في مناسبة مرور 60 عاما على رحيل الفنان التشكيلي الرائد محمود سعيد (1897 - 1964)، تنظم وزارة الثقافة المصرية حاليًا، معرضًا فنيًا بعنوان «في صحبة محمود سعيد»، بمجمع الفنون (قصر عائشة فهمي بضاحية الزمالك)، شهد افتتاحه قبل أيام حضورًا مكثفًا لعدد كبير من أساتذة الفنون والنقاد والدبلوماسيين والشخصيات الفاعلة في الحركة التشكيلية العربية.
وتشهد القاهرة حاليًا حدثًا فنيًا يحظى بإقبال واسع من جانب الجمهور المتذوق للفن التشكيلي، كونه يتناول أعمال أحد أبرز رواد هذا المجال في مصر، من خلال معرض «في صحبة محمود سعيد»، التي تتألق فيه إبداعاته إلى جانب لوحات لمجموعة من أصدقائه من الفنانين العالميين الذي عاصروه.
115 عملًا فنيًا
يضم العرض الذي يستمر حتى 15 أكتوبر المقبل، 115 عملًا فنيًا، عبارة عن 40 عملاً تشكيليًا من روائع محمود سعيد، بجانب 75 عملا لـ14 من أصدقائه المبدعين (إميليا كازوناتو، وأورتورو زانييري، وجوزيبي سيباستي، ولوران ساليناس، وروجيه بريڤال، وأرستومينيس أنجلوبلو، وأرستيد باباجورج، وكليا بادارو، وشارل بويجلان، وإنريكو برانداني، وكارلو سوارس، وبول ريتشارد، ولويس جوليان، وچوزيف مزراحي).
عرض تأريخي وبحثي
من جانبه، قال رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، وليد قانوش: «إن معرض (في صحبة محمود سعيد) بجانب أنه أحد العروض الفنية النادرة والنوعية، فهو في جوهره عرض تأريخي وبحثي مهم يأتي في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالفن المصري الحديث والمعاصر في الأوساط الأكاديمية والمتحفية وفي أكبر المزادات العالمية، ما دفع عددًا من الباحثين إلى دراسة الحركات الفنية في مصر والكتابة عن أشهر الفنانين والرواد المصريين».
وتابع: «أعتقد أن ذلك حفز الكثيرين للبحث والتنقيب في إرث طليعة الحركة التشكيلية المصرية وكيف بدأت على يد الرعيل الأول، وما هو المناخ الثقافي في بدايات القرن العشرين وهي الفترة التي بدأت تتشكل خلالها الحركة التشكيلية المصرية متأثرة ومستفيدة من زخم التغيير الثقافي في المجتمع، وبداية نهضة فكرية وفنية كانت من أهم ثمار التفاعل بين الثقافة المصرية ونظيرتها الأوروبية وقتذاك».
إرث الرواد
وهذا العرض النوعي لمجموعة من الروائع الفنية النادرة هو في حقيقته أكثر تعقيدًا من مجرد معرض فني، لأنه يدفع باتجاه تقييم تلك الفترة التاريخية باهتمام كبير، وتقييم الإرث الإبداعي للرواد الأوائل، كيف جسدوا فكرة تبادل الثقافات؟ وكيف عكست أعمالهم قيم مشروع النهضة المصرية؟ من أجل اكتشاف جوانب أخرى من تاريخ مصر الحديث، وأبعاد حقيقية لحقبة الرواد الأوائل، بل والجيلين الثاني والثالث الذين ساهموا في وضع قواعد الفن المصري الحديث.