رغم تنوع الوجهات السياحية في كوريا الجنوبية وتعدد أغراضها فإن هناك وجهة رائعة تهمنا، وهي المدينة الخاصة بالكتب، التي شيدت عام 1989م على بعد نحو ساعة من العاصمة سيول.

وقد خُصصت هذه المدينة الصغيرة بالكامل (واسمها باجو) لنشر الكتب، وأُسست بإشراف وزارة الثقافة والرياضة والسياحة هناك، وتحتوي على أكثر من 250 دار نشر، ويعمل فيها أكثر من 10 آلاف موظف وعامل في 150 مبنى للطباعة والنشر والتوزيع، وإضافة إلى بيع الكتب الجديدة والمستعملة تباع فيها المنتجات الورقية، وكل ما يتعلق بالكتب، وتُصَوَّرُ فيها كذلك بعض الأفلام، كما تقام في هذه القرية معارض ومتاحف فنية مؤقتة ودائمة، أما مقاهي الكتب فيها فتقدم أكثر من 50 ألف كتاب باللغة الكورية فقط، وتقدر مبيعات القرية بمليار دولار سنويًّا.

Ad

ويتناسب تصميم القرية مع أجواء الكتب والقراءة وما هو قريب من ذلك، وحتى فنادقها ليس فيها أي شاشات تلفزيون، وذلك لتشجيع نزلائها على القراءة، ويمكن اعتبار باجو عاصمة النشر في كوريا، حيث يعمل جميع سكانها في صناعة وبيع الكتب بأسعار مخفضة، ومعروف أن كوريا الجنوبية تطبع أعدادًا كبيرة من الكتب سنويًّا، قدَّره موقع (statista.com) بـ76723 كتابًا جديدًا في عام 2020م، لكن صحيفة كوريا تايمز أشارت إلى مسح واسع حول الكتب والقراءة في كوريا جاء في نتائجه أن 55.7% من الكبار قرؤوا أكثر من كتاب خلال عام، مقابل 92.1% من الطلاب، وأن الكبار يقضون 31.8 دقيقة كل يوم في القراءة، حسب نتيجة المسح (2019م)، الذي شمل 6000 شخص أكبر من 19 عامًا و3000 من طلاب المراحل الدراسية الثلاث.

وتبلغ مساحة باجو مليونًا وخمسمئة ألف متر مربع، وتطل على طبيعة جميلة وعلى نهر الهان، وتحيط بها الجبال من جميع الجهات، وتقع باجو في المنطقة المنزوعة السلاح الواقعة بين الكوريتين (DMZ) (demilitarized zone)، ويزورها 1.2 مليون سائح سنويًّا، ويمكن لزائر المدينة الاقتراب كثيرًا من كوريا الشمالية دون أي خطر، أما سياحيًّا فيحتاج الزائر إلى يومين لزيارة معظم معالم المدينة، وتعد فصول الربيع والخريف والشتاء أفضل الأوقات لزيارتها، لأن صيفها حار.