إعادة نظر (2-2)
إن الفرز والفهم الجيد للعلاقة تنعكس آثاره على المركز السيكولوجي لكل فرد استناداً إلى ما بنيت عليه العلاقة، فقد ينتج الرضا أو السخط لدى الفرد من جراء تعامل نظراء هذا الفرد بأفعال وتصرفات سواء بالسلب أو الإيجاب.
لقد دفع العلماء المعاصرون لعلم النفس والمتخصصون في علم «الشخصية» وهو علم وليد عن علم النفس، إلى تبني فكرة بناء قاعدة شبكية في الأفعال المتولدة عن سلوك الفرد عبر استيعاب الأنماط الدائمة وبصورة شمولية لعواطف الفرد بواسطة السمات الأولية لكل فعل.
ويناشد هؤلاء العلماء بشكل أوجز «الجماعات» لاستخدام القيم المثالية العليا باعتبار الجماعة أقوى من الفرد في التأثير، ومن أشهرهم (سيغموند فرويد) في كتابه «الطوطم والمحرمات»، ويؤكد ذلك أيضا في كتابه «سخط الحضارة» وتحديدا الفصل الرابع «علاقة الحب والحضارة»، ويؤيد فرويد العملاق في علم النفس التنموي والمعرفي جان بياجيه، لما تخلفه تلك القيم من نتائج تدفع الى ديمومة التماسك والبعد عن التفكك المجتمعي.
وبناء على ما سبق هل يمكن إيجاز أو تقنين القيم العليا؟ بالطبع ستكون الإجابة بالنفي، بيد أن الإسلام ومنذ أكثر من 1400 عام قد اقتبس ونقح الكثير من القيم والأخلاق العليا سواء من الديانات السماوية السابقة أو الأخلاق الاجتماعية السائدة بل يمكن اختزاله في ثلاثة معايير تسهم في رفع كفاءة المجتمع وهي (الصدق والعفاف والصلة) ونهى عن (الكذب والنفاق والقطيعة).
إن نشاط الإنسان في تكوين وتشكيل العلاقات لا يعد أمراً ثانوياً أو ترفياً إنما يعتبر أمراً أساسيا وغرائزيا، ومن هذا المنطلق ولما تترتب عليه العلاقات فإننا نضطر أحيانا مجبرين لإعادة النظر في إبقاء أو إلغاء أو تحجيم أو تطوير علاقاتنا بمن يحيطون بنا.
آخر سطر:
الحب ناتج طبيعي عن الصدق!