بعد يوم من إقرارها بالفشل في منع محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، استقالت أمس مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل.

وأكد الرئيس جو بايدن أنه ممتن لخدمات تشيتل وتكريسها حياتها لأمن الأميركيين طوال مسيرتها، مشيراً إلى أنه يعتزم تعيين بديل عنها قريباً.

Ad

من جانبه، ورغم إشادته بكفاءة أعضاء «الخدمة السرية» في قتل الشاب، الذي حاول اغتياله في 13 الجاري بولاية بنسلفانيا، برصاصة، اتهم ترامب بايدن ونائبته كامالا هاريس بالفشل في توفير الحماية الكافية له، مجدداً أنه «تعرض لإطلاق الرصاص من أجل الديموقراطية».

وبعد حصولها على «الدعم الكافي» لتصبح مرشحة الحزب الديموقراطي، أطلقت هاريس حملتها الانتخابية من ولاية ويسكونسن المتأرجحة، في وقت تبعثرت أوراق خصمها ترامب، الذي حوّلته محاولة الاغتيال الفاشلة منذ أسبوعين إلى «بطل» واثقٍ بالعودة إلى البيت الأبيض، لكنه بات الآن بعد تنحي بايدن أكبر مرشح في التاريخ الأميركي بـ 78 عاماً.

وخلال أول فعالية في حملتها، عبّرت هاريس (59 عاماً) عن أفكارها أمس الأول كمرشحة، وقارنت ترامب البالغ 78 عاماً بشخص «محتال»، مشددة وسط تصفيق أنصار للحزب الديموقراطي، على «أنها ستفوز» بالانتخابات.

ووعدت هاريس بجعل الحق بالإجهاض في صلب حملتها، قائلة: «سنناضل من أجل حق المرأة في التحكم بجسدها، علماً بأنه إذا سنحت الفرصة لترامب فسيقر حظراً على الإجهاض في كل ولاية».

في هذه الأثناء، برز أمام هاريس معضلة اختيار نائب لها، وهي استراتيجية معقدة تشمل حسابات للفوز في ولايات رئيسية، واستقطاب أصوات الناخبين المعتدلين أو أصوات النساء.

وتسعى هاريس إلى عدم الوقوع في الخطأ نفسه، وهي تبحث عن نائب ضمن حسابات تضمن لها الفوز بأصوات ولايات «حزام الصدأ» المتأرجحة، واستقطاب أصوات السود والمستقلين والنساء والأقليات.

وعملية الاختيار التي تحتاج عادة إلى أشهر عدة ستتم بسرعة؛ لأن الثنائي سيظهر خلال المؤتمر العام للحزب الديموقراطي في 19 أغسطس المقبل.

في المقابل، قد تأتي انتقادات ترامب لسنّ بايدن ولياقته بنتائج عكسية، لاسيما أنه ينافس هاريس (59 عاماً)، التي أحدثت زخماً ديموقراطيا، وحصلت على دعم أكثر من 2500 مندوب من حزبها، في حين ضخّ المانحون مبلغاً قياسياً يبلغ 81 مليون دولار في حملتها خلال 24 ساعة.

وأظهر أول استطلاع بعد تنحّي بايدن، أن ترامب سيفوز بـ 47 في المئة من الأصوات، مقابل 45 في المئة لهاريس، إذا جرت الانتخابات هذا الأسبوع.

وفي تفاصيل الخبر:

هاريس تنزل من طائرة الرئاسة الثانية في قاعدة أندروز أمس الأول (رويترز)

على الرغم من فوزه بالانتخابات في أول استطلاع أُجري بعد انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن، يواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب موجة من الارتباك أمام منافسته المحتملة كامالا هاريس، فقد أصبح المرشح الأكبر سنّا في تاريخ الانتخابات الأميركية، في حين تسير هاريس بخطى ثابتة لاقتلاع التذكرة الديموقراطية، معتمدةً على «الدعم الكافي» لتصبح المرشحة الرسمية للحزب، وتبرعات قياسية وصلت إلى 100 مليون دولار، فيما «قد يندم» ترامب على اختيار جي دي فانس مرشحا لمنصب نائب الرئيس.

وأظهر أول استطلاع بعد تنحّي بايدن، وشمل 4000 أميركي، أن ترامب سيفوز بـ 47 بالمئة من الأصوات، مقابل 45 بالمئة لهاريس، إذا جرت الانتخابات هذا الأسبوع، لتتراجع الفجوة بين المتنافسين من 6 نقاط إلى نقطتين فقط. كما أظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد مورنينغ كونسيلت أداء جيدا لهاريس في عدة فئات، منها الناخبون السود (أيدها 54 بالمئة مقابل 39 لبايدن)، والنساء، حيث تأخرت بـ 5 نقاط عن ترامب، في حين كان الرئيس الأميركي متأخرا بـ 12 نقطة.

