في 5 نوفمبر نشر محيي الدين ياسين فيديو على تطبيق «تيك توك» حصد أربعة ملايين مشاهدة في يوم واحد، ياسين هو زعيم «التحالف الوطني» الماليزي: إنه سياسي تقليدي ويدعوه مناصروه «الأب»، لكنه يحصد دعماً واسعاً وسط المحافظين الشباب، بما يشبه شعبية السياسي الأميركي بيرني ساندرز، وفي ذلك الفيديو، يقوم ياسين البالغ من العمر 75 عاماً بحركات رقص على وقع أغنية الراب الشهيرة Swipe، فيما يمسح عن الشاشة رموز منافسيه في السباق الانتخابي.
كانت أحدث انتخابات عامة في ماليزيا استثنائية على مستويات عدة، فقد بلغت نسبة المشاركة فيها مستوىً قياسياً، فقد صوّت نحو 15 مليون مواطن، وهو عدد يفوق المشاركين في الانتخابات العامة السابقة بنسبة 20%، وتدفق الناخبون الشباب تحت عمر الحادية والعشرين إلى صناديق الاقتراع بعدما سُمِح لهم بالانتخاب حديثاً بموجب تعديل دستوري، وبسبب مشاركة الشباب، تواجه الديموقراطية العشوائية في ماليزيا وضعاً غير مسبوق، فقد حصل البلد على أول برلمان مُعلّق في تاريخه لأن أحداً لم يحصد أغلبية واضحة.
صَدَم «التحالف الوطني» المحللين السياسيين حين فاز بـ 73 مقعداً، وأصبح محيي الدين أبرز مرشّح لرئاسة الحكومة في الأيام التي تلت الانتخابات، لكن عجز التحالف عن حصد عدد المقاعد المطلوب (112) لتشكيل حكومة، فكان «التحالف الوطني» أكبر مستفيد من ظاهرة سمّتها وسائل الإعلام «التسونامي الأخضر» أو التصويت الإسلامي.
أعطى تواصل «التحالف الوطني» مع الناخبين الجدد عبر «تيك توك» المفعول المنشود في يوم الانتخابات، وصرّح جيمس تشاي، مسؤول زائر في «معهد يوسف إسحق»، لصحيفة «نيكي آسيا»: «هذه المبادرة نشّطتهم ودفعتهم إلى التصويت بأعداد كبيرة، مما أدى إلى تحقيق هوامش انتصار بارزة لمصلحة التحالف الوطني»، كذلك، أجرت صوفيا هياتي يوسف، محاضِرة في قسم التواصل في جامعة العلوم الإسلامية الماليزية، استطلاعاً حول من يشاركون في الانتخابات للمرة الأولى، واكتشفت أن «مجموعات المرشحين والأحزاب التي نجحت في التأثير على الناخبين الشباب هي الفئات التي خاضت حملتها عبر «تيك توك» و«تويتر» و«يوتيوب»... لقد استعملوا مقاربات متنوعة، منها نشاطات ترفيهية، عبر إضافة أحدث الأغاني الرائجة إلى حملاتهم».
يبلغ مجموع مستخدمي «تيك توك» في ماليزيا 5 ملايين شخص، وهو رقم صغير مقارنةً بالأسواق الأخرى، لكن تُعتبر ماليزيا من أكثر البلدان مشاهدة للفيديوهات في جنوب شرق آسيا ومن الأسواق التي تشهد أسرع نمو لتطبيق «تيك توك».
على عكس «فيسبوك»، لا يسمح «تيك توك» بأي إعلانات سياسية، ومع ذلك، تحوّل التطبيق إلى منصة لنشر مشاعر معادية للسامية ونظريات المؤامرة، ففي منتصف نوفمبر أطلق محيي الدين تُهَماً لا أساس لها عن تواطؤ خصمه، تحالف «باكاتان هارابان» متعدد الأعراق، مع «جماعات من اليهود والمسيحيين» لدفع مسلمي الملايو إلى تغيير دينهم. نُشِر كلامه عبر صفحة تابعة للتحالف الوطني على «فيسبوك»، لكن بدأت مقاطع أقصر تنتشر على «تيك توك»، وهي تستعمل مصطلحات شائكة مثل «أجندة التنصير»، واعتبر مجلس كنائس ماليزيا تعليقات محيي الدين «غير مسؤولة»، ثم ادعى زعيم «التحالف الوطني» لاحقاً أن فيديوهات «تيك توك» نشرت كلامه في غير سياقه.
كذلك، أثبتت حالة أخرى أسوأ طرق استعمال «تيك توك»، حين أطلق مهاتير محمد (97 عاماً)، وهو صاحب أطول عهد كرئيس وزراء ماليزيا، هجوماً ضد محيي الدين وبدأ باستعمال الكلمات التالية: «من هو الخائن»؟ فكتب له أحد مستخدمي «تيك توك» «استَرِحْ يا سيدي أرجوك»، وعبّر بذلك عن رأي شريحة واسعة من الشعب، فخسر مهاتير في الدائرة الانتخابية التي سيطر عليها لفترة طويلة، وفاز بمقعده مرشّح من «التحالف الوطني» في منطقة «لانكاوي» بعدما وجّه رسالة بسيطة للناخبين: اخرجوا من منازلكم وصوّتوا!
