شهدت على أزمانِها الآثارُ

وتتبّعت خُطُواتِها الأقمارُ

هِبةٌ لنيلٍ خالدٍ متدفّقٍ
Ad


صغُرتْ أمامَ عطائهِ الأنهارُ

فعقيدةُ التوحيدِ كانت دينَهم

بكلام إدريسَ الذي به ساروا

كُتبتْ بذاك نُقوشُهم مطليةً

كم معبدٍ يزهو لديه جدارُ

والعاص منه عمرو فاتحُ مصرنا

إسلامُ مِصرَ هويةٌ ومنارُ

مصرُ العروبةِ كم محت من طامعٍ

يرجو أذاها، ضلَّ عنه مسارُ

ببسالةٍ قد قاومتْ أعداءها

سحقتهُمُ إذ جُندُها الأحرارُ

هجمَ الصليبيونَ في حَمَلَاتِهم

قالت لهم: إنَّ النِزالَ ذمارُ

جاء التتارُ فكان يوم فنائهم

فيه أُذيقوا الذلُّ والإدبارُ

قمعَ المماليكُ التتارَ بضربةٍ

إذ جال قُطْزُ القائدُ المِغوارُ

وأتى الفِرنجةُ بعدهم بجنودهم

فرددتِهم إذ للشجاعةِ دارُ

عند احتلالِ الإنجليزِ ديارها

نهضت عزائمُ وانتضى الثوّارُ

هجمَ الثلاثةُ يبتغونَ وبالها

عاد الوبالُ عليهِمُ إذ جاروا

اكتوبرُ النصر المؤيدُ بالفدا

في شهر صومٍ عاشه الأغرارُ

هزمت ربيعاً زائفاً متقلّباً

ليُقام حصنٌ آمنٌ وسِوارُ

هذي الكنانةُ في عصورِ زهائها

في كل عصرٍ ما إليه يُشارُ

هي مركزٌ هي قامةٌ لحضارةٍ

تاقت إلى صفحاتها الأبصارُ

سبقت بقاعَ الأرضِ دون منافسٍ

يرعى حماها واحدٌ غفّارُ

صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

ما أنجُمٌ في جُنْحِ ليلٍ داروا

والآلِ والصحبِ الكرامِ ومَن تلا

من بعدِهم خيرَ التوابِعِ صاروا