الكويت تفادت أزمة «الموت الأزرق» بنجاح
الجهات الحكومية والقطاع النفطي والبنوك أكدت عدم تأثر خدماتها بالخلل التقني
• العمر: الوضع مستقر وحماية البنية التحتية الرقمية أولوية قصوى
• «الاتصالات» و«تكنولوجيا المعلومات» و«الأمن السيبراني» ساهمت في استمرارية كفاءة الأنظمة
نجحت الكويت في تجاوز الأزمة العالمية الإلكترونية التي عُرِفت بـ «شاشة الموت الأزرق»، والناجمة عن تحديث لشركة «كراود سترايك»، مما أدى إلى تعطل أنظمة وعمليات إلكترونية في كثير من المطارات والمحطات التلفزيونية والبنوك والجهات الحكومية والخاصة حول العالم.
وصرح وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر بأنه تم إنشاء غرفة عمليات بمشاركة الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات وهيئة الاتصالات والجهاز الوطني للأمن السيبراني، وتخصيص خط ساخن لتقييم الوضع وتقديم الدعم.
وبينما أشار العمر إلى فتح قنوات تواصل مباشرة مع كل من شركتي «كراود سترايك» ومايكروسوفت، أكد أن الوضع في الكويت مستقر ومطمئن، مشدداً على أن «أمن المعلومات وحماية البنية التحتية الرقمية من الأولويات القصوى». بدورها، أكدت الجهات الحكومية والقطاع النفطي واتحاد المصارف والبنك المركزي أن خدماتها لم تتأثر بالخلل التقني.
وفي تفاصيل الخبر:
بينما أدى عطل تقني عالمي عُرف بـ «الموت الأزرق»، تسبب به تحديث شركة «كراود سترايك» لأنظمتها، إلى توقّف العمليات في كثير من الشركات والمطارات والجهات الحكومية بمعظم دول العالم، وترتب عليه اضطراب في الرحلات الجوية وانقطاع بثّ عدد من المحطات التلفزيونية والبنوك وأنظمة الرعاية الصحية، نجحت الكويت في تخطي هذه الأزمة من دون أي أضرار تُذكر، إذ تمكنت معظم الجهات من العودة إلى نشاطها الطبيعي وتقديم خدماتها كالمعتاد.
في السياق، قال وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر، إنه بتوجيهات ومتابعة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، تم إنشاء غرفة عمليات وتخصيص خط ساخن لمتابعة الوضع وتقييمه وتقديم الدعم اللازم لجهات الدولة المختلفة من أجل ضمان كفاءة واستمرارية عمل أنظمتها الإلكترونية، موضحاً أن عمل الغرفة كان بمشاركة الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، والهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات، والجهاز الوطني للأمن السيبراني.
وأوضح أنه وفقاً للتصريحات الرسمية من شركة «كراود سترايك»، فإن سبب الأزمة هو خلل في تحديث لأنظمة الشركة الذي تبيّن أنه أدّى إلى تعثّر بعض الخدمات التي تقدمها الشركة، وليس بسبب هجمات أمن سيبراني.
وأضاف أن غرفة العمليات حصرت الجهات التي تستفيد من خدمات الشركة، وتابعت الإجراءات اللازم اتخاذها من قِبل هذه الجهات، كما تم التواصل مع جميع الجهات للتأكد من عدم تأثرها بالمشكلة القائمة، وتم فتح قنوات تواصل مباشرة مع شركتَي «كراود سترايك» و»مايكروسوفت».
وطمأن الوزير العمر بأن الوضع في الأجهزة الحكومية بالكويت مستقر، ولم تتأثر أي من الأجهزة والتطبيقات الحكومية نتيجة لهذا التوقف، بفضل الجهود المستمرة التي نبذلها في تعزيز وتأمين أنظمتنا الحكومية والبنية التحتية الإلكترونية.
وشدد على أن «أمن المعلومات وحماية البنية التحتية الرقمية من الأولويات القصوى، وقد أثبتت الإجراءات الاحترازية والأنظمة الأمنية المتقدمة التي تم تطبيقها مدى فعاليتها في التعامل مع مثل هذه التحديات».
