مع اشتداد المنافسة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية كامالا هاريس، التي حققت في الأيام الأخيرة «طفرة شعبية» مكّنتها من «تضييق الفجوة» خلف منافسها، كشف الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة «انتقامية جريئة» لإصلاح المحكمة العليا.
وفي خطوة وصفها مراقبون بأنها «مسك ختام» عقود من العمل السياسي، اقترح بايدن ولاية من 18 عاماً للقضاة التسعة بالمحكمة العليا عوضاً عن الولاية مدى الحياة، والسماح بملاحقة الرؤساء الأميركيين رغم الحصانة، فضلاً عن مدونة أخلاق تحرم القضاة التسعة من الهدايا والعمل السياسي.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن قضاة المحكمة العليا أسقطوا «سوابق قانونية راسخة منذ فترة طويلة تحمي الحقوق الأساسية»، مضيفاً أن الأغلبية المحافظة في المحكمة (6 مقابل 3) «أضعفت حماية الحقوق المدنية، وحرمت المرأة من حق الاختيار، ومنحت الرؤساء حصانة واسعة من الملاحقة القضائية عن الجرائم التي يرتكبونها أثناء توليهم مناصبهم»، في إشارة إلى قرار صدر مؤخراً يؤثر على القضايا الجنائية لترامب.
وشدد بايدن، في مقال بصحيفة «واشنطن بوست»، على أنه «لا أحد فوق القانون أو محصناً من الملاحقة القضائية عن الجرائم التي ارتكبها أثناء وجوده في منصبه»، حتى لو كان رئيساً أو قاضياً، فيما يتطلب إصلاح المحكمة العليا تعديلاً دستورياً، وهو أمر ليس بالسهل حيث يعود آخر دستوري (التعديل الـ27 الذي يتعلق برواتب الكونغرس) إلى العام 1992.
كما تواجه خطة بايدن معارضة جمهورية شرسة، حيث رفض السناتور الجمهوري ليندسي غراهام إصلاح المحكمة العليا، متهماً الديموقراطيين بمحاولة «تقويض المحكمة المحافظة».
إلى ذلك، حققت نائبته هاريس «ارتفاعاً سريعاً» في نسبة التأييد منذ انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، وفق ما أظهر آخر استطلاع أجرته مؤسسة (ريال كلير بولينغ)، مؤكداً أن شعبية المرشحة المحتملة للحزب الديموقراطي شهدت «ارتفاعاً حاداً»، وقلصت تقدم منافسها ترامب في نوايا التصويت إلى 1.7 نقطة، قبل أشهر من الاقتراع المقرر في الخامس من نوفمبر المقبل.
وفي استطلاع أجراه موقع «إيبسوس» لقناة «أي بي سي نيوز»، حققت هاريس «طفرة شعبية إيجابية» في غضون أسبوع واحد، حيث حظيت بتقييم إيجابي من قبل 43 في المئة من الأميركيين، بغض النظر عن لونهم السياسي، مقابل 42 في المئة أدلوا بتقييم سلبي.
وقبل أسبوع، لم تتجاوز النظرة الإيجابية لهاريس نسبة 35 في المئة مقابل 46 في المئة للرأي السلبي، فيما غلبت على ترامب في استطلاع «إيبسوس» نظرة سلبية، حيث عبر 52 في المئة من المستجوبين عن رفضهم تأييد المرشح الجمهوري مقابل 36 في المئة من الآراء الإيجابية.
وحصدت هاريس المزيد من النقاط بشكل أساسي بين الناخبين المستقلين، إذ أيدها 44 في المئة منهم في مواجهة ترامب، الذي تراجعت شعبيته من 40 بالمئة إلى 36 بالمئة، بعد أن شهدت طفرة إبان محاولة اغتياله الفاشلة.
ومنذ انسحاب بايدن، أعرب 50 في المئة من الأميركيين عن استعدادهم للتصويت لهاريس، بينما قال 37 في المئة فقط، في يونيو الماضي، أنهم سيصوتون للرئيس الأميركي في مواجهة ترامب.
من جهة أخرى، قال مسؤول في مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف. بي. آي)، أمس، إن ترامب وافق على حضور مقابلة مع المكتب الذي يواصل التحقيق في محاولة اغتيال الرئيس السابق يوم 13 يوليو.