الذكاء الاصطناعي يواجه معضلة توفير متطلباته
من الطاقة والمواد الخام والمعادن
يعد الذكاء الاصطناعي من القضايا الأكثر سخونة هذا العام، حيث تبحث أغلبية دول العالم في كيفية استفادة كل الصناعات تقريبا من هذه التقنية.
ولعل المطورين لهذه التقنية حريصون على تجربتها في كل مكان يمكنهم القيام به، ولكن تبقى هناك معضلة أساسية قد تواجه العمل بالذكاء الاصطناعي وهي متطلباته من الطاقة والمواد الخام.
وبينما طفت مشكلة الطاقة على السطح في العام الماضي، بعد قيام أحد العلماء بحسابات حول كمية الكهرباء التي ستحتاج إليها مراكز البيانات التي تستضيف أجهزة الذكاء الاصطناعي، بدأت التحذيرات تأتي بالقول إن استخدام الذكاء الاصطناعي سيعكس التحول من النفط والغاز إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لأن مراكز البيانات تتطلب إمدادات موثوقة وغير منقطعة من الكهرباء. وفي الوقت الحالي، يأتي ذلك فقط من المواد الهيدروكربونية والنووية.
ويبدو أن المشكلة تتركز في أن منشآت طاقة الرياح والطاقة الشمسية تحتاج إلى الكثير من النحاس، لأنها تتطلب الكثير من الكابلات، ولكن عند إضافة السيارات الكهربائية، سيبدو المستقبل مشرقا للغاية بالنسبة لعمال مناجم النحاس وكئيبا تماما لكل من يحتاج إلى النحاس.
ولعل صناعة تكنولوجيا المعلومات تخطط لإنفاق مئات المليارات من الدولارات على الذكاء الاصطناعي، أي مراكز بيانات جديدة وشبكات كهرباء جديدة، وبذلك أصبحت تلقائيا منافسا لمطوري التكنولوجيا الانتقالية، لأنهم جميعا بحاجة إلى نفس المواد.
وأصبحت التحذيرات بشأن نقص النحاس جزءا من المشهد الإخباري على مدار العامين الماضيين، ومع ذلك كانت صناعة التعدين بطيئة جدا في فعل أي شيء حيال ذلك، ربما لأن توقعات الطلب الصعودية لم تتحقق دائما، لا سيما في المركبات الكهربائية. لذا فإن عمال المناجم ينتظرون وقتهم حتى يبدأ الطلب القوي في إظهار علامات الظهور.
ومع ذلك، فإن هذا لا يؤدي إلى إنشاء مناجم نحاس جديدة، ولكنه يؤدي إلى خطط كبيرة بشأن مصادر المعادن الحيوية الضرورية.
ويبدو أيضا أن الوضع ليس بالشيء الجيد، إذ يتنافس الذكاء الاصطناعي والتحول على مجموعة واحدة من الموارد، ولكن هناك جانب مشرق، على الرغم من أنه ليس الجانب الذي يحب أصحاب المرحلة الانتقالية التحدث عنه، إن النمو الهائل في الطلب على مختلف المعادن والمعادن القادمة من المشاريع الانتقالية لم يتحقق حتى الآن، إذ تنخفض أسعار الليثيوم وكذلك انخفض النحاس، وكذلك الطلب على السيارات الكهربائية.
ومع ذلك، وعلى عكس المرحلة الانتقالية، يبدو الذكاء الاصطناعي جاهزا للانطلاق، وهناك قدر كبير من الزخم يتراكم خلفه، وكل ما يحتاجه حقا هو المعادن، والبلاستيك، والكهرباء. ومن ثم سيصبح الذكاء الاصطناعي مشكلة حقيقية في عملية التحول.