كثيرة هي الأقوال في صحة الأحاديث النبوية الواردة عن حقيقة الطب النبوي وما ورد عن النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، من أدوية وعلاجات، في حين كل من جرب هذه الوصفات المباركة يثبت صحة الأحاديث المباركة، كما أن ابن القيم الجوزي أوردها في كتاب اعتمده كل الباحثين إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى علاجات الحكيمين ابن سينا والرازي وغيرهما.

لقد عكف كثير من الباحثين المسلمين والأجانب على دراسات مطولة في إثبات ذلك علميا كمواد طبية معالجة شافية وسهلة الاستعمال، بالإضافة إلى تغيير الحياة المرضية واتباع الحميات والصيام أثناء المرض وبعده (النقاهة) كما ورد في السنن النبوية الطبية! وكثيرة هي الأساليب والطرق السهلة التي جاءت عن النبي، عليه الصلاة والسلام، وعالجت بها أم المؤمنين السيدة عائشة ونصحت بها بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.

Ad

فعلى سبيل المثال لا الحصر الحجامة واستعمال المشرط أو الكي (البارد أو الحار) في بعض الأحيان، ذلك مما يصادق ما جاء به الصحابي أبوهريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء»، هذا بالإضافة إلى استعمال اللبخات العشبية للآلام الشديدة وعلاج الكسور والرضوض المبرحة، كما استعملت الأعشاب بطرق مختلفة كأدوية طبيعية، هذا بالإضافة إلى ماء زمزم والقرع والتلبينة والقسط وغيرها.

لقد وردت أحاديث كثيرة في ذلك، فعن ابن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كيَّة بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي»، وعن أبي سعيد: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخي يشتكي بطنه (أصابه إسهال)، فقال: (اسقه عسلاً)، ثم أتاه الثانية، فقال: (اسقه عسلاً)، كررها له ثلاثة أيام، فبرئ بإذن الله، وذلك تصديقا لقول الله تبارك وتعالى «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ». (سورة النحل-69)، لما له من خاصية مطهر للجهاز الهضمي من الالتهابات وعسر الهضم وعلاج الإمساك والإسهال في الوقت نفسه، كما أنه يعادل درجة الحموضة المعوية فيعالج قرحة المعدة والأمعاء، هذا بالإضافة إلى حماية الأسنان من التسوس وتقوية اللثة، وتغذية للأطفال بطيئي النمو.

للعسل الطبيعي فوائد لا تعد ولا تحصى، مفرداً أو خليطاً مع أعشاب أخرى، فهو يعالج الاكتئاب والحروق وإنتانات الأمعاء ولدغات الحشرات وتساقط الشعر والأكزيما والصدفية وحب الشباب، وكثير من الأمراض الجلدية والمناعية لما له من مفعول قاتل للجراثيم بأنواعها، ويتعامل مع خلايا الجسم بتحفيزها وتقوية مناعتها ضد الأمراض، كما أن كثيراً من الدراسات أثبتت فعاليته عند مرضى السكر أيضاً والوقاية من أمراض السمنة والقلب وتصلب الشرايين. وللعسل قوة في مكافحة السرطان، لما فيه من مضادات أكسدة عالية التركيز، خاصة ما يسمى Pinocembrin والتي لها دور عظيم في منع الخلايا من التأكسد والهرم البطيء وتقويها، كما يعالج بإذن الله تعالى نزلات البرد والسعال والالتهاب الرئوي، ويعمل على تقوية الدم ورفع الهيموغلوبين الذي يسبب الأنيميا. ويستعمل كقطرات لتقوية النظر وعلاج التهابات العيون وتقرحها وترطيبها وترطيب البشرة ونضارتها، كما أن ما يحتويه من حبوب اللقاح والبروتين والفيتامينات يجعله مقويا سريع المفعول للأطفال وكبار السن ولعلاج العقم عند الزوجين وللعجز الجنسي. وتعتبر مادة العكبر العسلية من أقوى المضادات الحيوية للعسل، ومازالت الدراسات والأبحاث حوله تدهش الباحثين في هذا الموضوع، فهو ينظم السكر في الدم ويعالج الثآليل والقدم الرياضي ويزيل آثار الحروق، وينفع مطهرا للفم والتهاباته ويعالج الفطريات، كما يستعمل العكبر كمسكن سريع بعد العمليات الجراحية، ويمنع التورم المهبلي ويرفع مناعة الجسم، ويقي من أمراض السل والرئة والانفلونزا.