قسيمي: الصحافة محفز للإبداع لا عائق له
أكد لـ «الجريدة.» أن الأدب الكويتي له حضور قوي في الجزائر
ينتصر الأديب الجزائري، سمير قسيمي، للكتابة المبتهجة، الغامرة بالأمل والزاخرة بحُب الإنسانية، حتى لو تناول القضايا البائسة والحزينة، مؤكداً في حواره مع «الجريدة»، أنه بدأ مشوار الكتابة بمتعة ومازال مستمتعاً لحد الساعة. وقد «أبدع ابن الجزائر جواً سردياً انفرد به، وسمح لي بامتلاك عوالمه الروائية المختلفة تماماً عن عوالم غيره».
صدر لقسيمي أخيراً روايته «الحماقة كما لم يروها أحد» في نسختها الفرنسية عن دار أكت سود العريقة، وتم اختيارها ضمن لائحة جائزة مارنوستروم للرواية المتوسطية. عن الرواية وأعماله ومسيرته مع الكتابة كان الحوار التالي.
صدر لقسيمي أخيراً روايته «الحماقة كما لم يروها أحد» في نسختها الفرنسية عن دار أكت سود العريقة، وتم اختيارها ضمن لائحة جائزة مارنوستروم للرواية المتوسطية. عن الرواية وأعماله ومسيرته مع الكتابة كان الحوار التالي.
• وقع اختيار روايتك (الحماقة كما لم يروها أحد) ضمن لائحة جائزة مارنوستروم للرواية المتوسطية، كيف استقبلت هذا الاختيار؟ وما الذي يُضيفه إليك؟
- أسعدني الأمر بالطبع، وأعتبره انتصاراً لإبداعاتي، خصوصاً أن اللائحة تضمنت أسماء روائيين مرموقين، على غرار الفرنسي ماثيو بليتزي، المعروف بسرده الملتزم المشتغل على الذاكرة، كما أجدها فرصة لمعرفة وجهة نظر الآخر في قراءتنا. ولحد الساعة أنا راضٍ جداً بالحفاوة التي لقيتها الرواية، وهو ما يظهر في العدد المحترم من القراءات النقدية التي تناولتها، وأيضاً بآراء القراء والمكتبيين في كل العالم الفرنكفوني.
• من خلال أعمالك الروائية العديدة، منها: «تصريح بضياع»، و«يوم رائع للموت»، و«هلابيل»، و«في عشق امرأة عاقر»، و«الحالم»، و«كتاب الماشاء»، و«حُب في خريف مائل»، و«سلالم ترولار»، ما الرسالة التي يرى قسيمي أنه قدَّمها من خلال كل تلك النصوص؟
- المستحيل كلمة ابتكرها الناجح لإحباط الفاشلين أكثر فأكثر، ليستمر في نجاحه، ويضمن استمرارهم في الفشل. لقد بدأت مشوار الكتابة بمتعة، وما زلت مستمتعاً لحد الساعة، وأعتقدني خلقت جواً سردياً انفردت به، وسمح لي بامتلاك عوالمي الروائية المختلفة تماماً عن عوالم غيري، وهي العوالم التي أعلم، بحُكم استمرار انشغال القراء بأعمالي، أنها انفصلت تماماً عني، بحيث امتلكت هويتها الخاصة إلى درجة أنه يستحيل أن تقع على أي جملة أو فقرة لي في أي كتاب ولا تدرك مباشرة أنها لي.
نقد تقليدي
• هل تجد أن الروائيين الجزائريين والعرب أنشأوا من خلال رواياتهم عالماً يمكن الإحالة إليه؟
- بالطبع، ولا أحد بمقدوره إنكار ذلك، لكن يبقى الإشكال يتعلَّق بإصرار المنظومة السردية العربية على أشكال روائية دون أخرى، وهو ما يجعلنا نرشح للترجمة أعمالاً، رغم احترامي لها ولجهد أصحابها، لا تمثل حقيقة ما بلغته الرواية العربية من تطوُّر.
