الصين توحد الفلسطينيين

«إعلان بكين»: حكومة جامعة مؤقتة لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة بعد انتهاء الحرب
• توحيد المؤسسات الفلسطينية وإجراء انتخابات عامة لمواجهة العدوان وإعادة الإعمار
• وانغ يي: سنواصل دورنا في الحفاظ على سلام الشرق الأوسط واستقراره
• «حماس»: تفاهماتنا تضع سداً أمام التدخلات الإقليمية والدولية لفرض وقائع على شعبنا
• إسرائيل تهاجم عباس وتتعهد بسحق الحركة ومنع أي محاولة لإشراكها في الحكم

نشر في 24-07-2024
آخر تحديث 23-07-2024 | 20:39
وانغ يي متوسطاً أعضاء الفصائل الفلسطينية بدار الضيافة في بكين أمس (رويترز)
وانغ يي متوسطاً أعضاء الفصائل الفلسطينية بدار الضيافة في بكين أمس (رويترز)

في ثاني أكبر اختراقاتها السياسية بالمنطقة بعد نجاحها في إعادة العلاقات بين السعودية وإيران في مارس 2023، تمكّنت الصين من إنهاء الانقسام المرير والمستمر منذ 17 عاماً بين الفصائل الفلسطينية، وتوحيد قادتها على تشكيل «حكومة وفاق وطني شاملة» لإدارة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وممارسة سلطاتها وصلاحياتها على كل الأراضي الفلسطينية بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي.

وبعد سلسلة جولات بدأت في أبريل الماضي وشهدت خلافات وتبادل اتهامات، وقّع 14 فصيلاً فلسطينياً أمس «إعلان بكين»، في حضور وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ومشاركة رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول، والقيادي في حركة حماس موسى أبومرزوق.

ونص الإعلان الصادر بعد دخول حرب غزة شهرها العاشر، على أن «تبدأ حكومة الوفاق بتوحيد كل المؤسسات الفلسطينية في أراضي الدولة، والمباشرة في إعادة إعمار غزة، والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف اللجنة المركزية بأسرع وقت وفقاً لقانون الانتخابات المعتمد في إطار منظمة التحرير».

واتفقت الفصائل «على توحيد الجهود لمواجهة العدوان ووقف حرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال وقطعان المستوطنين بدعم ومشاركة الولايات المتحدة»، رافضة بحزم «كل أشكال الوصاية ومحاولات سلب الشعب الفلسطيني حقه في تمثيل نفسه أو مصادرة قراره الوطني المستقل».

وأعلنت الالتزام بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ورفض تهجير شعبها من أرضه، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان وتوسعه، داعية إلى العمل على «فك الحصار عن الضفة وغزة، وإيصال المساعدات دون أي شروط وقيود».

من جهته، أشاد وزير الخارجية الصيني بتوقيع «إعلان بكين»، موضحاً أن «أهم نقطة هي الاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة لإدارة غزة بعد الحرب»، معتبراً أن «الفلسطينيين أنفسهم هم مَن يجب أن يديروا فلسطين».

وشدد وانغ يي على أن «المصالحة شأن داخلي، لكن لا يمكن أن تتحقق من دون دعم المجتمع الدولي»، داعياً العالم إلى «توفير الدعم للحكومة الفلسطينية المنتظرة، لتتمكن من السيطرة بشكل فعّال على غزة والضفة الغربية».

وبينما أكد وانغ يي حرص بلاده على مواصلة القيام بدور بناء في «الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، كرر دعوته إلى «وقف إطلاق نار شامل ودائم وقابل للتطبيق في غزة، ودخول المساعدات والإغاثة»، رافضاً «أي عذر يبرر وقوع ضحايا مدنيين وإطالة أمد الحرب».

وخلال مؤتمر مشترك، قال أبومرزوق: «اليوم نوقع اتفاقية للوحدة الوطنية، نقول إن الطريق من أجل استكمال هذا المشوار هو التمسك بها والدعوة لها».

من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي لـ «حماس» حسام بدران أن «إعلان بكين»، الذي حمل جملة من التفاهمات السياسية العامة دون تحديد آليات تنفيذية وجداول زمنية، «يضع سداً منيعاً أمام كل التدخلات الإقليمية والدولية التي تسعى لفرض وقائع ضد مصالح الشعب الفلسطيني وإدارة شأنه بعد الحرب».

بدوره، عبر العالول عن شكره للصين، وقال إن «لها مكانة خاصة للغاية في قلوب الفلسطينيين أطفالاً ونساءً ورجالاً من خلال دورها في مسيرة النضال الفلسطيني ودعمها الذي لا يتوقف على الإطلاق».

في المقابل، هاجم وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكداً أنه «بدلاً من رفض عباس الإرهاب، يحتضن القتلة من حماس ويكشف عن وجهه الحقيقي».

وكتب كاتس، على «إكس»: «في الواقع، لن يحدث هذا لأن حكم حماس سيُسحق، وعباس سيراقب غزة من بعيد. إن أمن إسرائيل سيظل في أيديها وحدها».

back to top