الحشود الشعبية، والحوثيون، وأحزاب الشيطان، و«النصرة» و«حماس»، وغيرهم من ميليشيات وأحزاب تُعد بالعشرات، وحتى «داعش»، كلها، بلا استثناء، حاربت العرب المسلمين في البلاد التي وقعت تحت الهيمنة الإيرانية، وكلها، بلا استثناء وباعترافها، مُوِّلت وسُلِّحت من إيران، ولاؤها لها، وتأتمر بأمرها، ونفّذت أجندتها التي خدمت مصالحها وحدها، مع معرفتها بأن ما يفعلونه وما فعلوه كان ضد بلادهم وأمتهم، ليس هؤلاء فقط، فمعهم حكومات ووزراء ونواب وغيرهم، جميعهم داروا ويدورون في فلكها، وهذا ليس ادّعاءً ولا تجنياً على أحد، فهذا ما تَكَررَ التفاخر به رسمياً عدة مرات من مسؤولين إيرانيين.

تلك الميليشيات عاثت فساداً في الدول العربية التي هيمن عليها النظام الإيراني بتسهيلات وموافقات غربية، فقتلت وشرّدت وهجّرت ملايين العرب المسلمين طائفياً وعنصرياً، وحوّلت بلادهم إلى دول فاشلة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، لا تملك من أمرها شيئاً، بما فيها انتخابات رؤسائها وحكوماتها ومجالسها.

Ad

أما أغرب غرائب تلك الميليشيات وأعجبها فهو تنظيم داعش، الذي كان «يُفترض به كما زُوّرَ عنه إعلامياً» أن يكون التنظيم «السنّي» العدو اللدود للنظام الإيراني الطائفي، إلا أنه عندما خرج من العدم من العراق في عهد نوري المالكي، بدأ فوراً بمهاجمة المدن والقرى السنية فقط، فقتّل وهجّر سكانها بوحشية لا مثيل لها، لم يقتل إيرانياً ولا إسرائيلياً واحداً، ولم يحارب حشداً إيرانياً، ولم يمس شعرة معمم بسوء، ثم فجأة، كما ظهر ذلك التنظيم، اختفى بلا جثث ولا أسرى ولا حتى مخلفات عسكرية مدمَّرة.

ما فعله وكلاء إيران في منطقتنا ليس من أجل فلسطين ولا القدس، ولا من أجل عيون العواصم الأربع العربية التي تفاخرت إيران رسمياً بحكمها، بل كان لمصلحتها القومية الخاصة بها من أجل استعادة مجدها الذي اندثر منذ أكثر من 1400 سنة، على يد الفاروق عمر، هذا ما أعلنه صراحة يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للحاكم الإيراني الأوحد.

ولمزيد من مضرة العرب فقد تسببت الميليشيات العميلة في تدمير غزة كلها، وتهجير أهلها، على يد الإسرائيليين، وتسببت في تدمير كل القرى والبنى التحتية للجنوب اللبناني على يد الإسرائيليين أيضاً، أما اليمن فله الله، فها هو يخسر ميناء الحديدة بخزاناته النفطية، وأيضاً على يد الإسرائيليين.

كان بالإمكان تحرير ميناء الحديدة، وضمان سلامته على يد التحالف العربي، إلا أن يد الخيانة أصرّت إلا أن يُدمّر.

الحقيقة الجلية أن إيران تحارب العرب في ديارهم التي هيمنت عليها بميليشياتها العميلة، أما إسرائيل فانضمت إليها مؤخراً لتشاركها في جرائمها بحجة محاربة «حماس» ووكيل طهران في لبنان والحوثيين، لتدمر المزيد من المنشآت العربية لا الإيرانية.

‏إن أخطر ما يهدد وجود وحدود العرب هي الميليشيات والقيادات العميلة التي حوّلت الأراضي العربية إلى ساحات خيانية تخدم مصالح العدو، إنهم أدوات انتقام عنصري طائفي وتاريخي ضد العرب.