أعتقد أن النقد بشقيه؛ المحاباتي أو الخلّاني، المبني على العلاقات والتقليدي الذي يكفر بكل ما هو تجريبي، والمعتقد بأن الاسم الكبير أو القديم يصنع دائماً روايات جيدة زاد الطين بلة. وللأسف، هذا النوع من النقد بشقيه يملك نفوذاً قوياً في الإعلام، وتسيطر وجهة نظره على عدد لا بأس من الجوائز الأدبية المهمة، التي يفترض بها أن تيسّر ولوج الترجمة، ومن ثم الوصول إلى القارئ الغربي.
المدونة العربية
• هناك رأي يقول إن النقد الأدبي العربي المعاصر لا يقوم بواجبه كما ينبغي، وإن النقاد العرب المعاصرين لم يستطيعوا أن يبلوروا نظرية خاصة بالمدونة الأدبية العربية، كيف ترى النقد في العالم العربي مقارنة بالنقد الغربي؟
- أشاطر هؤلاء هذا الرأي، وقد سبق أن بررته في أكثر من مقال، بل قلت في أكثر من مناسبة إن السرد والإبداع العربي تجاوزا بأشواط النقد العربي، لكن لذلك حديث يطول، ويحتاج إلى مساحة أكبر من مجرد حوار أو سؤال.
• كتب شاعر الحداثة أدونيس في يومياته: «يبدو لي أحياناً كأن حياتنا العربية ليست أكثر من ماء آسن على هذه الأرض»! ماذا تقول في ذلك؟
- هذا رأيه الذي أحترمه، لكنني بطبعي لا أحب المبالغة في أي شيء، لا في السوء ولا في الخير، ثم إن جلد الذات تقليد غربي لا علاقة له بنا، إلا أننا من فرط ما استحقِرها أصبحنا نستحقر أنفسنا، بل صارت تستهوينا مثل هذه العبارات بعيداً عمن يقولها، لأن الحكمة ليست دائماً ما يخرج من أفواه الحكماء.
• لاتزال الإبداعات الأدبية العربية ملتزمة، تحكمها القيم الأخلاقية، غير مستجيبة للأشكال الجديدة رغم نهاية القرن العشرين... برأيك، هل يُعد هذا نوعاً من الحفاظ على هويتنا العربية؟
- لا علاقة للأخلاق بالأدب، كما لا علاقة للكتابة بأي ديانة أو تشريع. فالأخلاق مفهوم زئبقي متحرك ونسبي لا يمكن الإجماع عليه حتى في داخل المجتمع الواحد، ومع ذلك أفهم المقصود من السؤال لأنني تصادمت في أكثر من مرة مع الداعين إلى ما يسمَّى بأخلقة الأدب، وهم يقصدون من ذلك مثلاً امتناع الكاتب عن تناول مواضيع بحد ذاتها، وعلى رأسها الجنس، أو تلك التي تدعو إلى أسلمة الأدب، كما ظهر ذلك منتصف تسعينيات القرن الماضي في الجزائر، وأطلقوا عليه اسم «الأدب الإسلامي»، وأحسب أنهم إمعاناً في الغرابة أسسوا له جائزة في الرواية أيضاً.
صراحة، يتملكني الضحك حين يتحدث أحد عن مثل هذه الأشياء، وأجد أن الحديث عن ذلك هدر للوقت والجهد معاً.
الأدب الكويتي
• دعني أسألك الآن عن مدى اقترابك من الأدب الكويتي؟
- الأدب الكويتي له حضور قوي في الجزائر، وعلاقتي بالكويت قديمة قدم المجلات العريقة التي كانت تصلنا بانتظام في الجزائر، وازددت ارتباطاً بها عند اكتشافي لمسرحها، الذي أعتبره واحداً من الأقوى المسارح العربية، ففي فترة ما كنت مهووساً بالمسرح، خصوصاً الهاوي منه، حتى اكتشفت مصادفة قبل أن أبدأ مساري السردي أعمال المرحوم إسماعيل فهد إسماعيل، الذي أعتقد أنني قرأت كل أعماله، حتى قبل أن ألتقيه بالقاهرة، حيث عرفني به الروائي والقاص طالب الرفاعي، الذي كان ثاني كويتي أقرأ أعماله القصصية والروائية، قبل أن أتعرف سردياً بليلى العثمان، وكل ذلك قبل أن ألتقيهم جميعاً، وقبل أن أبدأ في الكتابة، ثم ما لبثت أن تعرفت على تجارب روائية مهمة، على غرار باسمة العنزي، التي قرأت لها «حذاء أسود على الرصيف»، ولم يسعفني الحظ للحصول على أعمالها الأخرى. قرأت أيضاً مجموعة قصصية جميلة جداً بعنوان «امرأة مكرهبة» لثريا البقصمي، لكنني للأسف لم أستطع قراءة أعمالها الأخرى، التي لم تصل قطّ إلى الجزائر، لكن لحُسن حظي قرأت جميع أعمال خالد النصرالله وسعود السنعوسي، والذي أعتبره مع بثينة العيسى أقوى صوتين سرديين في الكويت حالياً، رغم اختلافهما في الهواجس والأسلوب وحتى اللغة، هذا مع العلم أنني لا أعرف جميع الروائيين الكويتيين، وكنت أود التقاء بعضهم، خصوصاً حين تشرفت بزيارة الكويت عام 2019 بدعوة من مهرجان القرين.
