ريف تونس «شايح» وعطش

نشر في 26-07-2024
آخر تحديث 25-07-2024 | 22:58
No Image Caption

وسط حرارة شديدة في الريف التونسي، تشرع هنية الحكيري (80 عاماً)، وهي من سكان منطقة جومين، في رحلة يومية مُرهقة أصبحت رمزاً لأزمة مياه شديدة يشهدها تقريباً كل الريف في تونس الخضراء، ففي كل يوم عند الرابعة فجراً تبدأ العجوز التونسية رحلتها لجلب الماء، وهو عبء تحمله حرفياً على ظهرها.

وقالت الحكيري لـ «رويترز»: «إيه قتلنا العطش، مالا واش، قتلنا العطش (نقص كبير في مياه الشرب) هاني قتلك قاتلنا العطش نحنا وصغيراتنا وهويشاتنا (حيواناتنا)».

ففي منطقة ريفية تبعد نحو عشرة كيلومترات عن مدينة جومين، يواجه سكان مثل الحكيري صراعاً يومياً من أجل أحد أهم ضروريات الحياة الأساسية، ويؤدي طريق زراعي غير معبّد إلى بئر، عبارة عن حوض خرساني بُني عام 1966، ويعد بمنزلة شريان حياة للعديد من القرى المجاورة.

وأوضحت هنية الأمر: «كان جاء الواحد عندو الماء في الدار (البيت) اللي يقصد يقصد على روحو (كل شخص حر) يعبي على رويحتو، أنا أمك في العمر هاذا هاني جايبة زوز بادين (قوارير) وباش نقيّل (فترة ما بعد الظهر). هنا معاناة كبيرة، معاناة كبيرة وفوق اللازم في العمر هذا عطاشا كثيرا ما عناش مي (ليس لدينا ماء). المنطقة هذه كلها شايحة (جافة) نفز (أفيق) من الأربعة ونجيب الماء على ضهري رسمياً إيه كل يوم».

والوضع مروع ليس فقط للعجوز هنية، لكن لمجتمعات كاملة، إذ تصف هاجر سحباني، وهي من سكان جومين أيضاً، الحقيقة القاتمة بقولها «مالي يجي الربيع تنشح (تجف) خذيت وتولي تمشي هكايا بالشويا، ماعادش لا تكفي لا عباد (ناس) ولا تكفي هوش (حيوانات) ولا حتى شيء تصبح بالصف وتصبح الذي يسبق الأول يأخذ أربعة، عشرة أو يأخذ ما يأخذ، يشد الصف ومرات يجي (يأتي) من الصباح ليروح (يعود إلى المنزل) 12 الحادية عشرة أو الواحدة ظهراً يجي لا فطور لا حتى شيء (بدون أكل) مالي يفز من النوم (يفيق من النوم) يجي الماء ويروح الساعة واحدة أو اثنين، لقد حرقتنا القوايل (الشمس)، كل صيف هكذا، كل صيف العمر كامل تعدى هكذا».

back to top