بالرغم من المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة فإن الكونغرس الأميركي استقبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو بالحفاوة والتصفيق، ولم يكن ذلك مفاجأة لمن يعرف علاقة ونفوذ الصهاينة على الساسة الأميركيين وسيطرتهم على قرارات البيت الأبيض إلا من بعض الأحرار.

الديموقراطية وحقوق الإنسان التي تنادي بها الولايات المتحدة الأميركية وكل المظاهرات التي شهدتها معظم الجامعات الأميركية وتحول الرأي العام الأميركي والعالمي من خلال رفضه للمجازر التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي من قتل وتشريد وإبادة جماعية بحق أهالي غزة لم تكن كافية لردع أعضاء الكونغرس من إبداء فرحتهم وترحيبهم بهذا المجرم.

Ad

هذا المجرم فاق في كذبة كل مجرمي وكذابي العالم من خلال تقمصه شخصية المظلوم، وأن الفلسطينيين وأبناء غزة هم الظلمة، وأنه صاحب الأرض وهم الدخلاء، وأن إسرائيل هي الضحية، وأنها كانت تؤمن لأهالي القطاع العيش الكريم وتوفر لهم ما يحتاجونه من كهرباء وماء وسلع غذائية وغيرها من الكماليات.

التاريخ الإجرامي لليهود يكرر نفسه، فمنذ أن وطأت أرجلهم أرض فلسطين والمجازر والتصفيات وبناء المستوطنات والتهجير القسري للفلسطينيين لم يتوقف للحظة، ومع هذا يقف بكل وقاحة ليكذب والكونغرس يصفق مؤيداً.

هذا المشهد لم يكن مستغرباً من الساسة الأميركيين، فهم واضحون في تعاملهم مع الصهاينة، حتى أنهم قد صدقوا الكذبة بأن إسرائيل تدافع عن مصالحهم بعد أن ربطوا مستقبلهم بمستقبل إسرائيل، وكيف لا ونتنياهو يقول إن بلاده تقاتل غزة من باب الدفاع عن أميركا.

هذا المشهد الذي امتد لقرابة الساعة لم يكن بمستغرب من الساسة الأميركيين لو رجعنا إلى بعض العرب المتصهينين الذين ما زالوا يروجون ويلومون الفصائل الفلسطينية على هجوم 7 أكتوبر، وادعائهم بحق الصهاينة في الرد، وكأن حياة سكان غزة لم تكن أشبه بالموت البطيء قبل أحداث أكتوبر، وأن المجازر التي يقوم بها الصهاينة بحق الأطفال والنساء والشيوخ والدمار الذي لم يترك حجراً على حجر في القطاع المنكوب، والذي فاق كل التوقعات، لم يكن كافياً لشراء صمتهم على أقل تقدير.

نعم 7 أكتوبر لم يكن يوماً عادياً في تاريخ النضال الفلسطيني، فهو التاريخ الذي سقطت معه هيبة الاحتلال الصهيوني، وهو اليوم الذي كشف مظلومية شعب غزة وإجرام الصهاينة أمام شعوب العالم الحرة، وما المظاهرات التي خرجت في أميركا وأوروبا وبقية دول العالم إلا بداية النهاية لهذا الكيان المغتصب.

هنيئاً لشعب فلسطين ولمقاومة اختارت المواجهة على العيش في ذل، وهنيئا لكل أم وأب فقدوا أبناءهم ولزوجة ترملت ولكل صوت حر وقف مع الحق ضد ادعاءات بني صهيون وابن الشيطان.

ودمتم سالمين.