• استطاعت إبداعاتك أن تشد إليها أنظار القراء والنقاد، ما الذي أضافه ذلك إليك وإلى تجربتك الإبداعية بشكل عام؟
- بصراحة، لا أدري ما الذي أضافه ذلك إلى أعمالي، لكنه جعلني أزداد رغبة في كتابة ما هو أفضل، وأعمل ما أستطيع، حتى لا أكرر نفسي.
الكتاب الرقمي
• كمشتغل بالصحافة الثقافية، ما رأيك في احتلال الكتاب الرقمي صدارة المشهد الثقافي؟
- أنا مازلت أكتب بالقلم، ولا أقرأ إلا الكتب المطبوعة، وحين يستحيل ذلك أطبع ما يرسل لي أو أحصل عليه على الورق.
• عطفاً على السؤال السابق، يرى البعض أن العمل الصحافي عائق أمام المبدع، فيما يرى آخرون أنه إضافة وزاد معرفي وثقافي، لما فيه من التصاق بالواقع المعيشي، ومرآة لتفاصيل الحياة بتفاصيلها الدقيقة... ماذا أضافت الصحافة إلى إبداعك، وماذا أخذت منك؟
- بالعكس تماماً، لا أجد العمل الصحافي عائقاً، بل هو محفز على الكتابة، شريطة أن يتخصص الكاتب في التحقيق الصحافي، أو قراءات الكتب، وهو ما أفردت وقتي له حالياً، بحيث أصبحت أقضي كل وقتي بين قراءة الكتب والكتابة عنها، وأجد ذلك ممتعاً جداً، لاسيما حين تكتشف أسماء ونصوصاً جديدة، وهو ما يحدث معي كثيراً، خصوصاً فيما يتعلق بالأدب الفرنسي أو الفرنكفوني، الذي جعلني ألج عوالم لم أكن أتصور وجودها، وأكتشف طرقاً بديعة للكتابة.
- أسعدني الأمر بالطبع، وأعتبره انتصاراً لإبداعاتي، خصوصاً أن اللائحة تضمنت أسماء روائيين مرموقين، على غرار الفرنسي ماثيو بليتزي، المعروف بسرده الملتزم المشتغل على الذاكرة، كما أجدها فرصة لمعرفة وجهة نظر الآخر في قراءتنا. ولحد الساعة أنا راضٍ جداً بالحفاوة التي لقيتها الرواية، وهو ما يظهر في العدد المحترم من القراءات النقدية التي تناولتها، وأيضاً بآراء القراء والمكتبيين في كل العالم الفرنكفوني.
انفراد سرديالسرد تجاوز الحركة النقدية... وجلد الذات تقليد غربي لا علاقة له بنا
• من خلال أعمالك الروائية العديدة، منها: «تصريح بضياع»، و«يوم رائع للموت»، و«هلابيل»، و«في عشق امرأة عاقر»، و«الحالم»، و«كتاب الماشاء»، و«حُب في خريف مائل»، و«سلالم ترولار»، ما الرسالة التي يرى قسيمي أنه قدَّمها من خلال كل تلك النصوص؟
- المستحيل كلمة ابتكرها الناجح لإحباط الفاشلين أكثر فأكثر، ليستمر في نجاحه، ويضمن استمرارهم في الفشل. لقد بدأت مشوار الكتابة بمتعة، وما زلت مستمتعاً لحد الساعة، وأعتقدني خلقت جواً سردياً انفردت به، وسمح لي بامتلاك عوالمي الروائية المختلفة تماماً عن عوالم غيري، وهي العوالم التي أعلم، بحُكم استمرار انشغال القراء بأعمالي، أنها انفصلت تماماً عني، بحيث امتلكت هويتها الخاصة إلى درجة أنه يستحيل أن تقع على أي جملة أو فقرة لي في أي كتاب ولا تدرك مباشرة أنها لي.
