قاذفات صينية وروسية تحلّق على تخوم ألاسكا
بكين تناور في إفريقيا ومنغوليا... وموسكو لا تمانع التفاوض مع كييف
في تحرك دفع الولايات المتحدة وكندا إلى الاستنفار، وإرسال طائرات مقاتلة، نفذت الصين وروسيا دوريات مشتركة بقاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية قرب ولاية ألاسكا الأميركية في شمال المحيط الهادئ والقطب الشمالي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «مجموعة من قاذفات تو-95 إم إس الاستراتيجية وشيان-اتش-6 كاي الصينية أجرت دورية مشتركة فوق بحر تشوكشي وبحر بيرينغ وشمال المحيط الهادئ»، موضحة أن «مقاتلات تابعة لحكومات أجنبية» رافقت المجموعة «في مراحل معينة من المسار»، وأن الدورية استمرت أكثر من خمس ساعات.
وأفادت قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية (نوراد)، التي تضمّ كندا والولايات المتحدة، بأن مقاتلاتها رصدت واعترضت القاذفات الروسية والصينية، ولم تدخل المجال الجوي الأميركي ولا الكندي، معتبرة أن نشاطها «لم يمثل تهديداً»، وتعهدت بمواصلة «مراقبة نشاط القوى المنافسة بالقرب من أميركا الشمالية والتصدي لها بالتواجد العسكري».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تشانغ شياوغانغ، إن «العملية لا تستهدف طرفا ثالثا وتتوافق مع القانون الدولي وليست مرتبطة بالوضع الدولي والإقليمي الحالي»، مضيفاً أن الدورية «تختبر مستوى التعاون بين القوات الجوية للبلدين وتحسنه».
ويمكن للقاذفات الاستراتيجية تنفيذ ضربات نووية وتقليدية على مسافات بعيدة، فيما تأتي هذه المناورات بعد أن حذّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من زيادة التعاون بين روسيا والصين في القطب الشمالي، هذه المنطقة التي تشهد تنافسا متزايدا على الطرق والموارد البحرية.
في سياق متصل، أعلن المتحدث الصيني أن أسطولين تابعين للبحرية الصينية سيشاركان في الاحتفال بالذكرى الـ328 لتأسيس البحرية الروسية من أواخر يوليو حتى منتصف أغسطس المقبل.
وأوضح أن مدمرة الصواريخ الموجهة جياوتسوه وسفينة الإمداد الشامل هونغهو التابعتين للجيش الصيني، ستزوران ميناء سانت بطرسبرغ البحري وميناء الإسكندرية في مصر، مشيرا إلى أن أسطولا بحريا صينيا آخر، يتكون من سفينتي لونغهوشان وتشنغخه، سيتوجه في أواخر يوليو إلى ميناء فلاديفوستوك الروسي لحضور مراسم الاحتفال.
كما تعتزم الصين إجراء مناورات مشتركة مع تنزانيا وموزمبيق باسم (وحدة السلام-2024) في الفترة من أواخر يوليو حتى منتصف أغسطس في إفريقيا، حسبا أعلن المتحدث العسكري الصيني، موضحاً أن المناورات ستشهد عمليات عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب براً وبحراً.
وفي غضون ذلك، وبدعوة من وزارة الدفاع المنغولية، ستنطلق كتيبة عسكرية تابعة للجيش الصيني إلى منغوليا للمشاركة في مناورات حفظ السلام متعددة الجنسيات باسم «خان كويست-2024»في أواخر يوليو.
وغداة استقباله نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، التقى وزيرا خارجية الصين وانغ يي أمس في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وأشار «الكرملين» أمس إلى أن روسيا منفتحة على التفاوض مع أوكرانيا بشأن إنهاء الصراع في وجود الرئيس زيلينسكي في السلطة، على الرغم من تشكيكه العلني في شرعية حكمه.
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «روسيا بشكل عام منفتحة على عملية التفاوض. لكن علينا أولا أن نفهم مدى استعداد الجانب الأوكراني لهذا الأمر، ومدى حصول الجانب الأوكراني على الإذن بذلك من المسؤولين عنه».