منذ أن استحوذت «حماس» على قطاع غزة بالكامل في عام 2007 أعلن الاحتلال الإسرائيلي أنه «كيان معاد» لها؟ ومنذ انسحاب جيش الاحتلال من هذا القطاع عام 2005 وإخلاء المستوطنات التي زرعها فيه لم تتوقف المعارك العسكرية والاغتيالات والحروب التي شنها المحتل تحت عناوين مختلفة.
أهم 6 عمليات أو «حروب مصغرة» كانت على التوالي جاءت بعد أسر الجندي جلعاد شاليط على يد المقاومة عام 2006:
1- عملية «الرصاص المسكوب» 2005 استمرت 23 يوماً.
2- عملية «عامود السحاب» 2012 بقيت 8 أيام استهدفت قادة حمساويين.
3- عملية «الجرف الصامد» 2014 دامت 51 يوماً، شن الطيران الإسرائيلي 60 ألف غارة ردت القسام بـ8 آلاف صاروخ وطائرات مسيّرة، وأسر فيها جندي.
4- عملية «صيحة الفجر» 2019، غارات بالطيران وقصف مستمر واغتيالات.
5- عملية «حارس الأسوار» 2021 غارات حربية وتدمير مقار.
6- عملية «الفجر الصادق» 2022 اغتيالات وغارات وردّ بالصواريخ من المقاومة.
حرب «طوفان الأقصى» ليست مثل كل تلك الحروب والمواجهات التي سبقته، فهي أطول الحروب وأكثرها تدميراً، وأعنفها من حيث عمليات الإبادة والتدمير والنزوح والضحايا، أرقام مخيفة وصادمة، ونحن اليوم في الشهر العاشر من اندلاعها.
والحروب في غزة لم تأت وليدة اللحظة، وهي نتيجة جبل من التراكمات منذ الثمانينيات وقبل «عزل» القطاع عن «الضفة»، والحروب تشبه الثورات في أحد الوجوه، كما يشرح الخبير الاستراتيجي اللبناني إلياس حنا، متى ما تهيأت لها الظروف تنفجر.
المسألة أبعد من لعبة توازنات، وهي صراع على الأرض والوجود بين الشعب الفلسطيني وبين «الكيان المحتل»، قد يتخذ الصراع مسارات مختلفة بالحرب أو بغيرها، لكنه سيبقى ما دام أصحاب الأرض لم يحصلوا على حقوقهم.
السؤال إذا عرفنا كيف ستنتهي حرب غزة، بناء عليه ستكون هناك خريطة جديدة في المنطقة وما يوصف «بشرق أوسط جديد»، إنما هل حرب غزة آخر الحروب؟ هذا التنبؤ يتحاشاه الجنرال إلياس حنا لاعتبارات عديدة، منها أن المفاجآت قد تحدث دون سابق إنذار، ويمكن للمتابع رسم سيناريوهات عديدة لمعرفة وجهة المنطقة، نحو الحروب أم الاستقرار، فماذا لو جاء جمال عبدالناصر جديد، وقام بحشد الشارع العربي؟ ماذا ستكون طبيعة المعركة أو الحرب؟
وجهة نظر أخرى تترافع أمام جمهورها بالصورة التالية لتثبيت فكرة أن غزة آخر الحروب، فإسرائيل في حربها الحالية تواجه مواقف سياسية غير مسبوقة بتاريخها وإدانات وتصف رئيس وزرائها بمجرم حرب، وموقف الأمم المتحدة منها أكبر من أن تتحمله، إضافة إلى قرار محكمة العدل الدولية، وتظاهرات في أميركا وأوروبا، وتحديداً في ألمانيا، تطالب بسحب اعترافها بدولة إسرائيل، وهذا لم يحدث منذ عام 1948.
إسرائيل اليوم «غيتو نووي يعيش على الخوف» وجيش غير قادر على حسم معركة تدور على مساحة من الأرض لا تزيد على 360 كيلومتراً مربعا، وكما أن السنوار و»حماس» يخوضون معركتهم الأخيرة، كذلك اليمين الإسرائيلي، هذا الفريق يعتقد أن الصهيونية عندما ظهرت في يد الإمبريالية الأميركية، اقتربت الآن من هيمنتها على العالم، وكما قال نعوم تشومسكي، إن الهيمنة الأميركية ستنتهي خلال الـ 20 سنة قادمة، ثم تعود إلى عزلتها الأولى كما كان عام 1918، فقرن الهيمنة الأميركية هو بالتالي قرن الصهيونية، ومن هنا يربطون التحليل بأن غزة ربما ستكون آخر الحروب.
المجتمع الدولي لم يعد يتقبل أفعال وجرائم «الكيان الإسرائيلي»، فها هو ينتفض جزء كبير منه اليوم ضد السامية وتظاهرات طلاب الجامعات الأميركية، ومن بينهم يهود نأوا بأنفسهم عن هذا الكيان، استشعروا الإهانة نتيجة المجازر التي ارتكبتها «دولة إسرائيل»، ولم يعد باستطاعتهم أن يستنجدوا العالم للوقوف معهم! ابحثوا عن منظمة يهودية أميركية اسمها Jewish Voice Of Peace وستعرفون الجواب.