نقد تقليدي
• هل تجد أن الروائيين الجزائريين والعرب أنشأوا من خلال رواياتهم عالماً يمكن الإحالة إليه؟
- بالطبع، ولا أحد بمقدوره إنكار ذلك، لكن يبقى الإشكال يتعلَّق بإصرار المنظومة السردية العربية على أشكال روائية دون أخرى، وهو ما يجعلنا نرشح للترجمة أعمالاً، رغم احترامي لها ولجهد أصحابها، لا تمثل حقيقة ما بلغته الرواية العربية من تطوُّر.
أعتقد أن النقد بشقيه؛ المحاباتي أو الخلّاني، المبني على العلاقات والتقليدي الذي يكفر بكل ما هو تجريبي، والمعتقد بأن الاسم الكبير أو القديم يصنع دائماً روايات جيدة زاد الطين بلة. وللأسف، هذا النوع من النقد بشقيه يملك نفوذاً قوياً في الإعلام، وتسيطر وجهة نظره على عدد لا بأس من الجوائز الأدبية المهمة، التي يفترض بها أن تيسّر ولوج الترجمة، ومن ثم الوصول إلى القارئ الغربي.
المدونة العربية
• هناك رأي يقول إن النقد الأدبي العربي المعاصر لا يقوم بواجبه كما ينبغي، وإن النقاد العرب المعاصرين لم يستطيعوا أن يبلوروا نظرية خاصة بالمدونة الأدبية العربية، كيف ترى النقد في العالم العربي مقارنة بالنقد الغربي؟
- أشاطر هؤلاء هذا الرأي، وقد سبق أن بررته في أكثر من مقال، بل قلت في أكثر من مناسبة إن السرد والإبداع العربي تجاوزا بأشواط النقد العربي، لكن لذلك حديث يطول، ويحتاج إلى مساحة أكبر من مجرد حوار أو سؤال.
• كتب شاعر الحداثة أدونيس في يومياته: «يبدو لي أحياناً كأن حياتنا العربية ليست أكثر من ماء آسن على هذه الأرض»! ماذا تقول في ذلك؟
- هذا رأيه الذي أحترمه، لكنني بطبعي لا أحب المبالغة في أي شيء، لا في السوء ولا في الخير، ثم إن جلد الذات تقليد غربي لا علاقة له بنا، إلا أننا من فرط ما استحقِرها أصبحنا نستحقر أنفسنا، بل صارت تستهوينا مثل هذه العبارات بعيداً عمن يقولها، لأن الحكمة ليست دائماً ما يخرج من أفواه الحكماء.
أخلاقيات الأدبوصول «الحماقة كما لم يروها أحد» لمسابقة مارنوتسروم انتصار لإبداعاتي
• لاتزال الإبداعات الأدبية العربية ملتزمة، تحكمها القيم الأخلاقية، غير مستجيبة للأشكال الجديدة رغم نهاية القرن العشرين... برأيك، هل يُعد هذا نوعاً من الحفاظ على هويتنا العربية؟
- لا علاقة للأخلاق بالأدب، كما لا علاقة للكتابة بأي ديانة أو تشريع. فالأخلاق مفهوم زئبقي متحرك ونسبي لا يمكن الإجماع عليه حتى في داخل المجتمع الواحد، ومع ذلك أفهم المقصود من السؤال لأنني تصادمت في أكثر من مرة مع الداعين إلى ما يسمَّى بأخلقة الأدب، وهم يقصدون من ذلك مثلاً امتناع الكاتب عن تناول مواضيع بحد ذاتها، وعلى رأسها الجنس، أو تلك التي تدعو إلى أسلمة الأدب، كما ظهر ذلك منتصف تسعينيات القرن الماضي في الجزائر، وأطلقوا عليه اسم «الأدب الإسلامي»، وأحسب أنهم إمعاناً في الغرابة أسسوا له جائزة في الرواية أيضاً.
