مع اقتراب حرب غزة التي حصدت أرواح 39363 فلسطينياً من إتمام شهرها العاشر، وسط تشاؤم بتحقيق المسار الدبلوماسي الذي تتوسط به مصر وقطر والولايات المتحدة لاختراق جدار الأزمة التي تهدد استقرار المنطقة الهش، أطل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برأسه على خط الصراع، ملوحاً بأن بلده ربما تتدخل عسكرياً ضد إسرائيل كما دخلت في السابق بصراع ليبيا، وإقليم قرة باغ الأذري، لردع الاحتلال عن «ممارسته ضد الفلسطينيين»، فيما ردت الدولة العبرية على تصريحاته قائلة، إنه يسير على خطى الدكتاتور العراقي المقبور صدام حسين.
وأضاف أردوغان، خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية في مدينة ريزا، مسقط رأسه، أنه «يجب أن نكون أقوياء جداً حتى لا تتمكن إسرائيل من فعل هذه الأشياء السخيفة لفلسطين. تماماً كما دخلنا قرة باغ وليبيا، قد نفعل شيئاً مماثلاً في تل أبيب. لا يوجد سبب يمنعنا من فعل ذلك. يجب أن نكون أقوياء حتى نتمكن من اتخاذ هذه الخطوات».
وأشار الرئيس التركي الداعم القومي لـ «حماس» إلى أنه دعا رئيس السلطة الفلسطينية زعيم حركة فتح محمود عباس لإلقاء خطاب في البرلمان التركي، لافتاً إلى أنه لم يتمكن من «إعطائنا رداً إيجابياً»، ومؤكداً أن البرلمان «مفتوح لكل من يسير على الطريق الصحيح».
وفي موازاة ذلك، توقعت الخارجية التركية أن تكون نهاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «على غرار نهاية الزعيم النازي أدولف هتلر».
وأضافت أنه «كيفما كانت نهاية مرتكب الإبادة الجماعية هتلر، كذلك ستكون نهاية مرتكب الإبادة الجماعية نتنياهو»، مؤكدة أن «الإنسانية ستقف إلى جانب الفلسطينيين».
مصير وتلاسن
وفي وقت يشكل تهديد رئيس دولة عضو بحلف شمال الأطلسي إحراجاً غير عادي للدولة العبرية التي تخوض مواجهة متشعبة ضد عدة فصائل متحالفة مع إيران على جبهات تشمل بالإضافة إلى غزة جنوب لبنان واليمن والعراق، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن الرئيس التركي «يسير على خطى صدام حسين».
وقال كاتس، عبر منصة «إكس»: «فقط تذكروا ما حدث هناك في بغداد وكيف انتهى الأمر»، مصحوباً بصورة للدكتاتور العراقي المقبور صدام حسين أثناء احتجازه من القوات الأميركية.
ورأى زعيم المعارضة يائير لبيد، عبر منصة «إكس»، أن «أردوغان يثرثر ويهذي مرة أخرى. ويشكل خطراً على الشرق الأوسط، ويجب على العالم، وخاصة أعضاء حلف شمال الأطلسي الناتو، أن يدينوا بشدة تهديداته ضد إسرائيل ويجبروه على إنهاء دعمه لحركة حماس. لن نقبل تهديدات من دكتاتور».
مطالبة بريطانية
في غضون ذلك، أبلغ رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بضرورة اتخاذ «خطوات فورية» نحو وقف إطلاق النار في غزة.
وذكر مكتب ستارمر في بيان: «قال رئيس الوزراء إنه يجب اتخاذ خطوات فورية نحو وقف إطلاق النار حتى يتسنى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيلية ووصول مزيد من المساعدات الإنسانية لمن هم في أمس الحاجة إليها» في القطاع الفلسطيني المنكوب. وأضاف البيان: «كرر رئيس الوزراء دعمه المستمر لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقاً للقانون الدولي».
في السياق، أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، في بيان رباعي، أمس، التزامها بدولة فلسطينية «تأخذ في الحسبان المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل»، في إطار حل الدولتين الذي يحقق السلام في الشرق الأوسط. وأضافت الدول الأربع: «يجب أن تتوقف الأفعال التي تقوض فرص حل الدولتين مثل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والتطرف العنيف من كل الأطراف».
وجاء ذلك في وقت أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مباحثات مع نظيره الإسباني خوسيه ألباريس، أن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها في أي اتفاق، وإنها تخرق مبادئ القانون الدولي، مضيفاً أن «الحكومة الإسرائيلية تقلل من أهمية حل الدولتين».
تفجير وضحايا
ميدانياً، أفادت تقارير عبرية بأن جنود الاحتلال قاموا بتفجير خزان رئيسي للمياه في حي تل السلطان قرب المناطق الإنسانية في رفح بموافقة قادتهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وتداول جنود الاحتلال مشاهد مصورة لقيامهم بتفجير الخزان، الذي تم بناؤه بأموال الحكومة اليابانية والأمم المتحدة، على مواقع التواصل، فيما توفي طفل بسبب المجاعة بشمال غزة وارتفعت وفيات سوء التغذية إلى 39 منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وتزامن ذلك مع نفي أوساط عبرية صحة تقرير نشرته صحيفة «تلغراف»، بشأن إرسال «حماس» مقطع فيديو إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، يظهر عناصرها وهم يعذبون الأسرى الإسرائيليين، للضغط عليه من أجل تحسين ظروف المعتقلين الفلسطينيين، بعد أن أثار حالة من الغضب داخل الدولة العبرية حيث أفيد بأن الوزير المتطرف رفض تغير سياسته إزاء الفلسطينيين.
واقتحم أنصار بن غفير معتقل «سدي تيمان» بعد أنباء عن توقيف 10 سجانين بتهمة الاعتداء على معتقل فلسطيني تم نقله إلى مشفى بحالة حرجة، في خطوة أدانها نتنياهو.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، في مجموعات متتالية ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً يهودية في باحاته.
وبالتزامن مع ذلك أدانت منظمة التعاون الإسلامي، استمرار سياسات الاستيطان الإسرائيلية ومنها الاستيلاء على مواقع تراثية في قرية سبسطية بنابلس.