خريف ظفار... وجهة فريدة في عالم السياحة

مناظر طبيعية خلابة يكسوها رذاذ المطر ورحابة قلوب أهل عُمان

نشر في 26-07-2024
آخر تحديث 25-07-2024 | 17:28

برذاذ المطر واخضرار الجبال والوديان والسهول، انطلق موسم خريف ظفار، إيذاناً ببدء استقبال زوّاره من السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها، على مدار 90 يوما، اعتباراً من 21 يونيو حتى 21 سبتمبر المقبل، تستقبل فيها محافظة ظفار وولاياتها الـ 11 المترامية الأطراف وتنوّع أشكال الطبيعة التي تحتضنها، زوّارها برائحة اللُّبان الزكية، والقهوة والحلوى المحضّرة على طريقة أهل السلطنة على «بوابات القادمين» الى أراضيها في مطار صلالة، حتى قبل إنهاء إجراءات السفر للدخول الى أراضيها.

أرض ظفار لا تعرف الصيف وتفتن زوارها بجمال موسمها

يستقبل موسم خريف ظفار زواره من مختلف السياح على طريقة أهل السلطنة المعروفة برحابة الصدر وبشاشة الابتسامة، وكرم الضيافة العربية في مختلف المناطق السياحية، حتى يستشعر السائح مشاعر ترحيب الأهل كأنه بموطنه الأصلي.

«الجريدة» التي تلقت دعوة من وزارة التراث والسياحة في سلطنة عمان، بمناسبة انطلاق موسم خريف ظفار، جالت على ساحل محافظة ظفار المطلّ على بحر العرب وجبال ووديان المحافظة برحلة سياحية كستها غيوم موسم الخريف، وسط رذاذ المطر الذي لا يكاد ينقطع، وفرشة الأرض بالعشب والزّهر، في مناظر طبيعية خلابة، وقد شقّت أشجار اللبان الجبال والسهول والوديان بروائحها العطرية التي يتنفسها الزوار.

وتتعدد الوجهات السياحية في إجازات الصيف أمام الكثيرين، إلّا أن الوجهات التي يقصدونها للسياحة تندُر إذا أرادوا أن يجمعوا بين أجواء باردة ولطيفة وغيوم وأمطار لطيفة تكسو سماء وجهاتهم السياحية، لتغطيهم بظلالها طوال فترات تنزّههم، في ظل أمن وأمان يحتويهم ومرافقيهم طوال فترة رحلات الاستجمام والاسترخاء، وفي ضفاف رحابة صدر وطيبة تعامل أهل البلاد التي يقصدونها، والتي قد لا يجدها السائح إلّا في رحاب السلطنة وبين شعبها المضياف.

طبيعة فريدة

يتميز موسم خريف ظفار بأجواء باردة ودرجات حرارة لا تتجاوز 21 درجة سيليزية، كأنها لا تعرف الصيف، وبتنوّع جغرافي يُذهل الأبصار ومسطحات خضراء تكسو الجبال والسهول، وبنية تحتية مُعدّة لضمان سهولة الوصول الى الأماكن السياحية عبر طرقات آمنة وحديثة ومرافق تلبّي احتياجات الزوار، ومقاهٍ ومطاعم متنوعة، وسط ثقافة أصيلة ومجتمع مرحّب بزواره.

ولا تغيب الفعاليات الاستثنائية والمختلفة عن الأماكن السياحية من فعاليات خارجية وعالمية وتجارب مختلفة مناسبة لكل الفئات العمرية بتجارب مثرية لكل فرد طوال فترات الموسم، وبشكل غير متكرر.

الغيوم والضباب ترسم لوحة جمالية تفوح برائحة اللُّبان

وتمتاز محافظة ظفار بأماكن عديدة غير مكتشفة، ويفتح موسم خريف ظفار بوابة استكشافها لتضيف طابعاً وعنصر بهجة لدى الزوّار بتجارب فريدة خلال رحلتهم السياحية.

وما يمنح تلك التجارب الفرادة والتميّز أيضا، تساقط الشلالات الطبيعية من أعلى الجبال وتشكيل ممرات مائية عذبة، وفضلا عن تكوين البرك المائية وتدفّق العيون المائية التي تأخذ الزوار الى سرّ من أسرار تكوين الطبيعة في مناطق دون غيرها من مواقع أخرى، مما يجعل تجربة الزوار فريدة لا تُنسى، وتدفعه الى تكرارها في مواسم الخريف القادمة.

تلاقي الحضارات والتراث

وغنيّ عن التعريف أن سلطنة عمان أرض مهد الحضارات منذ قديم الأزل، فتاريخها يمتد الى آلاف السنين قبل الميلاد، وذلك يعود الى موقعها الجغرافي على خريطة شبه الجزيرة العربية، الذي جعل منها أرضا تقصدها الشعوب وتتلاقى في أغلب الحضارات، وهو الأمر الذي يضفي بُعدا آخر الى موسم خريف ظفار باستكشاف تاريخ المنطقة الثريّ عبر المتاحف الرسمية والخاصة لمواقع أصبحت نادرة في شبه الجزيرة العربية اليوم، وتزخر أراضي السلطنة بعدد من المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي بالـ «يونسكو».

