في الوقت الذي استعادت القطارات السريعة عملها «بشكل طبيعي»، بعد أيام من هجوم «منسق» يحمل بصمات «جماعات يسارية متطرفة»، استفاقت فرنسا على عمليات «تخريب» طالت شبكة الألياف البصرية في عدة أقاليم، بينما أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان اعتقال عشرات «المتربصين» بالألعاب الأولمبية التي تستضيفها بلاده.

وقال دارمانان، في تصريح لمحطة «فرنسا 2» الرسمية، إن قوات الأمن اعتقلت حوالي 50 شخصا، كانوا يريدون القيام بـ «أعمال تخريب، أو احتجاجات متطرفة» خلال إقامة المنافسات الأولمبية، فيما ذكرت صحيفة لو باريزيان أنه تم اعتقال 45 فردا من أعضاء حركة إكستنكشن ريبيليون الراديكالية المعنية بالبيئة، حيث كانوا يخططون للقيام بأعمال احتجاجية ضد الألعاب الأولمبية بسبب عواقبها الاجتماعية والبيئية.

Ad

من جهته، أفاد مصدر في الشرطة عن تعرّض شبكة الألياف البصرية، العائدة لعدد من شركات الاتصالات، في 6 مناطق فرنسية، لعمليات «تخريب ليلية»، من دون أن تؤثر على الاتصال بالإنترنت في باريس.

وتأتي عمليات التخريب، التي طالت مناطق في شمال فرنسا وشرقها وجنوبها الشرقي وجنوبها الغربي، بعد ثلاثة أيام من «هجوم منسق» طال شبكة السكك الحديد وتسبب في اضطراب حركة القطارات السريعة، ووقع قبل ساعات من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الذي أقيم الجمعة في العاصمة الفرنسية.

وأعلنت السلطات الفرنسية عودة حركة القطارات السريعة إلى طبيعتها، بعد ثلاثة أيام من «أعمال تخريب منسقة» تسببت في فوضى عارمة قبل حفل افتتاح الأولمبياد، وتعطيل 800 ألف مسافر على الأقل.

وأوضح مصدر في الشرطة الفرنسية أنه تم اعتقال «ناشط ينتمي الى اليسار المتطرف» يشتبه في وقوفه وراء الهجوم على شركة سكك الحديد، مشيرا إلى أنه عثر في حوزته على «مفاتيح لمراكز تقنية للشركة»، إضافة إلى منشورات مرتبطة باليسار المتطرف.

غير أن مكتب المدعي العام في باريس أكد أن اعتقال «اليساري المتشدد» غير مرتبط بالتحقيق بشأن «الهجمات المنسقة» على شبكة القطارات السريعة، مضيفا أنه لم يتم القيام بأي اعتقالات حتى الآن بشأن هذا الحادث.

وتلقت وسائل إعلام فرنسية السبت الماضي رسالة دعم لعمليات التخريب تحمل توقيع «وفد غير متوقع»، بررت ما حصل، وانتقدت الألعاب الأولمبية باستخدام خطاب النشطاء الفوضويين من اليسار المتطرف.