لماذا كان يصرخ؟!
أول العمود:
النيابة العامة في الكويت تتحمل عبء فساد معظم أجهزة الدولة... اعتاد الوزراء الإحالة إلى النيابة، لكن أين إصلاح الخلل في جهاتهم؟
***
تحدث رئيس الكيان الصهيوني 55 دقيقة في الكونغرس الأميركي الأربعاء الماضي بكثير من العصبية والتجييش والصراخ حول مآلات طوفان الأقصى، فقدّم عرضاً مسرحياً سياسياً رديئاً قوبل «بتنسيق» مسبق مدفوع الثمن... 53 حالة تصفيق له من نواب الكونغرس في مشهد تناغم مع ذاكرتنا العربية في «أدب التصفيق» المبرمج للزعيم «الملهم المُخلص».
في لحظات إلقاء خطابه كان زعيماً محدوداً في الحجم والمضمون، المشهد داخل الكونغرس كان مرسوماً بشكل جيد، مِن المُتكلم والحضور، هو يكذب ويصرخ وهم يصفقون بِذُلٍّ لا مثيل له.
لماذا كان نتنياهو يصرخ؟
تزيد أيام انطلاقة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي على الـ200 يوم بقليل اليوم، وقد حدث للكيان الصهيوني الكثير منذ ذلك التاريخ: قُتل 605 جنود، وقُتل 814 مدنياً، و7210 جرحى، و257 مختطفاً، و47 قتيلاً من الاستخبارات والشرطة والإسعاف، و5 مليارات دولار خسائر مستوطنات غلاف غزة، ومليار دولار خسائر السياحة، ومليار و62 مليون دولار خسائر تجارية، و7 مليارات دولار عجز في الموازنة.
بلغت هستيريا خطاب هذا الزعيم الصغير للحد الذي وصف فيه كل المتظاهرين حول العالم ضد سياساته أنهم أشرار!! حتى المتظاهرون لم يسلموا من تصنيفاته، وقد كافأه المحتشدون خارج الكونغرس بصورة له مرفق معها كلمة (wanted) شوهدت على واجهة مبنى الفندق الذي يقيم فيه.
معارضوه في إسرائيل انتقدوه بشده لأنه لم يتحدث عن الأسرى لدى «حماس»، ولا عن وقف إطلاق النار، وهما حديث الدنيا لدى عائلات المختطفين، نائبة الرئيس كاملا هاريس غابت عن الجلسة رغم البروتوكول متعذرة بضيق الوقت.
الجانب الكوميدي في الخطاب أنه أحضر ضابطاً إسرائيلياً بدوياً مسلماً وآخر إفريقياً في قاعة الكونغرس لعرض (القبول بالآخر) في الكيان الصهيوني الذي بُني على احتقار كل البشر من غيرهم.
مسرحية سمجة تذاكرها رخيصة جداً أبقت المقاومة الفلسطينية صاحبة الفعل الحقيقي في صدارة المشهد.