الأوضاع جيدة
وأوضح أن هناك جهوداً حكومية مشتركة للتعامل مع هذه الأزمة وتأمين الأنظمة والخدمات الحيوية، «وعليه نطمئن جميع المواطنين والمؤسسات بأن الأوضاع جيدة جداً، وأنه يتم التنسيق بشكل متواصل مع الجهات الدولية والمحلية لفهم مدى تأثير هذا العطل واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيره على البنية التحتية الرقمية»، مع تأكيد أن الفرق الفنية في مختلف الجهات الحكومية تعمل على مدار الساعة لمتابعة التطورات.
وأكد استمرار التعاون مع الشركاء الدوليين والمحليين لتعزيز الأمن السيبراني وضمان استمرارية عمل أنظمتنا وخدماتنا الإلكترونية بجودة وأمان.
وكان العمر قد أعلن أن شركة «كراود سترايك» أكدت دعمها الكامل لحكومة الكويت للتعامل مع المشكلة، مشيراً إلى أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من المدير الإقليمي للشركة، المهندس إبراهيم بدوي، الذي نقل رسالة من الرئيس التنفيذي للشركة، جورج كورتز، أكد خلالها دعم جهود الحكومة الكويتية للتعامل مع الحدث.
وأضاف أن المدير الإقليمي لـ «كراود سترايك» أوضح المستجدات المتعلقة بالخلل، وأكد استقرار أنظمة الجهات الحكومية الكويتية التي تستخدم برمجيات الشركة، مشدداً على الدعم الكامل من الشركة لمختلف الجهات والعملاء، إيماناً منها بضرورة التعاون المشترك مع شركائها من أجل تجاوز أي تحديات.
تنسيق حكومي
إلى ذلك أعلنت الهيئة العامة للاتصالات، والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، والمركز الوطني للأمن السيبراني، مواصلة العمل بالتنسيق مع الجهات الدولية والمحلية للحد من تأثير الخلل التقني العالمي على البنية التحتية الرقمية في البلاد.
وقالت هذه الجهات، في بيان مشترك، إنه «نظراً للخلل التقني الذي يشهده العالم حالياً، فإن الفرق الفنية كافة تعمل على مدار الساعة لمتابعة التطورات وإعادة الخدمات إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن».
وشددت على ضرورة التحقق من مصادر الأخبار الرسمية للحصول على التحديثات الدقيقة حول الوضع وتجنّب نشر أو تداول الشائعات أو المعلومات غير المؤكدة.
وأكدت حرصها على العمل في إطار جهد مشترك للتعامل مع هذه الظروف، وتأمين الأنظمة والخدمات الحيوية، مطمئنة جميع المواطنين والمؤسسات إزاء مساعيها الحثيثة نحو ضمان عودة الأمور إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن.
المطارات والرحلات
وفي سياق متصل، أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني عودة جميع الأنظمة التقنية إلى وضعها الطبيعي، وأن جميع الأنظمة الخاصة بشركات الطيران العاملة في مطار الكويت الدولي عادت أيضاً إلى شكلها المعتاد.
وأوضح المتحدث الرسمي للطيران المدني، عبدالله الراجحي، في بيان صحافي، أن سرعة استجابة وتفعيل خطة استمرارية العمل الطارئة المعتمدة في الإدارة العامة للطيران المدني كان لها أثر إيجابي نحو التقليل من الآثار السلبية لهذا الخلل.
«الطيران المدني»: عودة الأنظمة بمطار الكويت إلى طبيعتها
وكانت «الطيران المدني» قد أعلنت تفعيلها خطة استمرارية العمل في الأزمات بعد تأثّر بعض الرحلات في مطارالكويت الدولي، بسبب الخلل الفني الذي حدث صباح أمس الأول، في النظام العالمي لمنصات بعض الشركات العالمية.
وأكدت الإدارة تنسيقها مع شركتي الخطوط الجوية الكويتية وطيران الجزيرة، وشركات الطيران العاملة في مطار الكويت الدولي، إذ قاموا باتباع الإرشادات الخاصة بهذا الشأن.