* سريبالا سوبرامانيان
كانت أحدث انتخابات عامة في ماليزيا استثنائية على مستويات عدة، فقد بلغت نسبة المشاركة فيها مستوىً قياسياً، فقد صوّت نحو 15 مليون مواطن، وهو عدد يفوق المشاركين في الانتخابات العامة السابقة بنسبة 20%، وتدفق الناخبون الشباب تحت عمر الحادية والعشرين إلى صناديق الاقتراع بعدما سُمِح لهم بالانتخاب حديثاً بموجب تعديل دستوري، وبسبب مشاركة الشباب، تواجه الديموقراطية العشوائية في ماليزيا وضعاً غير مسبوق، فقد حصل البلد على أول برلمان مُعلّق في تاريخه لأن أحداً لم يحصد أغلبية واضحة.
صَدَم «التحالف الوطني» المحللين السياسيين حين فاز بـ 73 مقعداً، وأصبح محيي الدين أبرز مرشّح لرئاسة الحكومة في الأيام التي تلت الانتخابات، لكن عجز التحالف عن حصد عدد المقاعد المطلوب (112) لتشكيل حكومة، فكان «التحالف الوطني» أكبر مستفيد من ظاهرة سمّتها وسائل الإعلام «التسونامي الأخضر» أو التصويت الإسلامي.
أعطى تواصل «التحالف الوطني» مع الناخبين الجدد عبر «تيك توك» المفعول المنشود في يوم الانتخابات، وصرّح جيمس تشاي، مسؤول زائر في «معهد يوسف إسحق»، لصحيفة «نيكي آسيا»: «هذه المبادرة نشّطتهم ودفعتهم إلى التصويت بأعداد كبيرة، مما أدى إلى تحقيق هوامش انتصار بارزة لمصلحة التحالف الوطني»، كذلك، أجرت صوفيا هياتي يوسف، محاضِرة في قسم التواصل في جامعة العلوم الإسلامية الماليزية، استطلاعاً حول من يشاركون في الانتخابات للمرة الأولى، واكتشفت أن «مجموعات المرشحين والأحزاب التي نجحت في التأثير على الناخبين الشباب هي الفئات التي خاضت حملتها عبر «تيك توك» و«تويتر» و«يوتيوب»... لقد استعملوا مقاربات متنوعة، منها نشاطات ترفيهية، عبر إضافة أحدث الأغاني الرائجة إلى حملاتهم».
يبلغ مجموع مستخدمي «تيك توك» في ماليزيا 5 ملايين شخص، وهو رقم صغير مقارنةً بالأسواق الأخرى، لكن تُعتبر ماليزيا من أكثر البلدان مشاهدة للفيديوهات في جنوب شرق آسيا ومن الأسواق التي تشهد أسرع نمو لتطبيق «تيك توك».
على عكس «فيسبوك»، لا يسمح «تيك توك» بأي إعلانات سياسية، ومع ذلك، تحوّل التطبيق إلى منصة لنشر مشاعر معادية للسامية ونظريات المؤامرة، ففي منتصف نوفمبر أطلق محيي الدين تُهَماً لا أساس لها عن تواطؤ خصمه، تحالف «باكاتان هارابان» متعدد الأعراق، مع «جماعات من اليهود والمسيحيين» لدفع مسلمي الملايو إلى تغيير دينهم. نُشِر كلامه عبر صفحة تابعة للتحالف الوطني على «فيسبوك»، لكن بدأت مقاطع أقصر تنتشر على «تيك توك»، وهي تستعمل مصطلحات شائكة مثل «أجندة التنصير»، واعتبر مجلس كنائس ماليزيا تعليقات محيي الدين «غير مسؤولة»، ثم ادعى زعيم «التحالف الوطني» لاحقاً أن فيديوهات «تيك توك» نشرت كلامه في غير سياقه.
كذلك، أثبتت حالة أخرى أسوأ طرق استعمال «تيك توك»، حين أطلق مهاتير محمد (97 عاماً)، وهو صاحب أطول عهد كرئيس وزراء ماليزيا، هجوماً ضد محيي الدين وبدأ باستعمال الكلمات التالية: «من هو الخائن»؟ فكتب له أحد مستخدمي «تيك توك» «استَرِحْ يا سيدي أرجوك»، وعبّر بذلك عن رأي شريحة واسعة من الشعب، فخسر مهاتير في الدائرة الانتخابية التي سيطر عليها لفترة طويلة، وفاز بمقعده مرشّح من «التحالف الوطني» في منطقة «لانكاوي» بعدما وجّه رسالة بسيطة للناخبين: اخرجوا من منازلكم وصوّتوا!
* سريبالا سوبرامانيان