لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

نشر في 30-07-2024
آخر تحديث 29-07-2024 | 20:21
 د. نجم عبدالكريم

بهذا الدعاء توجّه نبي الله يونس - عليه السلام - إلى ربهِ، فغفر له - جل وتبارك - وأخرجه من بطن الحوت، فاختمرت بذهني فكرة التوجه إلى ربي بهذا الدعاء مستعرضاً أمام ربي - سبحانه - تاريخ الذنوب والمعاصي التي ارتكبتها في حياتي لعله برحمته الواسعة يغفر لي ما ارتكبته: وبالفعل بدأت رحلتي بإحصاء ما تسعفني بهِ الذاكرة... ويا لله... يا لله... ويا لها من إحصائية كارثية، مهولة، حافلة بذنوبٍ ومعاصٍ تضعني في قعر جحيم جهنم آلاف المرات!

***

فالمراهقة والنزق الذي يلازمها بعدم الاكتراث لتعاليم الله، والانسياق وراء النزعات الشيطانية التي اكتنفت عالمي، ثم الشباب والرجولة وما يصحبهما من غرورٍ وكبرياء، والتعامل مع الحياة بأسلوب الغالب والمغلوب، وما يقتضيه هذا المنهج من عدم اجتناب كل محرمات الله ونواهيه، وبالتالي ترسخت في النفس شرعية افتعال الكذب والنفاق والتدليس... إلخ... إلخ.

فضلاً عن ارتكاب المحرمات، لكن عالم الشيخوخة أهون بكثير من عالمي السابق، حيث إن الاقتراب من القبر يفرض على الإنسان سلوكيات لا تُغضب رب العالمين.

***

وأمام تاريخٍ من هذا الركام المهول من أطنان الذنوب والمعاصي بحثت في تاريخي عما يبيّض وجهي أمام ربي من الأعمال الطيبة، فوجدته ضئيلاً، وأقل بكثير من أن يكون شفيعاً لي عند الله يوم الحساب.

***

وبصدقٍ أقول: لقد صرت أخجل من نفسي أن أطلب من الله أن يغفر لي ذنوبي... فهو - سبحانه - حذرني من كل الأفعال الشريرة التي ارتكبتها، ولكنني لم أرتدع ولم أصغ... وإن ذكرت لكم بعض ما ارتكبت في حياتي من مخالفات لأوامر الله فستدركون ما أعني.

ورغم إقراري أمام الله أولاً ثم أمامكم يبقى أمل التوبة... والاستغفار... والإيمان بالواحد الأحد... يعطيني البصيص من الأمل برحمة الله.

***

كلمة أخيرة قالها السيد المسيح - عليه السلام - لمن انتقدوا سلوك المجدلية: «من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر».

* فقبل أن تُطلقوا ألسنتكم الحادة بالنيل مني... ابحثوا عن تاريخكم أنتم أمام الله... الذي لا تخفى عليه خافية.

back to top