لا انقطاع
بدورها، أكدت «الكويتية» أن جميع أنظمتها تعمل بشكل طبيعي من دون أي انقطاع على مدار الساعة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أحمد الكريباني، إن هناك تواصلاً مستمراً مع الركاب والمحطات الخارجية وقطاعات الأمن لضمان سلامة الركاب والطائرات.
وأضاف أن قطاع الأمن السيبراني ودائرة تكنولوجيا المعلومات في «الكويتية» نفّذا الإجراءات اللازمة لعزل الأنظمة المتأثرة بسرعة، مشدداً على حرص الشركة لضمان استمرار سير العمليات بشكل طبيعي من دون التأثير على الخدمات المقدمة لعملائها.
وأوضح أن عمليات الصيانة والمتابعة لأنظمة الشركة الداخلية مستمرة، بما في ذلك الأنظمة التشغيلية وأنظمة قبول الركاب في مبنى (تي 4).
وكانت شركة طيران الجزيرة قد أعلنت تعرّض أنظمتها لخلل فني بسبب تأثير انقطاع خدمة «مايكروسوفت» على مستوى العالم، موضحة أن هذا الخلل أثّر بشدة على أنظمة وعمليات تكنولوجيا المعلومات لدى الشركة.
وأعربت عن اعتذارها عن الوضع «الخارج عن سيطرتها»، مثمنة تفهّم العملاء للظروف التي تمرّ بها.
الخدمات النفطية
وعلى صعيد الخدمات النفطية، أكد المتحدث الرسمي، نائب الرئيس التنفيذي للتخطيط والابتكار في شركة نفط الكويت، عيسى المراغي، أن عمليات الشركة تسير بشكل طبيعي، ولا يوجد تأثير للخلل التقني العالمي على عمليات الإنتاج والتصدير.
«نفط الكويت»: عملياتنا تسير بشكل طبيعي ولا تأثير للخلل على الإنتاج
وأوضح المراغي، في تصريح صحافي، أن شركة نفط الكويت لا تستخدم منظومة «كراود سترايك»، مشيراً إلى أن «الأنظمة في الشركة تعمل بشكل طبيعي».
كما قال الرئيس التنفيذي بالوكالة في شركة ناقلات النفط الكويتية، الشيخ خالد الصباح، إن ناقلات الشركة حول العالم مستمرة في رحلاتها من دون توقّف، ولم تتأثر بالخلل التقني العالمي.
وأكد الصباح أن عمليات الشركة تسير بشكل طبيعي، مشيراً إلى وجود إجراءات احترازية معتمدة لمثل هذه الحالات.
مراجعة الأنظمة
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي في وزارة الأشغال، المهندس أحمد الصالح، لـ «الجريدة» أن الأزمة العالمية التي حدثت، أمس الأول، في أنظمة مايكروسوفت لم تؤثر على الوزارة ولا على أنظمتها.
«الأشغال»: أجرينا فحصاً كاملاً لجميع الأنظمة ولم يثبت تأثرها
وقال الصالح: حضرنا في الوزارة منذ الإعلان عن تلك الأزمة العالمية، وتمت مراجعة كل أنظمة الوزارة، والتأكد من أنها تعمل بشكل كامل، وتم إجراء فحص لجميع الأنظمة بالوزارة، وجميعها تعمل بشكل طبيعي، ولا يوجد بها أية مشكلة.
فيما قالت مصادر وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، إن أنظمة الوزارة لم تتأثر أمس الأول بالأزمة التقنية التي شهدها العالم.
عمليات التحديثات
من جانبها، أكدت مصادر رفيعة في وزارة التربية، أن عمليات تحديث الأنظمة في الوزارة تتم وفق بروتوكول مُحكم، وبعد مراجعة دقيقة لضمان عدم تأثّر الأجهزة، مشيرة إلى أن جميع الخدمات في «التربية» تعمل بشكل طبيعي من دون أي مشكلات.
«التربية»: خدماتنا طبيعية... ومراجعة للتحديثات قبل تنفيذها
بدوره، أعلن مركز نظم المعلومات بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عدم تأثر خوادم الهيئة وأجهزتها بالعطل، وذلك لعدم استخدام برنامج «CrowdStrike»، مؤكداً أن جميع أجهزة الهيئة وخوادمها «Security Monitoring» تحت المراقبة الأمنية والمراقبة من قبل المهندسين والبرامج المتخصصة.
