تسبَّب خطأ برنامج CrowdStrike، الذي عطَّل أنظمة تشغيل «مايكروسوفت» وتسبَّب في أكبر انقطاع لتكنولوجيا المعلومات بالتاريخ، في حدوث اضطرابات في الموانئ الأميركية والعالمية، حيث عانت أنظمة الشحن الجوي المعقدة جداً من الضربة الأكبر، وفقاً لخبراء الخدمات اللوجستية، حيث أوقفت شركات الطيران العالمية رحلاتها.

قال نيل فان دي وو، كبير مسؤولي الشحن الجوي في شركة استشارات سلسلة التوريد Xeneta، في بيان نشرته شبكة «CNBC» الأميركية واطلعت عليه «العربية Business»: ان «الطائرات والبضائع ليست حيث من المفترض أن تكون، وسيستغرق الأمر أياماً أو حتى أسابيع لحلها بالكامل. هذا تذكير بمدى ضعف سلاسل الإمداد البحرية والجوية لدينا في مواجهة فشل تكنولوجيا المعلومات».

Ad

وتوقفت أو تأخرت آلاف الرحلات الجوية في أكبر مراكز الشحن الجوي بالعالم في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية.

تأتي المشكلة الجديدة لسلسلة التوريد العالمية وسط ارتفاع الطلب العالمي، حيث ارتفعت الشحنات بنسبة 13 في المئة على أساس سنوي في يونيو. وزاد عرض الشحن الجوي، لكن بنسبة 3 في المئة فقط على أساس سنوي، ما تسبَّب بالفعل في ارتفاع التكاليف للشاحنين بسبب السعة المحدودة، وفقاً لـ «Xeneta».وأضاف فان دي وو: «كان لدى الشاحنين بالفعل مخاوف بشأن سعة الشحن الجوي، بسبب الزيادات الهائلة في الطلب عام 2024، مدفوعة إلى حدٍّ كبير بالنمو غير العادي في سلع التجارة الإلكترونية التي يتم تصديرها من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة. السعة المتاحة في السوق محدودة بالفعل، لذا ستكافح شركات الطيران لنقل البضائع غداً، والتي كان من المفترض نقلها الجمعة».

من جهته، قال وزير النقل الأميركي بيت بوتيجيج، الجمعة، إن الحكومة تراقب على مدار اليوم، حيث تم تحديد المشكلة، «نوع من التأثيرات المتتالية أو المتتالية، حيث يعيدون كل شيء في شبكاتهم إلى طبيعته».

وتابع بوتيجيج: «هذه الأنظمة، تلك الرحلات، تعمل بشكل مُحكم جداً، بحيث لايزال بإمكانك الشعور بهذه التأثيرات طوال اليوم، حتى بعد معالجة السبب الجذري».

وأوضح أن أنظمة التشغيل التابعة لإدارة الطيران الفدرالية، مثل مراقبة الحركة الجوية أو معظم الأنظمة داخل وزارة النقل الأميركية، إضافة إلى أنظمة النقل الحضرية الرئيسية، مثل هيئة النقل في مدينة نيويورك، تعمل على الرغم من أنه قد تكون هناك مشكلات «موضعية» طوال اليوم، لكن «فيما يتعلق بشركات الطيران نفسها، فإننا نتوقع بالتأكيد المزيد هناك».

وأفادت شركة FedEx، في بيان، بأنها فعَّلت خطط الطوارئ، وتابعت: «التأخيرات المحتملة ممكنة لتسليم الطرود» المتوقعة الجمعة.

وقالت شركة UPS، في بيان، إن أنظمة الكمبيوتر بالولايات المتحدة وأوروبا تأثرت، لكن شركة الطيران الخاصة بها تواصل العمل بشكل فعَّال، والسائقون على الطرق لتوصيل الطلبات للعملاء.

وصرَّحت شركة UPS: «نواصل العمل لحل جميع المشكلات في أسرع وقت ممكن. قد يكون هناك بعض التأخير في الخدمة».

فيما أبلغت شركة سكك حديدية شحن رئيسية واحدة فقط في الولايات المتحدة عن مشكلات تتعلق بانقطاع تكنولوجيا المعلومات صباح الجمعة، حيث عانت شركة Union Pacific مستويات متفاوتة من التأثير عبر شبكتها، وبعض التأخيرات في معالجة شحنات العملاء.

وبحلول ظهر الجمعة، قالت شركة يونيون باسيفيك إنها «عادت للعمل»، وإن معظم شحنات عملائها كانت تتحرك، مع عودة السيولة الكاملة إلى شبكتها.

وذكرت شركات شحن رئيسية أخرى، بما في ذلك «CSX» و«Norfolk Southern» و«BNSF»، وهي شركة تابعة لشركة Berkshire Hathaway، أن عملياتها لم تتأثر حالياً.