موقع «البليد»، وهو موقع أثري قديم، يقع على الشريط الساحلي لمدينة صلالة في محافظة ظفار، ويعد من أهم المواقع الأثرية في عمان نظرا لمكانته عبر التاريخ وماضيه القديم، وهو اليوم أحد أهم المزارات التاريخية الثقافية، ويضم متحف أرض اللبان، ومسجل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في المناطق التابعة لطريق اللبان، ويكشف لزائريه أسرار الماضي التي تتمتع بها السلطنة، وما أسهم فيه موقعها جنوب شبه الجزيرة العربية وصولا إلى أقصى شمالها، وما ورائها.

كما تمتاز ولايات محافظة ظفار بعدد من القلاع والحصون التي تم بناؤها في الماضي، وبقيت شاهدا في وقتنا الحاضر لتروي قصصها أحداثها على مرتاديها، إذ تستقبل زوارها بمرافق متكاملة ومهيأة تضفي بعدا آخر للاستمتاع في الحديث عن تاريخ تلك الشواهد.

جدول الرحلات والفعاليات

انطلاقا من مسؤولياتها، أطلقت وزارة التراث والسياحة في السلطنة تطبيقا خاصا للهواتف المحمولة معنيا بـ «مواسم ظفار»، إضافة إلى حساب «خريف ظفار» و«اكتشف عمان» عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، معنية بتغطية الفعاليات أمام السياح، ومنحهم جداول فعاليات الموسم طوال فترته الممتدة 90 يوما، مما يتيح لهم فرصة أكبر في ترتيب رحلاتهم السياحية لضمان استمتاعهم بمواقع الطبيعة الخلابة والفعاليات والاحتفاليات الممتعة والمسلية التي تناسب مختلف الفئات العمرية ومختلف الأذواق.

الثقافة والفن

لم يغب عن موسم ظفار تنظيم الفعاليات الفنية والثقافية والتراثية والأنشطة الرياضية، إضافة إلى المعارض المتخصصة للمجوهرات والعطور والأزياء.

رؤية السياحة

تتخذ سلطنة عمان من السياحة رؤية لها، فمكتب رؤية عمان 2040 بوزارة التراث والسياحة يُعنى بمتابعة وضمان التكامل بين التخطيط والتنفيذ في الوزارة لتحقيق مستهدفات رؤية عمان 2040، كما أنه حلقة الوصل بين الوزارة ووحدة متابعة تنفيذ الرؤية في كل ما يتعلق بتحقيق مستهدفاتها في القطاع السياحي.

الإقامة والمنتجعات

تتوفر الإقامة في منتجعات وفنادق من 5 نجوم وأقل على طول الشريط الساحلي لولاية ظفار، لمختلف الفئات، تمنح السياح الاستمتاع بالأجواء وقت إقامتهم، والاستمتاع بمرافقها وأنشطتها المختلفة، والجدير بالذكر أن الجهات الرسمية تمنح تراخيص التملك الحر لمختلف النماذج العقارية، من خلال قنواتها الرسمية.

المرشدون السياحيون

وانطلاقا من حرص وزارة التراث والسياحة في سلطنة عمان على سلامة زوارها في فترة ممارسة أنشطة المغامرات، وفّرت شركات سياحية، عبر تراخيص رسمية، شبابا عمانيين مدربين ومهيئين يرافقون السياح إلى مقاصدهم ووجهاتهم السياحية المختلفة.



أكشاك النارجيل

على امتداد الطريق وبجانب المزارع تقع أكشاك تعرف بـ «أكشاك النارجيل»، تبيع لمرتاديها المنتجات الزراعية الطازجة من مختلف الثمار الطبيعية الموسمية، التي تحتضنها المزارع المختلفة في محافظة ظفار، وعرفت بأكشاك النارجيل لبيعها «جوز الهند» الذي يطلق عليه اسم النارجيل.



مدينة أتين سكوير

تعد مدينة أتين سكوير متكاملة بفكرة مختلفة عبر ألعاب الترفيه وفعاليات لعروض موسيقية ومسرحية، وكرنفالات متنوعة ومختلفة، كما تضمن فعاليات مختلفة، وتفتح المدينة أبوابها أمام زوارها من الخامسة عصراً حتى منتصف الليل، بفعاليات مختلفة وغير متكررة تضفي البهجة على مرتاديها من جميع الفئات العمرية.

وإلى جانب المدينة توجد حديقة «كيدي تايم» التي تتميز بقرى متنوعة عبر تصاميم عالمية ومدن متنوعة، وعروض حركية، وشخصيات كرتونية، فضلاً عن كرنفالات متنوعة ومختلفة وألعاب مناسبة لفئة الأطفال.



وادي الدربات

يعتبر وادي الدربات من أهم المعالم السياحية الطبيعية الذي يتجلى بأبهى صوره، ويحرص سياح موسم ظفار على زيارته، لما يمتاز به من معالم طبيعية تأسر الأنظار وتخطف قلوب مرتاديه، لما يضم من بحيرات تغذيها شلالات متفرقة ومختلفة، وعيون طبيعية، وكهوف تكتسي بخضرة موسم الخريف حصرا على امتداد البصر، ويصل طوله الى نحو سبعة كيلومترات.

وتمتد على ضفاف البحيرات أكشاك المطاعم والمقاهي والجلسات العائلية والمقاعد والممرات المرصفة، لتمنح مرتاديها سهولة التنزه والاستمتاع بالأجواء الطبيعية الخلابة، فضلا عن توافر قوارب التنزه بمختلف الأشكال والأحجام والتصاميم الذكية، وتمنح المكان رونقا وطابعا خاصا بها، وتجذب مرتاديها لتجربة التنزه فيها.

back to top