تعرضت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أطلقها خلال زيارته لواشنطن إلى إنشاء هيكل أمني مستقبلي محتمل في أوروبا إلى رفض سياسيين من الائتلاف الألماني الحاكم.

وكان الرئيس الفرنسي، قال لقناة «تي إف 1» الفرنسية، إنه ناقش النظام الأمني ​​المستقبلي في أوروبا مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، واعتبر أن هندسة الأمن المستقبلية في أوروبا يجب أن تشمل ضمانات لروسيا.

وأضاف: «يجب أن نفكر في الهيكل الأمني ​​الذي سنعيش في ظله غداً. نحن نتحدث بشكل خاص عن كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الناتو يقترب من حدود روسيا، وينشر أسلحة يمكن أن تهددها».
Ad


وقال نيلس شميد، خبير السياسة الخارجية في الحزب «الاجتماعي الديموقراطي» SPD أحد أحزاب الائتلاف الحكومي الثلاثي الذي يضم أيضاً «الخضر» و»الديموقراطي الحر» FDP، لصحيفة «دي فيلت»، إن «كلمات ماكرون مفاجئة. حلف شمال الأطلسي (ناتو) لم يهدد مطلقاً روسيا، لكنه أنشأ إطاراً مشتركاً للقضايا الأمنية مع القانون التأسيسي لناتو ـ روسيا».

وتابع أن الأمر يتعلق الآن بضمان الأمن الأوروبي في مواجهة وضد روسيا. وقال: «مادام أن روسيا تنتهج سياسة خارجية استعمارية، فإن نظام سلام لعموم أوروبا بما في ذلك روسيا أمر غير ممكن».

من جانبه، أشاد أولريش لشته، خبير السياسة الخارجية في FDP، بجهود ماكرون الدبلوماسية، قائلاً: «إنها مبادرة جيدة، لكن استعداد روسيا وأوكرانيا هو الشرط الأساسي لمثل هذه المفاوضات. لقد جاء العدوان دائماً من موسكو».

وقال زميله في حزب «الخضر» يورغن تريتين للصحيفة: «الضمانات الأمنية مهمة، لكن ليس من جانب واحد. أولئك الذين يطالبون بها يجب أن يوضحوا أولاً وعود الضمانات الأمنية لأوكرانيا».

الأمن الأوروبي

في المقابل، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إنه ينوي جعل ألمانيا أحد الضامنين الأساسيين للأمن الأوروبي عبر خطة استراتيجية جديدة. وكتب في مقال لمجلة «فورين أفيرز» الأميركية نُشرت، أمس، أن «دور ألمانيا الجديد يتطلب ثقافة استراتيجية جديدة واستراتيجية الأمن القومي التي سنقرّها في غضون أشهر قليلة ستأخذ ذلك بعين الاعتبار».

وتهدف استراتيجية الأمن القومي إلى إعداد ألمانيا لمواجهة التهديد الجديد في أوروبا بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا. ومن المقرر تقديمها في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن في فبراير المقبل.

وأكد أن بلاده تأخذ على عاتقها «تحمل المسؤولية باعتبارها أحد الضامنين الرئيسيين للأمن في أوروبا»، موضحاً أنه للقيام بذلك يجب على ألمانيا الاستثمار في جيشها، وتعزيز صناعة الأسلحة الأوروبية، وزيادة وجودها العسكري على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتدريب القوات المسلحة الأوكرانية وتجهيزها.

كما حذر المستشار الألماني من إثارة حرب باردة جديدة من خلال تقسيم العالم إلى كتل ودعا إلى بذل كل الجهود الممكنة لبناء شراكات جديدة.

وأوضح، أن «على الغرب الدفاع عن القيم الديموقراطية وحماية المجتمعات المنفتحة لكن علينا أيضاً تفادي إغراء تقسيم العالم مرة أخرى إلى كتل، وهذا يعني بذل كل جهد ممكن لبناء شراكات جديدة بطريقة براغماتية وبدون حواجز أيديولوجية».

وفي خطوة قد تعمق التباينات مع فرنسا، التي كانت ترغب ببيع ألمانيا مقاتلات من صنعها، أكد المستشار الألماني «تمسّك ألمانيا بالتزاماتها بموجب اتفاقيات الناتو بشأن المشاركة النووية، بما في ذلك من خلال شراء طائرات مقاتلة من طرازF35 ذات الاستخدام المزدوج» في صفقة تبلغ قيمتها نحو 10 مليارات يورو، في حين نفت وزارة الدفاع الألمانية صحة تقرير سرب عنها تحذر فيه من وجود مخاطر جديدة كبيرة في صفقة شراء مقاتلات من طراز F35 للقوات الجوية الألمانية.