يحكى أن إحدى الدول غير الإسلامية كانت تفكر في غزو بلاد المسلمين، وقبل أن تقدم على هذه الخطوة، أرسل حاكم هذه الدولة أحد الجواسيس لتفقد أحوال الدولة الإسلامية ورصد أحوال الشباب وهمومهم وأفكارهم، وبعد أن وصل هذا الجاسوس إلى بلاد المسلمين، أخذ يسير بين الأسواق والشوارع والأزقة في الدولة الإسلامية، ويحاول مراقبة وملاحظة تصرفات وسلوكيات عامة الناس وخصوصاً دور الشباب في هذه الدولة الإسلامية.
وأثناء تجوله لفت انتباهه بكاء أحد الشباب بحرقة وألم في إحدى زوايا المدينة! مما أثار فضوله فاقترب منه وسأله: ماذا يبكيك يا ولدي؟! فأجابه الشاب المسلم بأنه لم يستطع حل مسالة علمية!! فتعجب الجاسوس من رد هذا الشاب، وأرسل إلى الحاكم بعدم الاستعجال في محاربة هذه الدولة الإسلامية في هذا الوقت وفي هذه الظروف!!
بعد فترة من الزمن أرسل حاكم هذه الدولة غير المسلمة مرة أخرى أحد الجواسيس لسبر أحوال الدولة الاسلامية، وعندما كان هذا الجاسوس يراقب ويتابع أحوال شباب الدولة الإسلامية وجد شاباً يبكي وينوح بصوت عال! فاقترب منه وسأله عن سبب بكائه!! فرد عليه الشاب المسلم بأن حبيبته قد هجرته! حينها أرسل الجاسوس للحاكم لقد حان وقت التحرك لغزو الدولة المسلمة!
إن الشباب هم عماد الأمة، وخط الدفاع الأول للدولة، ودعامة أساسية ومهمة من دعامات التنمية والتطور والتقدم في أي مجتمع، فإذا أحسنت الدولة إعداد شبابها إعداداً جيداً للمستقبل فإن مصيرها النجاح والسؤدد والفلاح، أما إذا أهملت الشباب واهتمت بالأمور الشكلية وأساليب الترفيه الزائفة والزائلة، فإن مصير هذه الدولة التدهور والانحلال طال الزمان أم قصر،
وإن الاهتمام بالشباب وإعدادهم للمستقبل ووضعهم ضمن خطط وأولويات الدولة أمر لا خيار فيه، بل إنه أصبح أمراً حتمياً، إذا أردنا أن نتنافس مع الدول المتقدمة ونحقق التنمية لبلدنا.
الشباب هم عماد الوطن وركائزه، فإذا انصرفت اهتماماتهم للدعة والكسل، بدلاً من التركيز على العلم والجد والاجتهاد والصبر والكفاح، فإن الدولة هالكة لا محالة! وإن البطالة بين الشباب مفسدة وفيها هدر للطاقات الشبابية والوطنية، وواجب الدولة تهيئة الفرص الوظيفية للشباب لأجل المساهمة والمشاركة في التنمية وبناء الدولة، فالعمل والاجتهاد والصبر والمثابرة أمور مطلوبة من شبابنا وفيها أجر في الدنيا والآخرة... أتمنى أن تقوم الدولة برصد ومتابعة هموم وأفكار وإبداعات الشباب والعمل على الاستفادة منها واستثمارها في خطط التنمية، وفي أجهزة الدولة وقطاعاتها المختلفة!
أملنا كبير في وزارة الشباب بأن تقوم بهذه المهمة الوطنية، ورغم معرفتنا التامة بجيش المعوقين والمعوقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعترض عمل هذه الوزارة الفتية وأهدافها وتحد من إنجازاتها! فإن الدعم المادي والمعنوي مطلب وطني لدعم وزارة الشباب ومساندتها بكل الطرق العلمية والعملية ووسائل الدعم السياسي والاقتصادي والتقني كافة، لتحقيق أهداف شباب المرحلة الحالية وقادة المستقبل.
ودمتم سالمين.