في الوقت الذي يبدو الرئيس الأميركي جو بايدن مستسلماً لضغوط التنحي، يرفض بعض قادة الحزب الديموقراطي، لاسيما رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، منح «شيك على بياض» لنائبته كامالا هاريس لترشيحها آلياً بديلاً له، ويفضلون إجراء انتخابات تمهيدية تنافسية خلال مؤتمر الحزب المقبل لاختيار منافس جديد للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي استأنف اليوم حملته بأول تجمع منذ نجاته بأعجوبة من الاغتيال في بنسلفانيا.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة أن بيلوسي أبلغت نواباً من كاليفورنيا خلال اجتماع مغلق هذا الشهر أنه إذا أنهى بايدن حملته، فإنها تفضل عملية تنافسية بانتخابات تمهيدية مفتوحة بدلاً من تعيين هاريس مباشرة لمنافسة ترامب.
وأكدت بيلوسي، في الاجتماع، الذي ناقش وضع الحزب الديموقراطي ومخاوف المشرعين، أن بايدن غير قادر على الفوز، مستشهدة باستطلاع الرأي، ومشيرة إلى أنها حذرته من أنه إذا بقي على التذكرة، فإن الديموقراطيين سيخسرون أي فرصة لاستعادة السيطرة على مجلس النواب.
وشددت على أنها تفضل إجراء عملية تنافسية إذا قرر بايدن التنحي، مضيفة أنه رغم أنها صديقة ومعجبة بهاريس، لكنها تعتقد أن حظوظها في الفوز بالانتخابات الرئاسية ستتعزز إذا خاضت انتخابات تمهيدية في مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيعقد في أغسطس المقبل بولاية شيكاغو.
ومع استمرار الضغط على بايدن، بدأ الديموقراطيون في دراسة السيناريوهات الممكنة، حيث يعتقد بعض المشرعين أن المنافسة المفتوحة من شأنها أن تولد الإثارة داخل الحزب، بينما يشعر آخرون بالقلق من أنها ستؤدي إلى تنفير الناخبين السود من خلال الالتفاف على هاريس.
وتردد صدى مشروع بيلوسي لإجراء انتخابات تمهيدية على لسان النائبة المقربة منها زوي لوفغرين من كاليفورنيا، التي دعت بايدن إلى الانسحاب، مضيفة أنه «إذا اتخذ هذا القرار فيجب أن تكون هناك خطوات سريعة»، من بينها «إجراء انتخابات تمهيدية مصغرة يراقبها رؤساء سابقون، بما في ذلك باراك أوباما وبيل كلينتون».
وبينما رفض متحدث باسم بيلوسي التعليق على هذه «المحادثات الحزبية السرية»، يشعر بايدن بالاستياء مما يعتبره «حملة منسقة» لإخراجه من السباق، «تقودها بيلوسي المحرض الرئيسي، ويتحكم فيها أوباما من خلف الكواليس».
ويعي بايدن، وفق مقربين منه، أن التسريبات التي ظهرت في وسائل الإعلام يتم تنسيقها لزيادة الضغط عليه للتنحي، فيما تواجه رئاسته لحظاتها الأكثر خطورة مع تتالي القصص الإخبارية التي تفيد بأن زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ شاك شومر وبيلوسي وأوباما والزعيم الديموقراطي في مجلس النواب حكيم جيفريز يحذرون جميعا من «هزيمة ساحقة للحزب في نوفمبر».
وبينما يصر بايدن وفريقه علناً على بقائه في السباق، قال مقربون منه إنه يتقبل بشكل متزايد أنه قد لا يتمكن من ذلك، ويدرس التنحي قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن الأربعاء المقبل.
ونفى البيت الأبيض وحملة بايدن أنه على وشك الانسحاب، لكن رئيسة حملته جينيفر ديلون قالت: «لست أقول إن هذه الأسابيع لم تكن صعبة، وقد شهدنا بالتأكيد بعض التراجع في الدعم، لكنها كانت نكسة صغيرة».
في هذه الأثناء، استأنف ترامب حملته بعد حصوله رسميا على ترشيح الحزب الجمهوري، وتحدث في ولاية ميشيغان وإلى جانبه نائبه المحتمل جاي دي فانس للمرة الأولى.
وفيما تتركز الأضواء على جهود عناصر جهاز الخدمة السرية والإجراءات الأمنية المشددة المفروضة في الموقع، امتنع ترامب من التطرق إلى صحة بايدن، خشية أن ينقلب كل ما يقوله ضده إذا انسحب وواجه هاريس.