غير أن هذا الاستطلاع لا يعطي إلا لمحة سريعة عن الرأي الأميركي، حيث اعتمد نتائج على المستوى الوطني، في حين ستجرى الانتخابات الرئاسية في ولاية تلو الأخرى، فضلا عن أن الحملة الرئاسية مليئة بالتقلّبات والمنعطفات التي تهدد بتغيير الرأي العام من الآن وحتى موعد الانتخابات في 5 نوفمبر المقبل.

التفاف ديموقراطي

وبينما أعلن رئيس اللجنة الوطنية بالحزب الديموقراطي، جيمي هاريسون، إجراء عملية ترشيح «مفتوحة وعادلة» تفرز مرشحا رسميا بحلول 7 أغسطس المقبل، حصلت نائبة الرئيس الأميركي هاريس على دعم غالبية المندوبين الديموقراطيين، لتصبح حاملة لواء حزبهم في السباق إلى البيت الأبيض، بينما سجلت أيضا رقما قياسيا بجمع التبرعات في يوم واحد.

وأطلقت هاريس في ولاية ويسكونسن، ذات الأهمية الكبيرة، حملتها الانتخابية وسط التفاف ديموقراطي أعربت عقبه عن فخرها بحصولها «على الدعم اللازم لأصبح مرشحة حزبنا... أتطلع إلى قبول الترشيح رسميا قريبا».

وأظهر استطلاع غير رسمي، أجرته «أسوشيتد برس»، أن هاريس حصلت على دعم أكثر من 2500 مندوب، أي أكثر بكثير من عدد 1976 مندوبا اللازم الحصول على أصواتهم للفوز بترشيح الحزب في الأسابيع المقبلة.

وقدمت كامالا لمحة عن خططها لمهاجمة ترامب بحديثها عن ماضيها في ملاحقة «المعتدين» و»المحتالين»، عندما كانت المدعي العام لكاليفورنيا، فيما التفّ حولها عدد متزايد من الزعماء الديموقراطيين، تتقدمهم رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، والرئيس السابق بيل كلينتون، في حين أحجم الرئيس الأسبق باراك أوباما عن تأييدها حتى الآن.

كما احتشد المانحون وراء هاريس، حيث ضخّوا مبلغا قياسيا (81 مليون دولار) في حملتها خلال 24 ساعة بعد تنحي بايدن، فيما ذكرت صحيفة ذا هيل الأميركية أن حملتها جمعت أكثر من 100 مليون دولار في غضون يومين، مشيرة إلى أن أكثر من مليون شخص ساهموا في التبرع.

ارتباك جمهوري

في المقابل، انزلق المرشح الجمهوري ترامب إلى حالة من الغضب والارتباك إزاء انسحاب بايدن، ونشر عددا كبيرا من التعليقات اللاذعة على منصته «تروث سوشيال»، أعرب فيها عن أسفه للوقت والمال الذي استثمره فريقه «في محاربة بايدن المحتال».

وكتب «الآن علينا أن نبدأ من جديد»، متسائلا عمّا إذا كان ينبغي الآن «تعويض حزبه عن الاحتيال»، وذلك بعد أسبوعين من محاولة اغتيال حوّلته إلى «بطل يمشي في طريق مفتوح نحو السلطة، بعد أن أنقذته معجزة من الموت»، وفق تعبير صحيفة ليكسبيرس الفرنسية، مؤكدة أن تنحّي بايدن وجّه ضربة موجعة للمرشح الجمهوري.

ويجد ترامب (78 عاما) نفسه للمرة الأولى منذ فترة طويلة في موقف دفاعي، لأنه تحدث مرارا عن عُمر «جو النعسان»، لكنّه أصبح الآن أكبر مرشح رئاسي في التاريخ الأميركي في مواجهة منافسة تصغره بـ 20 عاما، وهي نائبة الرئيس الحالية، هاريس (59 عامًا).

في هذا السياق، أوضح الأستاذ في جامعة جورج تاون، المستشار السابق لباراك أوباما، تشارلز كوبشان، أن على المرشح الجمهوري إعادة بناء كل شيء، «وقد يندم على اختيار جي دي فانس نائبا محتملا له»، مضيفا أنه «من خلال تعيين هذا الرجل العصامي، الذي يتحدر من عائلة فقيرة، أراد ترامب جذب الطبقة العاملة البيضاء، التي تعيش في المناطق غير الصناعية وسط الولايات المتحدة، لكننا لا نستطيع الفوز في الانتخابات بالاعتماد فقط على هؤلاء الناخبين».

وأكد أنه «من الناحية الاستراتيجية، ربما كان من الأفضل لترامب أن يختار شريكا أكثر اعتدالا يستطيع استمالة الناخبين المستقلين والنساء والجمهوريين المعتدلين الذين يعيشون في ضواحي الولايات الرئيسية»، مشيرا إلى أن فريق الحملة الجمهورية سيسعى إلى إيجاد زوايا جديدة للهجوم على هاريس «القادرة على استعادة بعض الناخبين الشباب السود واللاتينيين الذين أداروا ظهورهم للديموقراطيين بسبب خيبة أملهم».