وأكدت مصادر في وزارة التعليم العالي لـ «الجريدة» أن أنظمة الوزارة لم تُصب بأي خلل من العطل الذي اجتاح العالم، مشيراً إلى أن أجهزتها وأنظمتها تسير بكل يسر.
كما أكدت مصادر بجامعة الكويت أن الجامعة لم تتأثر أنظمتها كذلك بأي عطل ولم تواجه أي مشاكل فنية جراء ذلك.
الجامعة و«التطبيقي» و«التعليم العالي»: لم نواجه أي خلل في الأجهزة
إلى ذلك، أكدت مصادر في الهيئة العامة للقوى العاملة عدم تأثر الخدمات الآلية التي تقدمها الهيئة عبر منصة أسهل بالعطل التقني، موضحة أن ثمّة متابعة على مدار الساعة من قطاع التخطيط والتطوير الإداري، ممثلاً بإدارة تقنية المعلومات، للأنظمة الآلية كافة والخدمات التي تقدّم من خلالها، للتأكد من استمراريتها من دون أي مشكلات.
«القوى العاملة» و«الإعاقة»: خدماتنا لم تتأثر... وتأكدنا من سلامة «الخوادم»
وذكرت مديرة إدارة العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، ضحى الخميس، أن الهيئة لا تستخدم خدمات الحماية التي توفرها شركة CrowdStrike، لذا لم تتأثر خدماتها الآلية بالخلل الإلكتروني الذي أصاب «مايكروسوفت».
أكد بنك الكويت المركزي عدم تأثر أي من خدماته نتيجة تعطل العديد من الأنظمة والخدمات، وتأثر الإنترنت حول العالم، مشددا على مرونة القطاع المصرفي في الاستجابة لمثل هذه الظروف.
وقال «المركزي»، في بيان صحافي، إنه تابع باهتمام شديد الأنباء الواردة بشأن تأثّر خدمات الإنترنت وتعطّل العديد من الأنظمة والخدمات حول العالم، مشيراً إلى أنه قيّم الأوضاع التي من شأنها التأثير على الخدمات المصرفية، سواء تلك المقدمة من «المركزي» أو من قبل الجهات الخاضعة لرقابته.
وأضاف أنه قام بالتوجيه الفوري لجميع الجهات الخاضعة لرقابته لتفعيل خطط الطوارئ المعمول بها في مثل هذه الظروف، للتأكد من استمرارية الأنظمة بما لا يؤثر على الاستقرار المالي في الكويت.
كما أكد «المركزي» مواصلة جهوده وتنسيقه المستمر من أجل معالجة كل ما من شأنه التأثير على الخدمات المصرفية المقدمة من القطاع المصرفي والتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية ذات العلاقة كافة.
وقال اتحاد مصارف الكويت إن البنوك المحلية الكويتية تتمتع بخطط تضمن استمرارية الأعمال للتعامل مع الأزمات والتعافي منها.
وقالت البورصة، في بيان، إنها تلتزم بتحسين وتطوير بنيتها التحتية باستمرار لضمان كفاءة عالية وتقديم خدمات استثنائية للمستثمرين، وأنها تعمل للحفاظ على أمن وسلامة جميع العمليات الإلكترونية، وتوفير بيئة تداول موثوقة ومستقرة لجميع المشاركين في السوق.
وقال السبيعي إن لجوء بعض المواقع الإخبارية لنقل معلومات مغلوطة بشأن الخلل يحمّلها المسؤولية عن أي تبعات له، مبيناً أنه تم اتخاذ الإجراءات بحق المخالفين.
وأكد متابعة الوضع حول ما ينشر عن كثب من خلال أجهزتها وتأثيره في اقتصاد البلاد وأمنها واستقرارها، مشدداً على ضرورة التقيّد بما يصدر عن الجهات الرسمية المعنية، للحيلولة دون إحداث تشويش.
وأشاد السبيعي بالوسائل الإعلامية الملتزمة بالمهنية والموضوعية والحريصة على اتباع القانون والنظم واللوائح المعمول بها، والتي تضع مصلحة الوطن والاستقرار المجتمعي فوق كل اعتبار.