تعد الكويت إحدى أكثر الدول إيمانا بأهمية التنمية الحضرية المستدامة الصديقة للبيئة، وتنمية المساحات الخضراء، وبناء مصدات طبيعية لمقاومة زحف التصحر والتغيرات المناخية، والتخفيف من حدة الانكشاف على أخطار الاحتباس الحراري.
وتعتبر ركيزة «بيئة معيشية مستدامة» التي تضمنتها رؤية «كويت جديدة 2035» أولوية أساسية لضمان استمرارية بيئة الكويت واستدامتها من أجل الأجيال، كما تسعى من خلالها إلى الإيفاء بتعهداتها البيئية أمام المجتمع الدولي.
وسعياً نحو فتح آفاق جديدة لمستقبل أخضر مستدام، شرعت البلاد في تنفيذ مشاريع عدة بهذا الاتجاه، والتخطيط لتنفيذ مشاريع واعدة لزيادة المسطحات الخضراء، وتعزيز الغطاء النباتي، وإقامة المحميات الطبيعية، ودعم السياحة البيئية.
وترى الكويت أن الوصول إلى الحياد الكربوني خلال منتصف القرن الحالي سيؤثر إيجابا في مجال البيئة، ويشرع أبوابا توفر فرصا اقتصادية ضخمة تعود بالنفع على الأجيال المقبلة، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
ويعنى برنامج إيجاد مناطق معيشية متناغمة بيئيا الذي احتضنته خطة التنمية السنوية 2024/2025 بترشيد استخدام الموارد الطبيعية، والتناغم مع البيئة بشكل يسمح باستدامة هذه الموارد، وخفض نسب التلوث بما يسهم في رفع جودة حياة المواطنين.
وحدد البرنامج جملة سياسات لتحقيق هذه الأهداف على رأسها بناء مدن صديقة للبيئة وفق مبادئ المباني الخضراء والبنية التحتية الخضراء والتكنولوجيا الذكية، وهي سياسة تنفذها حاليا الجهات المعنية بذلك.
المباني الخضراء
وبغية تطوير التنمية الحضرية المستدامة يدعم المخطط الهيكلي الرابع لدولة الكويت 2040 فكرة المباني الخضراء لما تحدثه من تحولات إيجابية في تعزيز الحياة الصحية الأفضل للسكان.
وتمتد حملات التشجير إلى الحدود الشمالية والجنوبية لزراعة الأشجار الملائمة للبيئة الكويتية، إضافة إلى زيادة الرقعة الخضراء في الساحات العامة والطرقات بالتنسيق مع وزارات الدولة.
ووفق إحصائية أعلنتها الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية العام الماضي، بلغ عدد الحدائق التي أنشأتها 179 حديقة بمساحة 2.695.993 مترا مربعا، في حين بلغ إجمالي أعداد الأشجار التي تمت زراعتها نحو 462.149 شجرة.
وبلغ عدد الشجيرات التي زرعتها الهيئة نحو 2.120.201 بينما بلغت مساحة الأزهار حوالي 285.109 أمتار مربعة، وبلغ عدد نخيل البلح قرابة 14.929 نخلة ونخيل الزينة 125.942، وبلغت مساحة النخيل 217.107 أمتار مربعة.
وعبر جهود بذلتها الهيئة العامة للبيئة بدأت الكويت استزراع نبات القرم (المانغروف) منذ عام 2018 من خلال خطة تستهدف استزراع 18 ألف شتلة حتى عام 2035 باعتباره من النباتات القادرة على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون بكميات كبيرة.