مع توسع الخلاف داخل حكومة بنيامين نتنياهو، انسحب الجيش الإسرائيلي، اليوم ، من شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة عقب «استكمال نشاطاتها العسكرية»، وانتشال جثامين 5 أسرى إسرائيليين.
وفي حين زعم الاحتلال أنه «خلال العملية قتل 150 مسلحاً فلسطينياً، ودمّر أنفاقاً ومستودعات لتخزين الوسائل القتالية، وعثر على وسائل قتالية»، أفاد المكتب الحكومي بغزة بانتشال جثامين 42 فلسطينياً ضمن المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي بعد أن خلف بها دماراً واسعاً جراء الهجمات البرية والجوية المكثفة التي شنها.
وأشار إلى أن الدفاع المدني «تلقى منذ بدء العملية البرية شرق خان يونس في 22 الجاري نحو 200 إشارة وبلاغ عن فقدان مواطنين».
وفي ظل تبادل اتهامات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و»حماس» بشأن عرقلة جهود الوسطاء الرامية لإبرام اتفاق لتبادل إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، وإقرار هدنة قد تفضي لإنهاء حرب غزة المتواصلة منذ 296 يوماً، طالبت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين بتحقيق دولي في تعذيب الفلسطينيين بسجون الاحتلال.
جاء ذلك بالتزامن مع بدء القضاء العسكري الإسرائيلي جلسات الاستماع في محاكمة 9 من جنود الاحتياط المتهمين بإساءة معاملة أسير فلسطيني تعرض للتعذيب والاعتداء الجنسي في سجن «سديه تيمان».
وقضى الجنود الـ9 الليلة الماضية، في مركز احتجاز الشرطة العسكرية ببيت ليد، وسط إجراءات أمنية مشددة بعد وقوع أعمال شغب تحدثت تقارير عن تنفيذها من قبل أنصار وزير الأمن القومي اليميني المتطرف اتماير بن غفير، احتجاجاً على المحاكمة.
وتسببت الخطوة في اشعال فتيل أزمة كبرى قد تشق الائتلاف الحاكم بزعامة نتنياهو، إذ طالب وزير الدفاع يوافي غالانت بفتح تحقيق مع بن غفير بشأن تساهل قوات الشرطة الخاضعة لسلطته في التعامل مع مثيري الشغب الذين اقتحموا قاعدة الشرطة العسكرية لإطلاق الجنود المحتجزين.
ورد بن غفير بالمطالبة بفتح تحقيق مع غالانت بتهمة التقاعس عن إرسال تعزيزات عسكرية للمناطق التي اجتاحتها «حماس» خلال «طوفان الأقصى»، رغم ورود تقارير عن نيتها بشن هجوم السابع من أكتوبر.
أردوغان وهنية
على الصعيد الدولي، جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقاده لقادة ومنظمات الغرب المنوط بها ضمان الأمن الدولي، قائلاً إنها تشاهد ممارسة إسرائيل الوحشية التي تفوق وحشية هتلر عن بعد منذ نحو 300 يوماً.
وغداة تهديده بتدخل عسكري ضد إسرائيل على غرار ما قامت به بلده في إقليم قره باغ الأذري وليبيا، اعتبر أردوغان أن غزة تحولت إلى أكبر معسكر إبادة في التاريخ.
وتابع رئيس البلد العضو بحلف «الناتو»: «نحن لا نعتدي على أحد، ولا نسمح لأحد بالاعتداء على حقوقنا، ولن نترك إخواننا وحدهم عاجزين في أصعب أيامهم».
وأكد أن إسرائيل هي البلد الوحيد في المنطقة الذي يبحث عن أمنه من خلال الحروب والمجازر واحتلال الأراضي، وتتصرف كتنظيم إرهابي.
وفي طهران، التقى رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية مع الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان والمرشد علي خامنئي، لبحث التطورات السياسية والميدانية في غزة.
أتى ذلك فيما أفادت صحيفة «ذا تايمز» بأن بريطانيا ستتخذ قراراً بشأن حظر مبيعات الأسلحة لإسرائيل في وقت لاحق من الصيف، بعدما قال مسؤولون إنهم تلقوا أوامر بمراجعة أدلة عن «جرائم حرب محتملة» في حرب غزة.