في خطاب قد يكون الأخير له، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه اتّخذ قراره الانسحاب «التاريخي» إنقاذاً للديموقراطيّة ولتمرير الشعلة إلى جيل جديد، مشيداً بترشيح نائبته كامالا هاريس في مواجهة سلفه الجمهوري دونالد ترامب الذي سخر من خطابه، ووصف بديلته بأنها «قاتلة أطفال» عبر برنامجها المتعلّق بالإجهاض.

وحذر بايدن من أنّ «الديموقراطيّة باتت على المحكّ ويجب عليّ توحيد حزبي والوقت حان لكي لأصوات أشخاص أصغر سناً». وأشاد بهاريس (59 عاماً) معتبراً أنها «ذات خبرة وقويّة».

Ad

وشدد في خطابه، الذي لم يخل من إشارات إلى ترامب، على أن «أميركا أكبر من أيّ دكتاتور أو طاغية»، وردّ على مطالب الجمهوريّين بتنحّيه عن الرئاسة بأنه «إذ لم يكُن مؤهلاً للترشّح، فإنّه غير مؤهّل لتولّي منصب الرئيس»، متعهداً بتحقيق الكثير في الأشهر الباقية من ولايته، وخصوصاً وقف حرب غزة.

كما أشاد بايدن بسجله الاقتصادي مع نائبته هاريس، معتبراً أن تقرير الناتج المحلي الإجمالي يضم أرقام نمو قوية ويؤكد أن الاقتصاد الأميركي هو «الأقوى في العالم» حيث حقق نمواً بنسبة 2.8% خلال الربع الأخير، بدعم الاستهلاك القوي والاستثمارات، وفق ما ذكر البيت الأبيض في بيان.

وقال: «عندما توليت منصبي، كنا في خضم أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، والآن أنشأنا نحو 16 مليون فرصة عمل، وارتفعت الأجور، وانخفض التضخم، نحن نقوم ببناء الأمة ونعيد توطين التصنيع في أميركا»، لكنه أشار إلى أن أمامه «المزيد من العمل» في الأشهر الأخيرة الستة له في البيت الأبيض.

وبينما دافع بايدن عن سجله دون الحديث عن وضعه الصحي، وصف موقع أكسيوس الخطاب بأنه «وداع شخصي» يغلق به بايدن الفصل الأخير لمسيرة امتدت 54 عاماً.

لكن استطلاعاً لـ «أكسيوس» أظهر أن هاريس تتقدم بـ 60% مقابل 40% لترامب بين الشباب.في المقابل، سخر ترامب من الخطاب، قائلاً: «بالكاد مفهوم، وسيئ جداً»، وحذر خلال تجمّع انتخابي بولاية كارولاينا الشماليّة، هو الأول له منذ محاولة اغتياله، من أنّ بايدن وهاريس «يشكلان إحراجاً كبيراً لأميركا، التي لم تشهد وقتاً سيئاً مثل هذا من قبل».

ووصف هاريس بأنّها «يساريّة متطرّفة معتوهة ستُدمّر بلادنا»، وبأنّها «قوّة الدفع الليبراليّة المتطرّفة التي تقف وراء كلّ كوارث بايدن»، ومُطلقاً عليها لقب «كامالا الكاذبة».

كما اتّهم ترامب مُنافسته الديموقراطيّة المحتملة بأنّها تؤيّد «قتل الأطفال» من خلال برنامجها المتعلّق بالإجهاض.

وحول انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، ذكر ترامب أنّ «قادة الحزب الديموقراطي» هم من أطاحوه بطريقة «غير ديموقراطيّة أبداً»، مضيفاً «لدينا الآن ضحيّة جديدة يجب التغلّب عليها»، قبل أن ينتقد سجلّ هاريس، خصوصاً فيما يتعلّق بالسياسة الخارجيّة والهجرة.

غير أن قرار بايدن الانسحاب أعطى جرعة حماسة للحزب الديموقراطي الذي كان يعاني فوضى إثر النقاش المرتبط بسنّه، حيث لقيت هاريس استقبالاً حارّاً لدى مشاركتها في تجمّع انتخابي في ولاية ويسكونسن، هو الأوّل لها منذ أن قالت إنّها ضمنت ما يكفي من أصوات المندوبين للترشّح.

كما شاركت هاريس في تجمع حاشد بإنديانابوليس استضافته جمعية زيتا فاي بيتا، التي تأسست في جامعتها هوارد، على أمل أن تستفيد من شبكة الجمعيات النسائية من النساء السود اللائي لعبن دوراً مهماً في فوز بايدن عام 2020 من أجل تحقيق إقبال قوي على التصويت لمصلحة الديموقراطيين مرة أخرى في نوفمبر المقبل. وقالت هاريس أمام التجمع «الآن، في هذه اللحظة، تحتاج أمتنا إلى قيادتكم مرة أخرى».

وكما أجبر الأداء الكارثي لبايدن في مناظرته الأولى على التنحي، يتوقع المراقبون أن تكون أي مناظرات محتملة بين هاريس وترامب حاسمة، لاسيما أن استطلاعات هذا الأسبوع أظهرت منافسة متقاربة.

واقترحت شبكة فوكس نيوز إجراء مناظرة بين ترامب وهاريس في 17 سبتمبر المقبل بولاية بنسلفانيا المتأرجحة، بجمهور أو بدون جمهور»، لكن حملتي المرشحين وهاريس لم تردا.

وفي الهند، يصلي الكهنة الهندوس بقرية ثولاسيندرابورام بولاية تاميل نادو، التي يتحدر منها جد هاريس، من أجل فوزها بالانتخابات.

وعلق سكان القرية صورة كبيرة لهاريس وهي مبتسمة عند مدخل بلدتهم، وبدأوا صلاة جماعية بالمعبد الرئيسي منذ انسحاب بايدن وحتى يوم الانتخابات.

وغادر جد هاريس، بي في جوبالان لأمها شيامالا جوبالان، القرية منذ عقود، لكن السكان يقولون إن العائلة حافظت على علاقات وثيقة وقدمت تبرعات بانتظام لصيانة المعبد.