في رد شديد على وقف ملاحقة سلفه الجمهوري دونالد ترامب وتثبيت حصانته من الملاحقة القضائية، قرر الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم مشروع لإصلاح المحكمة العليا يشمل تحديد فترات ولاية القضاة وقواعد أخلاقية «مُلزمة»، إضافة إلى تعديل دستوري للحد من حصانة الرؤساء.
ونقلت صحيفة بوليتيكو عن مصدرين مطلعين أن بايدن يسعى إلى إقرار تعديل دستوري للحد من حصانة الرؤساء وبعض شاغلي المناصب الأخرى، بعد أن وجه انتقادات لقرار المحكمة العليا التخلي عن ملاحقة ترامب، فيما يتطلب تطبيق مشروعه لإصلاح المحكمة سن تشريع جديد، وهو أمر مستبعد في ظل انقسام «الكونغرس» وسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب.
على الصعيد الانتخابي، أظهر استطلاع لصحيفة وول ستريت جورنال أن السباق بين نائبة الرئيس كامالا هاريس وخصمها ترامب «متقارب بشكل لا يصدق»، في ظل ارتفاع كبير لدعمها بين الناخبين غير البيض، وزيادة كبيرة في الحماسة لحملتها.
وحصلت هاريس على 45 بالمئة نقطة مقارنة بـ 44 بالمئة لترامب، فيما ينظر لها بشكل إيجابي من قبل 46 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، وبصورة سلبية من قبل 52 بالمئة، وهي أعلى نسبة تأييد لها إلى الآن.
وكشف الاستطلاع كذلك أن 48 بالمئة يرون أن ترامب، (78 عاماً)، أصبح في سن كبيرة، لدرجة أنه لا يستطيع أن يشغل منصب الرئيس، في حين أعرب 2 بالمئة فقط عن نفس القلق إزاء هاريس (59 عاماً).
في هذه الأثناء، دعا زعيم المعارضة الألمانية، رئيس الحزب المسيحي الديموقراطي، فريدريش ميرتس، أوروبا إلى الاستعداد بصورة أفضل لاحتمال عودة ترامب للبيت البيض، وأقر في مقابلة مع صحيفة فيلت آم زونتاغ بأن هاريس «أحدثت حشدا قويا لمصلحة الحزب الديموقراطي في غضون فترة زمنية قصيرة». وطالب ميرتس الأوروبيين بالتفكير في فوز محتمل لترامب، و»البحث عن أرضية مشتركة للعمل معه»، مشيرا إلى أن مجموعة من التحالف المسيحي توجهت أخيرا إلى مؤتمر الحزب الجمهوري.
وأكد أنه «بغضّ النظر عمّن سيخلف بايدن، يجب علينا في ألمانيا وأوروبا أن نكون مستعدين لحقيقة أن الأميركيين لن يقدموا ضماناتهم الأمنية إلا بتحفظات، أي سيتعين علينا أن نفعل بأنفسنا المزيد من أجل دفاعنا»، متوقعا مزيدا من الحمائية الاقتصادية الأميركية إذا تم انتخاب ترامب.
وفي حين أعطى تأييد الرئيس الأسبق باراك أوباما لهاريس دفعة كبيرة لحملتها، وجّه ترامب انتقادات شديدة لها، متهما إياها بأنها لا تحب اليهود، ومحذّراً من أنّ عدم فوزه في انتخابات نوفمبر سيكون كارثياً على الشرق الأوسط.
وفي منتجع مارالاغو، قال ترامب، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول، «لدينا أشخاص غير أكفاء يقودون بلادنا، وإذا فزنا فسيكون الأمر سهلاً للغاية. كلّ شيء سيسير على ما يرام، وبسرعة كبيرة، لكن إذا لم نفز، فقد نجد أنفسنا أمام حروب كبرى في الشرق الأوسط، وربما أمام حرب عالمية ثالثة».
ولاحقاً، اعتبر ترامب أمس أن «عدم كفاءة هاريس سيطيل أمد الحرب بشكل كبير، وسيؤخر إطلاق سراح الرهائن».
وقال: «من أحرجونا في أفغانستان بسبب عدم الكفاءة الفادحة هم أنفسهم من يخبرون إسرائيل بعدم قتال حماس».