أوكرانيا تبلّغ الصين استعدادها للتفاوض مع روسيا
موسكو تحذّر سيول وتتهم واشنطن بالسعي للهيمنة على منطقة القطب الشمالي
أبلغ وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم ، نظيره الصيني وانغ يي، في محادثات جرت لأكثر من 3 ساعات في مدينة غوانغتشو الجنوبية، أن كييف منفتحة على المحادثات مع روسيا إذا كانت مستعدة للتفاوض بحُسن نية، وهو ما قال إنه لا يرى دليلا عليه حتى الآن.
ونص بيان من وزارة الخارجية الأوكرانية على أن «كوليبا أكد مجدداً أن كييف مستعدة للدخول مع الجانب الروسي في التفاوض بمرحلة معينة، عندما تكون روسيا مستعدة للمحادثات بحسن نية، لكنه أكد أن مثل هذا الاستعداد غير ملحوظ حاليا».
وأضاف أن كييف منفتحة على «الحوار والتفاوض مع روسيا بعقلانية وجوهرية» لتحقيق السلام العادل والدائم، لافتاً أنها تولي أهمية لآراء الصين، ودرست بالفعل بعناية 6 تفاهمات مشتركة حددتها مع البرازيل بشكل مشترك من أجل حل سياسي للأزمة الأوكرانية.
من جهته، جدد وزير الخارجية الصيني الدعوة إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، محذرا من مخاطر استمرار التصعيد وتمدده بعد دخول الأزمة عامها الثالث.
وأكد وانغ التزام الصين الشديد بالتسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى التفاهمات الستة المشتركة التي وضعتها مع البرازيل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، بما في ذلك مبادئ إدارة الصراع وخطة السلام والتدابير لمنع المخاطر النووية، وضمان استقرار سلاسل الصناعة والتوريد.
وقال إن الصين تدعم كل الجهود التي تؤدي إلى السلام، بعد أن أبدت روسيا وأوكرانيا استعدادهما للمفاوضات، مشددا على موقف بكين بمواصلة دورها في إيقاف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام.
وفي روسيا، حذّر نائب وزير الخارجية، أندريه رودينكو، من أن موسكو لن تتجاهل أي عمل تتخذه كوريا الجنوبية وستردّ عليه.
وجاءت تصريحاته تلك، بعد أن ذكرت سيول الشهر الماضي أنها يمكن أن تغيّر حجم وطبيعة الدعم الذي تقدّمه لأوكرانيا، في أعقاب تبنّي معاهدة شراكة استراتيجية شاملة بين روسيا وكوريا الشمالية.
وحذّر رودينكو سيول من القيام بأي عمل متسرع يمكن أن يزيد من التوترات في شبه الجزيرة الكورية، ودعاها إلى التركيز على مصالحها الأمنية الخاصة، بدلا من مصالح دولة ثالثة.
بدورها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، أن الاستراتيجية الأميركية المحدثة في القطب الشمالي تهدف بوضوح إلى تصعيد التوترات العسكرية والسياسية في المنطقة.
واعتبرت ان الاستراتيجية التي نشرتها وزارة الدفاع (البنتاغون) تشير إلى أن مقاربات واشنطن تهيمن عليها سيناريوهات القوة لضمان مصالحها في هذه المنطقة.
وقالت: «إن التدخل المخزي للوزارة العسكرية الأميركية في قضايا التعاون مع الدول الأخرى في القطب الشمالي، المنصوص عليه في الاستراتيجية التي نشرتها (البنتاغتون)، يتطلب اهتماما خاصا، ومن الطبيعي أن يترتب على ذلك من أيديولوجيات العصر الحديث أن واشنطن تشعر بالقلق مرة أخرى بشأن التعاون بين روسيا والصين».
ووفق هذه الاستراتيجية، فإن الولايات المتحدة تراقب التفاعل المتزايد بين روسيا والصين في القطب الشمالي، وتشعر بالقلق إزاءه.
وجاء في بيان «البنتاغون» أن التغيرات الجيوسياسية الكبرى، بما في ذلك الصراع الأوكراني، وانضمام فنلندا والسويد إلى «ناتو»، وزيادة التعاون بين الصين وروسيا، فضلا عن العواقب المتزايدة لتغيّر المناخ، «تخلق الحاجة إلى تطوير نهج استراتيجي جديد تجاه القطب الشمالي».