بعد يوم من تحذيره للفلبين من إطلاق سباق تسلح بنشر صواريخ أميركية على أراضيها، طالب وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس، نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بالكف عن إثارة المشاكل في البحر الجنوبي وعدم صب الزيت على النار في الخلاف مع مانيلا، وأبلغه بأن «تايوان لن تكون دولة أبداً والصين لا تدخر جهدا لإعادة توحيدها».
وأجرى وزيرا الخارجية الأميركي والصيني في فينتيان عاصمة لاوس مناقشات صريحة ومثمرة ساعة ونصف الساعة حول قضايا ثنائية وإقليمية وعالمية رئيسية، واتفقا على أهمية الاستقرار في العلاقات وتعهدا بتحقيق تقدم بشأن الاتصالات العسكرية.
وقال وانغ يي لبلينكن: «الولايات المتحدة تتبنى تصوراً خاطئاً عن الصين وتصورها بمنطق الهيمنة الأميركي، وعليكم العودة إلى سياسة عقلانية وبراغماتية تجاهنا، وعدم إثارة المشاكل بشأن رنآي جياو»، التي أنجزت مانيلا أول مهمة إمداد وتبديل لقواتها المتمركزة على متن سفينة من دون وقوع «حوادث» مع خفر السواحل الصيني.
واعتبر وزير الخارجية الصيني، أنه «يجب على الولايات المتحدة ألا تصب الزيت على النار وتؤجج الاضطرابات وتقوض الاستقرار في البحر الصين، وكذلك التوقف عن العقوبات الأحادية العشوائية والولاية القضائية طويلة الذراع بشأن قضية أوكرانيا».
وفي زيارته الـ18 لآسيا، ناقش بلينكن مع وانغ الاتفاق الصيني الفلبيني حول تحركات السفن في البحر الجنوبي، وأجرى محادثات موسعة بشأن تايوان وأثار مخاوف الولايات المتحدة من الإجراءات المتخذة بمحيط الجزيرة وخصوصاً محاكاة حصارها.
كما تطرقت المحادثات إلى دعم بكين لروسيا في حربها على أوكرانيا، بالإضافة التيبت وهونغ كونغ، بحسب المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر.
وعشية لقائه بلينكن أبلغ وانغ نظيره الفلبيني إنريكي مانالو، في لاوس أمس الأول، بأن العلاقات تواجه تحديات ووصلت الآن إلى مفترق طرق، ولا يوجد سبيل لتجنب الصراع والمواجهة سوى الحوار والتشاور، متهماً الفلبين بأنها «انتهكت مراراً وتكراراً التوافق بين الجانبين والتزاماتها».
وقال وانغ: «إذا نشرت الفلبين نظام الصواريخ المتوسطة المدى الأميركي، فسوف يخلق ذلك توتراً ومواجهة في المنطقة، ويؤدي إلى سباق تسلح، وهو ما يتعارض تماماً مع مصالح الشعب الفلبيني وتطلعاته»، مضيفاً: «في الوقت الذي تكون فيه العلاقات متوترة، ليس من السهل بناء علاقات جيدة، لكن من السهل تدميرها».
وفي إطار تدريبات عسكرية مشتركة هذا العام، تلقت مانيلا نظام صواريخ «تايفون» من واشنطن، ولم تذكر أي تفاصيل عن المدة التي سيبقى فيها.
في هذه الأثناء، وصلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أمس، إلى الصين في زيارة رسمية تستمر 5 أيام، لإعادة تحريك العلاقات الثنائية وتحفيز التجارة والتطرق إلى الحرب في أوكرانيا.
وفي أول زيارة للعملاق الآسيوي منذ توليها منصبها عام 2022، من المقرر أن تلتقي ميلوني، التي انسحبت من اتفاقية طريق الحرير الجديدة، الرئيس شي جينبينغ ورئيس الوزراء لي تشيان، وستزور شنغهاي عاصمة الصين الاقتصادية.
ووسط مؤشرات تقود إلى وجود توتر بسبب تقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتوقيعهما على اتفاقية «شراكة استراتيجية شاملة»، أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن العلاقات «الودية» مع الصين «ستستمر بقوة وستتطور جنباً إلى جنب مع الروح الخالدة للشهداء».
وفي حين شهد كيم احتفالات «يوم النصر» وتوقيع هدنة الحرب الكورية 1950 - 1953، أكد رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان داك-سو أمس أنه لا تسامح مع أي الاستفزازات الشمالية، مشيراً إلى إطلاق بالونات القمامة وإطلاق الصواريخ الباليستية.