية كاليفورنيا.

Ad

وكان، رحمه الله، يجيد طبخ الأكلات الكويتية وخاصة مكبوس اللحم، ودائما عندما يطبخ في شقته في لوس أنجلس في نهاية عطلة الأسبوع ترى العديد من الأقارب والأصدقاء في ضيافته، وتتسم ضيافته بالسوالف عن أهل البحر تارة وعن شجاعة ومواقف أهل البر تارة أخرى، كما لا يخلو مجلسه من النكات والتعليقات المضحكة التي تضيف البهجة والسرور في أيام الغربة.

وبعد التخرج والعودة للوطن بقينا على تواصل خفيف، حيث انشغل كل منا في حياته العائلية مع ذهابي للخارج لتكملة دراستي، ولكن بعد التحرير من الغزو العراقي الغاشم بدأت علاقتي مع المرحوم «بو سالم» تزداد، وعندما أزوره في المناسبات بديوان النصف دائما نتذكر أيام الدراسة في لوس أنجلس، ونضحك على بعض المواقف التي مرت بنا مع تعليقاته الودودة.

بعدها زرته عدة مرات في مزرعته بالعبدلي، وكان حريصاً على الزراعة العضوية دون أي مواد كيماوية، وكذلك زرته في مزرعته في صلالة بسلطنة عُمان، حيث اشترى مزرعة هناك، وكان، رحمه الله، يحب عُمان وأهلها.

وقد زرته عدة مرات في السنوات الأخيرة في منزله بضاحية عبدالله السالم لنذهب معا في المساء إلى أحد المقاهي في سوق السالمية، وقد لاحظت أن ذاكرته ضعفت في أواخر أيامه.

ولا يسعني إلا أن أعزي نفسي وجميع معارفك ومحبيك، وستبقى ذكرى أعمالك الطيبة وسوالفك الشيقة في مخيلتي إلى الأبد، فأنتم السابقون ونحن اللاحقون، أسأل الله العلي القدیر أن یغفر لك ویرحمك یا صدیقي «أبا سالم».