إذا مرادم النفايات نطقت!
تمنيت لو أن أحد الناشطين البيئيين أو المسؤولين ذهب إلى مردم النفايات الواقع على طريق السالمي، لينقل للرأي العام صورة حقيقية عنه ومدى الضرر الذي يتسبب به.
لم أصدق ما قرأته في الزميلة «القبس» الأسبوع الماضي بأن هذا المردم موجود في المكان نفسه منذ أكثر من 45 عاماً، تراكمت فيه النفايات ليصل ارتفاعها إلى أكثر من 50 متراً يصاحب ذلك إصدار غازات كريهة تؤذي المواطنين.
الآن وإن جاء الكلام متأخراً أدركت أهمية ما دأبت عليه جماعة الخط الأخضر والمهتمين بالبيئة والنفايات بالتحذير المتواصل من ارتفاع مستويات تلوث الهواء في أجواء البلاد، وما تسببه الغازات من أمراض تنفسية خطيرة على صحة الإنسان.
شيء جيد أن تخرج دعوات من أعضاء المجلس البلدي واللجان المختصة بإزالة بعض المرادم نظراً لما تشكله من مخاطر على الصحة العامة، لكن التصريح شيء والواقع أمر مختلف تماماً فلا شيء يتحقق على الأرض.
قبل أكثر من سنة قرأت تصريحاً لمسؤول بلدي يعلن فيه أن جميع مرادم النفايات لا تخضع لأي معايير بيئية أو فنية عند اختيارها، ولذلك فالحل الأمثل أن يتم إغلاقها وإعادة تأهيلها ومن ثم اختيار مواقع جديدة.
الحقيقة المفزعة ما جاء في دراسة «أطلس إدارة النفايات بدولة الكويت» الصادر عن الهيئة العامة للبيئة قبل فترة قليلة من الزمن فالمعلومات الواردة فيه مازالت تصلح للقياس عليها.
يوجد 19 موقعاً رئيساً لمرادم النفايات في دولة الكويت، 6 منها لا تزال قيد التشغيل، و75% من إجمالي النفايات التي تم ردمها خلال العقود الماضية تتراكم في هذه المرادم، بعد أن يتم ردمها وتغطيتها بالرمال دون معالجة مسبقة، والتقديرات تشير إلى أن إجمالي النفايات المتولدة تقترب من الـ50 مليون طن سنوياً، 3% نفايات منزلية وباقي أنشطة اقتصادية (البناء– الهدم– التعدين).
ميزانية جمع النفايات سنوياً تصل إلى 285 مليون دينار كويتي، يعمل فيها نحو 32 ألف عامل، يجمعون نحو 7500 طن من النفايات الصلبة في جميع أنحاء البلاد كل يوم.
14 شركة متعاقدة مع البلدية تقوم بجمع النفايات وتنقلها إلى ثلاثة مرادم، جنوب الدائري السابع، وميناء عبدالله، والجهراء،
وينبعث من مرادم النفايات ما مجموعه 47500 متر مكعب من غاز المردم في الساعة، وهذا الغاز يتكون من «الميثان» وثاني أكسيد الكربون، مما يعني أن الغازات تدخل في الهواء الذي نستنشقه ويسهم في الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
تم إغلاق 11 مردماً، لكن لم يتم إعادة تأهيلها بالكامل بعد، وتحتوي على 56 مليون متر مكعب من النفايات، واستمرار بقائها على هذا الشكل سيتسبب في إطلاق الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتشكيل مياه راشحة ناتجة عن النفايات والانبعاثات التي تشكل خطر الانفجار والحرائق في التربة حيث توجد.