بن غفير يسمح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي
نتنياهو ينفي وغالانت يحذر من إشعال المنطقة والسلطة تعتبره لعباً بالنار
في خطوة تمس الوضع القائم بالمنطقة المقدسة التابعة للأوقاف الإسلامية الأردنية، وتمثل حرجاً لرئيسه بنيامين نتنياهو الموجود في واشنطن، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، أمس، السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقال بن غفير، المسؤول عن شرطة الاحتلال المكلفة منع اليهود من ممارسة طقوس دينية خلال زيارتهم الحرم المقدسي: «أنا المستوى السياسي، والمستوى السياسي يسمح بصلاة اليهود في جبل الهيكل» التسمية التوراتية للمنطقة التي تضم «الأقصى» ومسجد قبة الصخرة، والتي يزعم الصهاينة أنهما بُنيا على أنقاض «هيكل سليمان».
وأضاف الوزير، الذي يتزعم حزب «القوة اليهودية»، خلال مؤتمر في الكنيست، أنه سيسمح لليهود بالصلاة على مدار الساعة بالمنطقة التي كان يُسمح بزيارتها فقط، لافتاً إلى أن «جبل الهيكل يمر بتغيير، ونحن جميعاً نفهم ما أتحدث عنه. ما يجب أن يقال بهدوء سيتم قوله بهدوء».
وفور إطلاقه لإعلانه الاستفزازي، سارع نتنياهو من واشنطن إلى التأكيد أن «الوضع الراهن في جبل الهيكل لم يتغير ولن يتغير».
وحذّر وزير الأمن، يوآف غالانت، من خطوة بن غفير، مشيراً إلى أنه «شخص مريض بإشعال الحرائق، ويحاول إشعال الشرق الأوسط».
وأكد غالانت معارضته لإدخال بن غفير إلى كابينيت الحرب المصغر، لأن ذلك «سيسمح له بتطبيق مخططاته».
في المقابل، اعتبرت دائرة شؤون القدس بمنظمة التحرير الفلسطينية، أن مخططات وتصريحات بن غفير بشأن السماح لغير المسلمين بالصلاة في «الأقصى» لعب بالنار سيحرق مَنْ يشعلها.
وقالت الدائرة، في بيان، إن الشعب الفلسطيني ومن خلفه الأمتان العربية والإسلامية والمناصرون للحقوق الفلسطينية المشروعة، يرفضون مثل هذه الممارسات المخالفة لكل الأعراف والقوانين الكونية والربانية، وللوضع القائم المعمول به في الأماكن المقدسة بمدينة القدس منذ عقود طويلة.
كما رأت حركة الجهاد الإسلامي الخطوة بأنها وصفة لإسالة الدماء، والتمهيد لشن حرب تطهير عرقي ضد المسلمين.
جاء ذلك في وقت أرجأت إسرائيل إرسال وفدها التفاوضي إلى الدوحة لمناقشة تهدئة غزة، في حين كذّب مصدر مصري مسؤول تقارير عن قبول نتنياهو بترتيبات تشمل تكثيف الإغاثة للقطاع الفلسطيني المنكوب، وتمهّد لصفقة تبادل محتجزين مع حركة حماس، معتبراً أنها محاولة لتغطية الخطاب التاريخي الذي ألقاه نتنياهو أمس أمام الكونغرس الأميركي.
وفي تفاصيل الخبر:
كذّب مصدر مصري رفيع المستوى تقارير سربتها دوائر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن قبوله ترتيبات تسمح بتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة بالإضافة إلى شروط القاهرة الأمنية بشأن ضرورة انسحاب قوات الاحتلال من محور فيلادلفيا الفاصل بين القطاع الفلسطيني وسيناء ومعبر رفح البري.
وقبل ساعات من كلمة قاطعها العديد من نواب الحزب الديموقراطي في الكونغرس الأميركي أمس، نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن المصدر قوله «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لاستباق كلمته بواشنطن بادعاءات غير صحيحة حول السماح بخروج المصابين الفلسطينيين وتكثيف عمليات الإغاثة الإنسانية بالقطاع المنكوب وتحقيق تقدم باتفاق التهدئة» الذي تتوسط به مصر وقطر.
ونفى المصدر وجود وفود إسرائيلية أو فلسطينية بالقاهرة للتباحث حول التهدئة أو إبلاغ الدولة العبرية لمصر ردها حول مقترح التهدئة، مشيراً إلى أن ما يتم تداوله هو تسريبات إسرائيلية للتغطية على خطاب نتنياهو الذي يتعرض لضغوط أميركية وداخلية كبيرة لقبول عقد صفقة تبادل مع «حماس» لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل هدنة قد تفضي إلى إنهاء العدوان المتواصل منذ ما بعد السابع من أكتوبر الماضي.
وتزامن ذلك مع تحذير وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه من خطورة قرارات الاحتلال التي تعرقل مساعي التوصل لحل الدولتين والتي كان من آخرها اعتبار «الكنيست» وكالة «أونروا» منظمة إرهابية ورفض إقامة الدولة الفلسطينية.
في المقابل، نقل عن نتنياهو خلال لقاء مع رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، قوله إن «مفتاح صفقة جيدة هو المزيد من الضغط العسكري وحظر إبقاء حماس بغزة، ومطلب حماس هو أن نغادر القطاع». وأضاف: «أنا أضع السياسة الحزبية كلها جانباً وملتزم بتحرير جميع المخطوفين رغم أن إسرائيل موجودة في حرب وجودية».
وفي تطور يمثل تجاوزاً للوضع القائم بحرم المسجد الأقصى وإحراجاً لنتنياهو خلال تواجده بواشنطن، أعلن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أنه يسمح لليهود بأداء الصلوات في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقال بن غفير، زعيم حزب «القوة اليهودية» المتطرف، المسؤول عن الشرطة التي يقع على عاتقها منع اليهود من أداء طقوس دينية خلال زيارتهم للمنطقة: «صليت هناك الأسبوع الماضي ونحن نصلي بجبل الهيكل» التسمية التوراتية للحرم القدسي الذي يتبع دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية.
وأشار إلى أنه تشاجر مع نتنياهو عندما أمر بإغلاق المنطقة أمام اليهود في نهاية رمضان الماضي، زاعماً أن «جبل الهيكل لنا».
ولفت إلى أن «جبل الهيكل يمر بتغيير، نحن جميعاً نفهم ما أتحدث عنه، ما يجب أن يقال بهدوء سيتم قوله بهدوء».
وعقب وزير الأمن، يوآف غالانت على تصريحات بن غفير، بأنه «يجلس في الحكومة الإسرائيلية شخص مريض بإشعال الحرائق ويحاول إشعال الشرق الأوسط».
وأضاف غالانت: «أعارض أي مفاوضات لإدخاله إلى كابينيت الحرب المصغر، فهذا سيسمح له بتطبيق مخططاته»، كما سارع ديوان نتنياهو بالرد على بن غفير زاعماً أن «سياسة إسرائيل بالحفاظ على الوضع القائم في جبل الهيكل لم ولن تتغير».
وفي أول رد فعل فلسطيني، وصفت حركة «الجهاد» تصريحات بن غفير بأنها «وصفة لإراقة الدماء عبر المساس بالمقدسات»، متهماً إياه بالسعي إلى «خلق بيئة لعملية تطهير عرقي استعد لها جيداً بتسليح عصابات المستوطنين»، في وقت ارتفع عدد قتلى الضفة إلى 11 خلال ساعات.