صراحة، يتملكني الضحك حين يتحدث أحد عن مثل هذه الأشياء، وأجد أن الحديث عن ذلك هدر للوقت والجهد معاً.
الأدب الكويتي
• دعني أسألك الآن عن مدى اقترابك من الأدب الكويتي؟
- الأدب الكويتي له حضور قوي في الجزائر، وعلاقتي بالكويت قديمة قدم المجلات العريقة التي كانت تصلنا بانتظام في الجزائر، وازددت ارتباطاً بها عند اكتشافي لمسرحها، الذي أعتبره واحداً من الأقوى المسارح العربية، ففي فترة ما كنت مهووساً بالمسرح، خصوصاً الهاوي منه، حتى اكتشفت مصادفة قبل أن أبدأ مساري السردي أعمال المرحوم إسماعيل فهد إسماعيل، الذي أعتقد أنني قرأت كل أعماله، حتى قبل أن ألتقيه بالقاهرة، حيث عرفني به الروائي والقاص طالب الرفاعي، الذي كان ثاني كويتي أقرأ أعماله القصصية والروائية، قبل أن أتعرف سردياً بليلى العثمان، وكل ذلك قبل أن ألتقيهم جميعاً، وقبل أن أبدأ في الكتابة، ثم ما لبثت أن تعرفت على تجارب روائية مهمة، على غرار باسمة العنزي، التي قرأت لها «حذاء أسود على الرصيف»، ولم يسعفني الحظ للحصول على أعمالها الأخرى. قرأت أيضاً مجموعة قصصية جميلة جداً بعنوان «امرأة مكرهبة» لثريا البقصمي، لكنني للأسف لم أستطع قراءة أعمالها الأخرى، التي لم تصل قطّ إلى الجزائر، لكن لحُسن حظي قرأت جميع أعمال خالد النصرالله وسعود السنعوسي، والذي أعتبره مع بثينة العيسى أقوى صوتين سرديين في الكويت حالياً، رغم اختلافهما في الهواجس والأسلوب وحتى اللغة، هذا مع العلم أنني لا أعرف جميع الروائيين الكويتيين، وكنت أود التقاء بعضهم، خصوصاً حين تشرفت بزيارة الكويت عام 2019 بدعوة من مهرجان القرين.
• استطاعت إبداعاتك أن تشد إليها أنظار القراء والنقاد، ما الذي أضافه ذلك إليك وإلى تجربتك الإبداعية بشكل عام؟
- بصراحة، لا أدري ما الذي أضافه ذلك إلى أعمالي، لكنه جعلني أزداد رغبة في كتابة ما هو أفضل، وأعمل ما أستطيع، حتى لا أكرر نفسي.
الكتاب الرقمي
• كمشتغل بالصحافة الثقافية، ما رأيك في احتلال الكتاب الرقمي صدارة المشهد الثقافي؟
- أنا مازلت أكتب بالقلم، ولا أقرأ إلا الكتب المطبوعة، وحين يستحيل ذلك أطبع ما يرسل لي أو أحصل عليه على الورق.
• عطفاً على السؤال السابق، يرى البعض أن العمل الصحافي عائق أمام المبدع، فيما يرى آخرون أنه إضافة وزاد معرفي وثقافي، لما فيه من التصاق بالواقع المعيشي، ومرآة لتفاصيل الحياة بتفاصيلها الدقيقة... ماذا أضافت الصحافة إلى إبداعك، وماذا أخذت منك؟
- بالعكس تماماً، لا أجد العمل الصحافي عائقاً، بل هو محفز على الكتابة، شريطة أن يتخصص الكاتب في التحقيق الصحافي، أو قراءات الكتب، وهو ما أفردت وقتي له حالياً، بحيث أصبحت أقضي كل وقتي بين قراءة الكتب والكتابة عنها، وأجد ذلك ممتعاً جداً، لاسيما حين تكتشف أسماء ونصوصاً جديدة، وهو ما يحدث معي كثيراً، خصوصاً فيما يتعلق بالأدب الفرنسي أو الفرنكفوني، الذي جعلني ألج عوالم لم أكن أتصور وجودها، وأكتشف طرقاً بديعة للكتابة.