استفزازات بن غفير للمسلمين تصطدم حتى بشرائع اليهود!

نشر في 26-07-2024
آخر تحديث 25-07-2024 | 20:42
محتجون يحرقون العلم الأميركي ودمية على هيئة نتنياهو بواشنطن تزامناً مع إلقاء كلمته في «الكونغرس» (رويترز)
محتجون يحرقون العلم الأميركي ودمية على هيئة نتنياهو بواشنطن تزامناً مع إلقاء كلمته في «الكونغرس» (رويترز)

مع إعلان وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير السماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي الشريف بموجب صلاحياته، وهو ما يمثل تغييراً جذرياً للوضع القائم في الحرم والقدس الشرقية المحتلة منذ 1967، انتقدت أوساط في الائتلاف الحاكم بالدولة العبرية صعود بن غفير للمنطقة التي تضم المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وأداءه طقوساً توراتية في محيطهما، إذ تعتبرها المراجع اليهودية الشرقية والغربية ممنوعة، ففضلاً عن أنها ترى منع الصلاة فيها، تحسب الوجود في الحرم يتعارض مع الشريعة الدينية اليهودية؛ لأن البقعة، بحسب معتقداتهم، كانت تضم هيكل سليمان المدمر، ولا يجوز لليهود أن يدوسوا على «المكان المقدس».

وفي حين رأى وزير الدفاع يوآف غالانت أن بن غفير هو مشعل للحرائق ويريد حرق المنطقة، قام وزير الداخلية موشيه أربيل من حزب «شاس» بتوجيه انتقاد لاذع إلى الوزير المثير للجدل، ووصفه بـ«الكافر ومدنس بيوت الله»، وسانده في ذلك الحاخام الأكبر يتسحاك يوسف، الذي أكد أن زيارات بن غفير المتكررة للحرم مخالفة للشريعة اليهودية، ومستفزة لتأليب العالم الإسلامي ضد إسرائيل واليهود.

وكان زعيم «شاس» اليميني المتشدد آرييه درعي عارض ضم بن غفير لمجلس الحرب أو المجلس المصغر الذي يضمه، بالإضافة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغالانت، مهدداً بالانسحاب من الحكومة في حال حصول ذلك. وأجبر تهديد درعي نتنياهو على العدول عن فكرة تشكيل مجلس مصغر جديد وضم بن غفير ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموترتيش إليه.

وبالإضافة إلى تراجع نتنياهو، أصدر مكتبه بياناً، أكد فيه إبقاء الوضع القائم في جبل الهيكل، التسمية التوراتية للحرم القدسي، كما هو، أي عدم السماح بأي صلاة هناك لغير المسلمين، وإبقاء زيارات غيرهم بعد صلاة الفجر وما بين الصلوات الخمس.

ورغم الدعاية الكبيرة التي صاحبت كلمة نتنياهو التاريخية أمام «الكونغرس» المنقسم بشأن حرب غزة، فإن ما ينتظره في داخل بلده سيكون صاخباً في ظل اتهامه بتجميد التقدم باتجاه إبرام صفقة لتحرير الرهائن، على ما أفاد موظف كبير في سفارة أجنبية بتل أبيب.

وأشار المصدر إلى أن الداخل الإسرائيلي لم يهتم كثيراً بخطاب نتنياهو الذي أشعل «الكونغرس»، لأن الشارع يريد أن يرى صفقة تعيد المحتجزين لدى حركة حماس أحياء، وليس إعادة جثث لمواطنين قضوا في قصف الجيش الإسرائيلي للقطاع الفلسطيني.

وجاء ذلك في وقت أثارت كلمة نتنياهو أمام «الكونغرس»، التي قاطعها عشرات المشرعين أمس الأول، ردود فعل واسعة، إذ وصف زعيم المعارضة يائير لابيد خطاب رئيس الوزراء بـ «الشائن»، معتبراً أنه من «العار» أن يتحدث نتنياهو ساعة كاملة، دون أن يقول «ستكون هناك صفقة لإعادة الرهائن».

وفي إجماع نادر، ندد الرئيس الأميركي ونائبته كامالا هاريس وخصمهما الجمهوري دونالد ترامب بإحراق المتظاهرين في واشنطن الأعلام الأميركية خلال الاحتجاجات على زيارة نتنياهو وخطابه بالكونغرس.

وبعد تأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس أن «التعاطف مع المنظمات الإرهابية الشريرة مثل حماس، أو حرق العلم، أو إزالته بالقوة واستبداله بآخر، أمر مخز»، اعتبرت هاريس أن حرق العلم عمل حقير قام بها غير وطنيين وخطاب خطير يغذي الكراهية.

وبينما دانت هاريس «حرق رمز المثل الأميركية العليا»، دعا ترامب إلى اعتماد قانون ينص على فرض عقوبة السجن مدة عام واحد، على جريمة الحرق المتعمد للعلم الأميركي.

back to top